الولايات المتحدة توقف توصيتها بتطعيم جميع السكان ضد “كوفيد-19” وتترك القرار للأفراد

الولايات المتحدة توقف توصيتها بتطعيم جميع السكان ضد “كوفيد-19” وتترك القرار للأفراد
كانت اللجنة الجديدة قد أوصت الشهر الماضي بإلغاء الإرشادات التي تدعو إلى التطعيم الجماعي، والتركيز بدلاً من ذلك على حماية الفئات الأكثر عرضة للخط
أعلنت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) في الولايات المتحدة عن تعديل جذري في سياستها الصحية بشأن لقاحات “كوفيد-19″، حيث لم تعد توصي بالتطعيم الشامل لجميع الفئات العمرية، تاركة قرار الحصول على اللقاح لتقدير الأفراد والأطباء المعالجين.
وجاء هذا القرار بعد أن تبنت الوكالة توصيات لجنة استشارية جديدة في شؤون اللقاحات تم تشكيلها بقرار من وزير الصحة الأميركي روبرت كينيدي جونيور، الذي عيّن أعضاءها بنفسه عقب حل اللجنة السابقة.
وكانت اللجنة الجديدة قد أوصت الشهر الماضي بإلغاء الإرشادات التي تدعو إلى التطعيم الجماعي، والتركيز بدلاً من ذلك على حماية الفئات الأكثر عرضة للخطر.
حتى وقت قريب، كانت السلطات الصحية الأميركية توصي جميع المواطنين، بدءاً من عمر ستة أشهر، بالحصول على جرعة سنوية معزّزة من لقاح “كوفيد-19” لتحديث المناعة ضد المتحوّرات الجديدة من الفيروس.
إلا أن التراجع الكبير في معدلات العدوى والوفيات خلال العامين الأخيرين، دفع عدداً من الخبراء إلى إعادة النظر في جدوى هذا النهج، داعين إلى قصر التطعيم المنتظم على كبار السن والمرضى المزمنينالمعرضين لمضاعفات خطيرة.
وفي خطوة أثارت جدلاً في الأوساط الطبية، أعلن الوزير كينيدي في مايو/أيار الماضي أن اللقاحات لم تعد موصى بها للأطفال الأصحاء أو النساء الحوامل، مشككاً في سلامة بعض مكوناتها. كما أكد أن السياسة الجديدة تهدف إلى “إعادة الثقة إلى النظام الصحي” عبر منح المواطنين حرية الاختيار بعيداً عن الإلزام الحكومي.
ويرى مراقبون أن هذا التحول يعكس تغيراً سياسياً وثقافياً في طريقة تعامل الولايات المتحدة مع مرحلة ما بعد الجائحة، إذ تتجه الإدارة الجديدة إلى تبني نهج أكثر تحفّظاً تجاه التطعيم الإلزامي، في وقت ما زال فيه الجدل محتدماً حول فعالية اللقاحات وأمانها على المدى الطويل.
من جانبهم، حذر عدد من أطباء الأمراض المعدية من أن تخفيف التوصيات قد يقلل مستويات المناعة المجتمعية ويزيد من خطر ظهور موجات عدوى جديدة في فصل الشتاء، مؤكدين أن اللقاح لا يزال وسيلة فعالة للوقاية من المرض وتقليل مضاعفاته.
ويُنتظر أن تصدر مراكز السيطرة على الأمراض توجيهات تفصيلية خلال الأسابيع المقبلة لتوضيح الفئات التي ما زالت تُنصح بالحصول على اللقاح، وكيفية تطبيق السياسة الجديدة في العيادات والمستشفيات.