
طوفان الاقصى في ذكراه المجيدة
بقلم الدكتور غالب الفريجات
في مثل هذا اليوم انطلقت المقاومة باتجاه الارض المحتلة، وتحديدا في مستعمرات الكيان الصهيوني في عسقلان وحدود قطاع غزة ، فكانت مسيرة مقاومة اكدت للعدو الصهيوني ان هذه المقاومة في قطاع غزة رغم كل الحصار والتضييق والعديد من الهجمات الصهيونية منذ انسحاب الكيان ٢٠٠٥ ، ما نامت على ضيم وذل وعدوان .
طوفان الاقصى كانت انطلاقة حرية وتحرير في مواجهة عدوان وقتل وتدمير يواجهها الفلسطينيون في كل يوم وساعة ، امام اشرس عدو واكثر اناس امتازوا بالحقد والاجرام منذ الخليقة ، تبرأ منهم رب الخلق ، وتبرأ من صنائعهم ، هؤلاء الذين أدموا التاريخ البشري ، و سمموا الافكار الانسانية ، ما و طأوا ارضا الا أعاثوا فيها فسادا .
هؤلاء اصحاب مبادئ لا صلة لها لا بالدين ولا القيم ولا
الاخلاق ، نظرتهم لا انسانية لعموم البشر ، نسجوا دينا صهيونيا خاص بهم ، قائم على الظلم والعدوان والقتل والتدمير ، ما صنعوه في فلسطين عار على البشرية استهدفوا الشجر والحجر والانسان ،
الإبادة البشرية التي صنعتها اياديهم الإجرامية اكدت حجم خطورتهم على الانسانية جمعاء ، ما يتطلب من جميع الدول والشعوب إجتثاثهم ، فلا يتورعون في القتل والتدمير في كل مكان ، استهدفوا الاطفال والنساء والشيوخ ، متوهمين ان الظلم يطول وانهم يفلتون من العقاب .
طوفان الاقصى كانت ردة فعل الاحرار على ما اصابهم واصاب ابناء وطنهم من ظلم وقهر وعدوان ، فان كانت جولة طوفان الاقصى قد واجهت الكيان المدجج بالسلاح ، والدعم المطلق من قوى العدوان العالمي في اوروبا وامريكا ، ولكن صمود ابطال المقاومة قد أدمى وجه هذا الكيان الفاشي المجرم ، وكشف عريه ، و ابان هشاشته امام بطولة رجال المقاومة ، وصمود ابناء الغزة الذين تشبثوا بأرضهم رغم قسوة الحياة وصعوبة العيش تحت وابل من القصف والقتل والتدمير .
طوفان الاقصى محطة مقاومة ، محطة نضالية ، وقفة شجاعة امتازت بها المقاومة و حاضنتها اهل غزة الابطال ، الذين ما تراجعوا قيد شعره عن اهدافهم ، وان تكالبت عليهم كل قوى البغي والعدوان العالمي وامريكا العدوان رأس الحربة لهذا العدوان المجرم .
طوفان الاقصى جولة من جولات النضال ستبني عليها مواقف بطولة في قادم الأيام بعد ان تقوم المقاومة بتشخيص حالة ما وصلت البه ، فلابد لكل جولة موقف تستطيع قيادة المقاومة تشخيص واقعها و اعادة حساباتها ، اين كانت والى اين باتت صورتها ومسيرة نضالها ،حسابات الربح والخسارة ليست حساباتنا نحن المتفرجون بل هي حساباتهم وحدهم ابطال المقاومة ،صمودهم بطوله وثباتهم بطولة ، ووجودهم في ساحة المواجهة بطولة ، وقد اكدوا كل ذلك وما نال منهم العدو ، ولا تمكن منهم ، وسقطت كل عناوينه ، وفشل في تحقيق كل اهدافه .
حيا الله المقاومة على ارض فلسطين المحتلة ، وفي كل مكان على الارض العربية ، ورحم الله شهداءهم ، وثبت اقدام ابطالهم ، و اعان الله جماهيرهم على الثبات والصمود .