الصحافه

رحلة في متحف سرسق إلى قلب حياة وفن مطربات أسطوريات

رحلة في متحف سرسق إلى قلب حياة وفن مطربات أسطوريات

ناديا الياس

بيروت – : بعد نجاحه في كل من باريس وأمستردام وعمان يحط معرض «ديفا: من أم كلثوم إلى فيروز إلى داليدا» في لبنان، حيث سيشرّع متحف سرسق أبوابه أمام هذا المعرض المتعدد الوسائط مساء الجمعة المقبل بين الساعة الثامنة والعاشرة مساءً، بحضور نائب رئيس مجلس الوزراء طارق متري ورئيس مجلس أمناء متحف سرسق، وبرعاية وحضور وزير الثقافة غسان سلامة وجاك لانغ رئيس معهد العالم العربي في باريس ووزير الثقافة الفرنسي السابق.
ويأتي هذا المعرض الذي هو من تنظيم «معهد العالم العربي» لتكريم إرث أشهر نجمات العالم العربي، مــن أم كلثـوم إلى وردة الجزائريــة، ومــن أســمهان إلى فيروز، ومــن ليلى مـراد إلى ســامية جمال، مروراً بسعاد حسني وصباح وداليدا احتفاء ببصماتهن الفنية الخالدة، كما سيسلط الضوء من خلال هؤلاء النجمات على التاريخ الاجتماعي للمرأة العربية وولادة النسوية داخل هذه المجتمعات الأبوية، وعلى دورهن في الدفاع عن القومية العربية والنضال من أجل الاستقلال في السياق التاريخي من وجوده وكذلك دورهن المركزي في المجالات الفنية المختلفة التي ساهمن في إحداث ثورة فيها.
وسيعكس هذا المعرض ذكريات الماضي المجيد، ويؤكد في الوقت نفسه على التراث الحي الذي لا يزال مصدر إلهام ويستحق الالتفات إليه من جديد، كما أكدت مديرة متحف سرسق كارينا الحلو التي أعلنت أنه «في ستينات القرن الماضي، كانت بيروت إضافة إلى القاهرة، عاصمة للموسيقى العربية، وهنا لعبت مطربات نجمات مثل «كوكب الشرق» أم كلثوم، التي قدمت أداءً لا يُنسى في مهرجان بعلبك، كذلك فيروز «سفيرة لبنان إلى النجوم» التي لاقت شهرة عالمية، ووردة وأسمهان وكلاهما من أصل لبناني، دوراً حاسماً في تشكيل الموسيقى العربية الحديثة ودفعها إلى الواجهة على المستوى العالمي»، معتبرة «أن العاصمة بيروت أثبتت استمرارية حيويتها الثقافية رغم الصراعات التي عصفت بها، من خلال الموسيقى والمسرح والمهرجانات».

ماذا يخبئ معرض «ديفا» وركن فيروز وصباح وأيقونات النيل؟

أما نسخة معرض بيروت ستشهد اختلافاً عن نسخاته السابقة في باريس وأمستردام وعمان بأسلوب العرض وبإتاحة مساحات أرشيفية وأزياء وأفلام فيديو وصور فوتوغرافية تقرأ سيرة وتاريخ «الديفاز» في سياق اجتماعي وسياسي والاضاءة على دور هؤلاء الرائدات في الدفاع عن القومية العربية والاستقلال وتجديد الفنون بين عشرينات وسبعينات القرن العشرين، وسيمنح المعرض ركناً واسعاً ل «جارة القمر» حيث يعرض فساتين ارتدتها السيدة فيروز في «قصيدة حب» في بعلبك في عام 1973 تحمل توقيع المصمم جان بيار ديليفر، وهو من أبرز الأسماء التي صاغت صورة فيروز على المسرح في السبعينات، ومن مسرحية «أيام فخر الدين» التي قدمت في عام 1966 في مهرجانات بعلبك الدولية. كما يعرض المتحف فستاناً ارتدته فيروز في حينه من تصميم مارسيل ربيز وسامية صعب التي تُعدد رائدة في تصميم الأزياء اللبنانية وكرست مسيرتها للحفاظ على التراث الثقافي للبلاد وإعادة ابتكاره.
ويعرض متحف سرسق فيديوهات نادرة لفيروز منها لقطات من استعدادات جولة أمريكا الجنوبية في ريو دي جانيرو عام 1961، ومقتطفاً من وثائقي عن جولة الولايات المتحدة 1972، إلى جانب صور عائلية وسياحية ومسرحية من أرشيف منجد الشريف، ابن المخرج الراحل صبري الشريف. ومن أرشيف «تلفزيون لبنان»، يُعرض فيديو كليب ب «كرم اللولو» 1966 ضمن برنامج «ضيعة الأغاني»، قبل إدراج الأغنية لاحقاً في ألبوم «يا رايح» 1994.
أما في ركن «الشحرورة»، سيعرض المتحف صوراً وفساتين لصباح من تصميم وليم خوري (1946–2016) الذي صمم لها قرابة 400 فستان، من «بعلبك» إلى «كازينو لبنان» وجولات عالمية، مثبتاً الأزياء اللبنانية كفن قائم بذاته. كما تُعرض ثلاثة فساتين من مسرحية «وتضلّو بخير» من تصميم بابو لحود سعادة، المصممة التي شقت طريقها منذ 1965 بين المسرح والمهرجانات الدولية، وألبست نجمات بارزات وتعاونت مع كبار المخرجين والمؤلفين.يرافق الأرشيف برنامج فنون معاصرة: فيلم «اختفاءات سعاد حسني الثلاثة» للمخرجة اللبنانية رانيا اسطفان، ولوحتان للفنان المصري الراحل شانت أفيديسيان تُجسدان أم كلثوم وسعاد حسني ضمن سلسلة «أيقونات النيل»، وصورة «ديفا في دور صباح» (2023) للمصور والمخرج اللبناني محمد عبدوني.
وسيوجه المصمم اللبناني العالمي إيلي صعب «تحية شخصية إلى أيقونات خالدات شكّلن بجمالهن وحضورهن وأناقتـه جوهر حقبة بكاملها من خلال فيديو قصير بعنوان «تحية الى الديفا» من إنتاج وإخراج إيلي فهد.
ووفقاً لمتحف سرسق فإن هذا المعرض يطمح إلى أخذ الجمهور في رحلة رائعة إلى قلب حياة وفن هؤلاء المطربات والممثلات الأسطوريات وكذلك التعرف على ما أحدثته من عميق التغيير، رموز خلدها الزمان لنسوة تمتعن بصلابة العزيمة، رموز لها مكانتها في المجتمعات العربية لفترة ما بعد الحرب العالمية. نجمات يعجز القول عن وصف مسيرتهن الفنية، فنانات فرضن أنفسهن على الساحة الفنية من القاهرة إلى بيروت، ومن المغرب العربي إلى باريس. فنانات أشرقت مسيراتهن في فترة من الحماسة الفنية والفكرية، وقدمن صورة جديدة للمرأة، وكذلك لتجديد سياسي في أوطانهن أينعت زهوره منذ أوائل العشرينيات وخصوصاً في مصر، حتى السبعينات من القرن العشرين».

«القدس العربي»

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب