مقالات

عامان على الحرب ومازال الجرف الفلسطيني ينزف

عامان على الحرب ومازال الجرف الفلسطيني ينزف

الدكتور حسين الديك

تحل اليوم الذكرى الثانية للسابع من أكتوبر 2023، ففي مثل هذا اليوم قبل عامين دخلت مجموعات
مسلحة تابعة لحركة حماس الى داخل اسرائيل في ما يعرف بغلاف غزة ، في مشهد يعد سابقة تاريخية في
تاريخ الصراع الفلسطيني الاسرائيلي على كل المستويات السياسية والعسكرية، مما احدث حالة من التخبط
والإرباك الداخلي في اسرائيل ، وفيس المقابل احدث حالة من الشعور بالانتصار فلسطينيا هذا الشعور الذي
تبخر خلال ايام او ربما ساعات بعد الرد الاسرائيلي القوي والحاسم على قطاع غزة .
فتاريخ السابع من اكتوبر عمل على تغيير وجه إسرائيل امام العالم ومن الداخل اجتماعياً وسياسياً نحو
مزيد من العقيدة الهجومية وأصبحت تتصرّف داخلياً وخارجياً كدولة تعيش صدمة كبرى وعملت
المؤسسات العسكرية والسياسية في اسرائيل على اعتماد استراتيجية الحرب الوقائية كعقيدة عسكرية راسخة
في الدولة وعملت على البدء بتطبيقها في الاراضي الفلسطينية ومنطقة الشرق الاوسط بأكملها.
استخدمت اسرائيل فائض ما لديها من قوة لتحقيق النصر المطلق على المدى القصير والمدى الاستراتيجي
البعيد وقد نجحت في ذلك على مستوى الاقليم من خلال حربها على لبنان وايران والتدمير الممنهج في
قطاع غزة وفرض الحصار والاغلاق واستخدام التجوع كسلاح من اسلحة الحرب، بل امتد ذلك الى الضفة
الغربية سواء بتدمير المخيمات او استمرا سياسة الضم والاستيطان وتدمير الكيان السياسي الفلسطيني
المتمثل بالسلطة الفلسطينية من خلال البوابات والحواجز والاغلاقات وفرض عقوبات على السلطة
الفلسطينية وحجز العائدات المالية الفلسطينية.
كل ذلك يحدث على مرأى ومسمع من العالم اجمع، وما زال المواطن الفلسطيني يدفع الثمن ومازال الجرح
الفلسطيني ينزف يوميا بعد يوم ، ففي ميزان الارباح والخسائر كان هناك خسائر فادحة وكبيرة جدا على
الشعب الفلسطينية وتطلعاته السياسية واتما على الصعيد الميداني فقد حولت اسرائيل غزة الى منطقة غير
صالحة للحياة ، اضافة الى ما يقارب (67,160 )شهيد و ( 170,000 )جريح، وتدمير حوالي (
80%)من قطاع غزة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب