
لَعْنَةُ عاشِقٍ
بقلم حسين عبدالله جمعة
…وكيفَ يكونُ السَّلامُ،
وأنتِ مَعْرَكَةُ الذّاتِ،
وكلُّ هذهِ الحُروبِ المُشْتَعِلَةِ —
هِيَ أنتِ…!
وأنتِ:
المَدُّ، والجَزْرُ،
وفيكِ اجْتَمَعَتْ عَوامِلُ الحَتِّ والعرْيان…
وما زِلْتِ تَدَّعِينَ أنَّكِ شَرْقِيَّةٌ!!!
يا سيِّدَتي،
سيَبْقَى أزيزُ الرَّصاصِ يُلاحِقُكِ،
وخطَواتُكِ تُتابِعُ أَشْلائي،
وما تَبَعْثَرَ مِنِّي…
فأنا، وأَجْزائي،
لَعْنَةُ عاشِقٍ،
وسِحْرٌ جِيءَ بِهِ مِن سَبَإٍ — بَلْقيسَ —
وأبْخِرَتُهُ الصِّينيَّةُ
ما زالَتْ تَعْبَقُ في سَمائي،
وبَيْنَ أَوْراقِ دَفاتِري الشِّتَوِيَّة،
وآهاتِكِ اللَّيْلِيَّة،
ودُموعِكِ السَّرْمَدِيَّة…!
سَتعبدُ الطَّريقَ إلى هِيليوبولِس،
وتَمْلَأُ السُّهولَ،
وتَعودُ إليكِ مِن جديدٍ
سَنابِلُ حُبٍّ مُشْتَعِلَةٌ
كَعَدْوَى الأَمْراضِ المُزْمِنَةِ…
مِنها — لَنْ تَقْوَيْ على الشِّفاء،
وفيك يحْتارَ الأطبّاء،
وتشَغَلَين مَراكِزَ العِلْمِ والعُلَماء،
حَتّى ملوكَ الجانِّ…
وكذلك الأُدَباء!
فأنتِ مَجْبولةٌ بالجُنونِ والكِبْرِياءِ،
يا مَنْ تَرْمِينَ بسِهامِكِ قُلوبَ الضُّعَفاء،
وطَريقي إلى الجُلْجُلَةِ مَليءٌ
بورودٍ ذابِلَةٍ،
ودِماء…
وكلُّ جَميلٍ فينا تَبَدَّدَ،
وبِتْنا كَهذا الشَّرْقِ،
حَيْثُ بَتْنا مَلْجَأً للتُّعَساء…
فَكَيْفَ يكونُ السَّلامُ؟
وأنتِ مَعْرَكَةُ الذّاتِ،
وحُروبٌ
لَمْ تَشْتَعِلْ بَعْد…!!!
حسين عبدالله جمعة
سعدنايل لبنان