زيلينسكي في برلين.. هل بدأ التحضير لهجوم كييف المضاد؟ وما هو الدور الألماني؟

زيلينسكي في برلين.. هل بدأ التحضير لهجوم كييف المضاد؟ وما هو الدور الألماني؟
علاء جمعة
برلين- : إعلان برلين استقبال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمراسم عسكرية، والتأكيد قبيل الزيارة على تعزيز القوات الأوكرانية بمليارات اليوروهات، تأتي وسط استعدادات للجيش الأوكراني لشن هجوم الربيع في حين تعلن كل من كييف وموسكو عن انتصارات في باخموت ومحيطها.
التقى الرئيس الأوكراني الذي وصل إلى برلين ليل السبت الأحد في أول زيارة له منذ بدء الحرب في أوكرانيا، الرئيس الألماني الذي تريد بلاده كدليل على التضامن، تسليم كييف أسلحة جديدة بقيمة 2,7 مليار يورو. كما استقبل المستشار الألماني أولاف شولتس الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمراسم عسكرية في ديوان المستشارية بالعاصمة برلين صباح اليوم الأحد. وأجرى الرئيس الأوكراني مباحثات ثنائية مع المستشار الألماني، ثم إجراء مناقشة في نطاق دائرة صغيرة.
ووفقا لصحيفة بيلد الألمانية يتوجه الرئيس الأوكراني إلى مدينة آخن في ولاية شمال الراين فيستفاليا على متن طائرة ايرباص حكومية ألمانية بحماية مقاتلات الجيش لتلقي جائزة شارلمان التي تكافئ الالتزام بتوحيد أوروبا. فيما أعلن مدير اللجنة المنظمة للجائزة يورغن ليندن لصحيفة “تاغيسشبيغل” أنه “للمرة الأولى في تاريخها الطويل تكافئ جائزة شارلمان على واجب الدفاع عن المبادئ الأساسية لأوروبا وحريتها وإذا لزم الأمر بالقوة”.
لطالما كانت العلاقات بين كييف وبرلين متوترة بشأن المساعدة العسكرية، مع انتقاد ألمانيا لكونها شديدة التردد والتحفظ. لكنها عززت دعمها في الأشهر الأخيرة. ويحاول زيلينسكي حاليًا حشد الجهات الداعمة له في أوروبا في الوقت الذي يستعد فيه جيشه لشن هجوم مضاد في شرق البلاد ضد القوات الروسية كما أعلن قبل أسابيع.
الأسلحة الألمانية وهجوم الربيع
بمناسبة زيارة الرئيس الأوكراني أعلنت الحكومة الألمانية السبت أنها تعد خطة جديدة لتقديم مساعدة عسكرية لأوكرانيا بقيمة 2,7 مليار يورو. وبحسب مجلة شبيغل الألمانية فإن الحكومة الفيدرالية الألمانية وضعت حزمة أسلحة أخرى لدعم أوكرانيا، في مفاوضات سرية، واتفقت الوزارات المعنية والمستشارية في الأيام القليلة الماضية على أن تتلقى أوكرانيا أسلحة إضافية هامة قريبا.
وبحسب شبيغل تخطط الحكومة الفيدرالية لتزويد أوكرانيا بمركبات مشاة قتالية إضافية من طراز Marder ودبابات Leopard 1 ومركبات Gepard المضادة للطائرات وطائرات استطلاع بدون طيار وأنظمة Iris-T إضافية مضادة للطائرات، بما في ذلك الذخيرة وذخيرة مدفعية إضافية ومركبات قتالية مدرعة ومركبات لوجستية. إنها أكبر حزمة أسلحة قدمتها ألمانيا لتعزيز القوات المسلحة الأوكرانية منذ بدء الحرب في فبراير 2022.
ونشرت المجلة الألمانية أن خبراء الناتو يتحدثون أن قوات الغزو الروسي في أوكرانيا باتت في حالة بائسة. وكتبت وزارة الدفاع في تقريرها الاستخباري اليومي على تويتر أنهم ليسوا مستعدين جيدًا للتحديات. وعليه، فرغم تشابه عدد الجنود والهيكل التنظيمي مع ما كان عليه في بداية حرب العدوان، فإن التكوين يختلف اختلافًا كبيرًا.
وكان قوام القوات الروسية من جنود روس محترفين، ومجهزين بالغالب بمركبات حديثة بشكل معقول، وتدربت بانتظام بهدف تنفيذ عمليات مشتركة معقدة. وأضافت المجلة وفقا لخبراء عسكريين “الآن القوة تتكون أساسا من جنود احتياط غير مدربين تدريبا جيدا وتعتمد بشكل متزايد على معدات قديمة والعديد منها يعاني من نقص شديد في الطاقم”.
الخميس أعلن زيلينسكي على بي بي سي أنه “لا يزال بحاجة إلى القليل من الوقت الإضافي” لشن هجوم الربيع لتجنب خسائر فادحة في الأرواح واختراق الخطوط الروسية.
ويعتقد خبراء عسكريون بحسب شبيغل أن الهجوم المضاد القادم سيكون له طابعه الخاص. وهو يسير ضمن مسار النهج البطيء، والأكثر احتمالا أنه سيبدأ بهجوم سريع وواسع النطاق مثل ذلك في خاركيف. يشمل “عمليات زاحفة متنوعة” ويرى فرانس ستيفان الخبير العسكري في معهد لندن للدراسات الاستراتيجية الدولية في حديث مع المجلة الألمانية أنه “كلما أخرت أوكرانيا الهجوم – أي أواخر مايو، وربما أوائل يونيو- كان ذلك أفضل”. الأسلحة الجديدة.
سيتمكن الأوكرانيون أيضًا من الوصول إلى 230 دبابة قتال رئيسية غربية و1550 مركبة مدرعة وما لا يقل عن 260 مدفع هاوتزر. قام الناتو بتدريب وتجهيز تسعة ألوية أوكرانية. يقول الرئيس فولوديمير زيلينسكي، إنها جاهزة. ومع ذلك، لا يزال الجيش الأوكراني ينتظر آخر العربات المدرعة، ولهذا السبب يحتاجون إلى “مزيد من الوقت” للهجوم المضاد. بحسب الخبير العسكري ستيفان.
بيد أن المجلة الألمانية تحذر إذ أن قوات بوتين تعلمت من بعض أخطاء الماضي. كما نقلوا مراكز الإمدادات المهمة، ومستودعات الذخيرة وأركان القيادة بعيدًا عن الخطوط الأمامية، بعيدًا عن متناول قاذفات صواريخ هيمارس الأوكرانية الدقيقة، كما أن الروس يستخدمون حاليا تقنية التشويش الالكتروني. عدد لا يحصى من الطائرات بدون طيار الأوكرانية تتساقط من السماء منذ شهور. فيما تسود المخاوف لدى الأوكرانيين أن الروس باتوا قادرين أيضا على التشويش على إشارات GPS التي تتحكم بالصواريخ هيمارس نفسها.
“القدس العربي”