الصحافه

خطاب الملك عبر مكبرات الصوت في غزة: أي “نظام ظلامي” تتبع يا زامير؟

خطاب الملك عبر مكبرات الصوت في غزة: أي “نظام ظلامي” تتبع يا زامير؟

آفي اشكنازي

أخطأ رئيس الأركان الفريق إيال زامير يوم الجمعة خطأ جسيماً. فقد تشوش. هو ليس رئيس أركان الملك، بل رئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي. جيش الدولة – وليس جيش الملك. ليس جيش حزب وليس حزب عائلة كهذه أو تلك.

إن إرسال الجنود على شاحنات ومكبرات صوت إلى غزة لأجل إسماع خطاب الزعيم الأعلى، خطاب ألقاه يوم الجمعة في الجمعية العمومية للأمم المتحدة أمام قاعة فارغة لأن دولاً عديدة قاطعته، هو قرار هاذٍ. فقد بات الجميع يعرفون بأنه لم يأتِ ليتحدث مع العالم، بل سافر إلى منهاتن لإجراء جولة على قاعدته هنا في البلاد. لكن المشكلة ليست في نتنياهو، ففضلاً عن الحيل والأحابيل وخلق هدم وشرخ، يخفق في إدارة أي شيء هنا. فلو كان عليه أن يقول أقوالاً شجاعة وحقيقية وتعطي الأمل، ما كان يحتاج إلى مكبرات صوت كي يسمع الناس صوته في كل العالم، بما في ذلك غزة المدمرة. المشكلة هذه المرة هي مع رئيس الأركان، الاستراتيجي العسكري، الذي مع كل الاحترام للشخص، ارتكب خطأ لا يرتكبه إلا الأغرار.

مجرد أن قال الجيش إن رئيس الأركان طلب من رئيس الوزراء أن تصله تلك التعليمات (نصب مكبرات الصوت) خطياً، فذلك يتوافق مع حقيقة أنه “كان مطالباً أن يختار على أي من الحروب يصر حيال المستوى السياسي”؛ بمعنى أن رئيس الأركان هو الآخر فهم وجود شيء ما غير سليم. مجرد تعريض حياة جنود للخطر لتنفيذ خطوة تتبناها أنظمة ظلامية كما الحال في كوريا الشمالية، يجب أن تشعل ضوءاً أحمر أمام الجمهور الإسرائيلي.

لا شك أن حياة لرئيس الأركان المهنية مجنونة. يرى أن المستوى السياسي يخوض حرباً في غزة ليس ضد حماس فقط، بل أيضاً ضد قيادة الجيش الإسرائيلي: يبدأ هذا بمحاولة وزير الدفاع إسرائيل كاتس التدخل بقدم فظة في تعيين ضباط كبار، ويتواصل في محاولة نواب من الليكود منع تسوية الشروط التقاعدية لرجال الخدمة الدائمة رغم إدراك أن الأمر يخلق ضغطاً أمام الجيش ويصعب على القيادة العسكرية الإبقاء على ضباط وضباط صف في الجيش الإسرائيلي. كما يتضمن هذا أيضاً محاولات للتصعيد على تسلح الجيش للعتاد وبالذخيرة.

غداً يفترض بنتنياهو أن يلتقي ترامب. يدور الحديث عن لقاء ستكون نتائجه حرجة لوضع إسرائيل ووضع الجيش الإسرائيلي. فهل سيفرض الرئيس الأمريكي اتفاق وقف نار وتحرير مخطوفين، أم سيكون الجيش مطالباً بمواصلة الغرق في وحل غزة؟

لقد سبق للاقتراحات الأمريكية أن طرحت في الماضي. ثمة تغييرات هنا وهناك، لكن هيكل مبنى الاتفاق المقترح واضح. السؤال: أي مناورة تملص تلك التي سيمتشقها نتنياهو هذه المرة ليحمي سلامة ائتلافه. في هذه الأثناء، يدير الجيش قتالاً على نمط “إيطالي” – يتحركون ببطء وبثقة، وينتظرون ترامب لإنهاء قصة الحرب التي كان يمكن لها منذ زمن بعيد أن تنتهي، بذات الشروط الموضوعة اليوم على الطاولة.

معاريف 28/9/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب