إيكونوميست: هل سينجح ترامب بحشد الدعم لخطته قبل أن تعيد “حماس” سيطرتها على القطاع؟

إيكونوميست: هل سينجح ترامب بحشد الدعم لخطته قبل أن تعيد “حماس” سيطرتها على القطاع؟
نشرت مجلة “إيكونوميست” تقريرًا تساءلت فيه إن كانت الإدارة الأمريكية لدونالد ترامب قادرة على تأكيد الخطة التي قدمها لغزة قبل أن تعيد حركة “حماس” تعزيز قوتها في القطاع.
وقالت إن زيارة ترامب إلى إسرائيل ومخاطبته الكنيست الإسرائيلي ولقاءه بالأسرى الذين أطلقت “حماس” سراحهم يوم 13 تشرين الأول/أكتوبر، وسفره إلى مصر لحضور حفل توقيع وثيقة إنهاء الحرب في غزة وقمة شارك فيها عدد من رؤساء الدول الغربية والإسلامية ليست القضية المهمة. فالسؤال الأهم أمام ترامب هو إن كانت هناك طريقة لنزع سلاح “حماس”، والاتفاق على طبيعة السلطة الحاكمة، والقوة الدولية التي ستتسلم الإشراف على غزة من “حماس”.
تقول المجلة إن الحركة بدأت بملاحقة أفراد العشائر الذين حاولوا إقامة مناطق نفوذ لهم بمساعدة القوات الإسرائيلية
وبالنسبة للإسرائيليين، فزيارة ترامب ليست الحدث الأساسي، بل الإفراج عن الأسرى المتبقين في غزة، حيث ستفرج إسرائيل مقابلهم عن 1,950 أسيرًا فلسطينيًا في السجون الإسرائيلية.
وكان لدى غزة لحظة فرح وحزن عندما أعلن الجيش الإسرائيلي، في 8 تشرين الأول/أكتوبر، عن انسحابه من المناطق المأهولة بالسكان في القطاع. ولا يزال يسيطر على نصف المنطقة، وبخاصة المناطق القريبة من الحدود. وبعد ساعات من الإعلان، تدفق مئات الآلاف من النازحين في مناطق الإجلاء قرب الساحل نحو مناطقهم المدمّرة في شمال غزة. وسيعثر الكثيرون على أنقاض لبيوتهم التي كانت قائمة، وسيواجهون تحديات ضخمة لإعادة بناء ما دمرته الحرب التي قُتل فيها أكثر من 67,000 شخص، ودُمّرت أكثر من 82% من بنايات القطاع.
وبعد الإعلان عن الاتفاق، ظهر مقاتلو “حماس” بزيّهم في شوارع خان يونس لتأكيد سيطرتهم. وكان التفسير لظهورهم هو السيطرة على مناطق من أجل تأمين الإفراج عن الأسرى.
وتقول المجلة إن الحركة بدأت بملاحقة أفراد العشائر الذين حاولوا إقامة مناطق نفوذ لهم بمساعدة القوات الإسرائيلية.
وتشمل خطة ترامب نزع “حماس” لأسلحتها، وتسليم الحكم إلى حكومة تكنوقراط ستدير الشؤون المدنية، مع وجود قوة حفظ سلام دولية تضمن النظام، وهذا شرط مسبق لسحب إسرائيل لقواتها مرة أخرى.
وقد تصر إسرائيل أيضًا على تفكيك البنية التحتية لـ”حماس”. ففي 12 تشرين الأول/أكتوبر، قال وزير الدفاع إسرائيل كاتس إن نزع السلاح يتطلب تدمير أنفاق “حماس”، على أن يقوم الجيش الإسرائيلي أو القوة الدولية بهذه المهمة.
وخلال أكثر من عامين من الحرب، لم تدمر إسرائيل إلا ثلث الأنفاق الممتدة على مئات الكيلومترات تحت الأرض. ومن الصعب أن نرى كيف يمكن أن يحدث هذا إذا كان مقاتلو “حماس” نشطين، ويجب تنسيق تفكيك الأنفاق مع جهود إعادة الإعمار حتى لا يعطلها.
وحتى الآن لم تُعلن أي دولة عن نيتها نشر قوات حفظ سلام في غزة. ومع ذلك، هناك تلميحات إلى أنواع جديدة من التعاون، فقد كُلِّفت مجموعة مشتركة أمريكية ومصرية وإسرائيلية وقطرية بتحديد هوية الأسرى.
وفي 11 تشرين الأول/أكتوبر، زار الأدميرال براد كوبر، قائد القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، المواقع الإسرائيلية في غزة، برفقة رئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي وستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، وكلاهما من المقربين من ترامب.
خلال أكثر من عامين من الحرب، لم تدمر إسرائيل إلا ثلث الأنفاق الممتدة على مئات الكيلومترات تحت الأرض
وتدير القيادة المركزية القوات المسلحة الأمريكية في الشرق الأوسط، وقد أشرفت على التعاون بين حلفاء أمريكا في التدريب وإنفاذ القانون البحري ضد الحوثيين في اليمن، وحماية إسرائيل من الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية. ويقع مقرها الأمامي في قطر، وهي حليف أمريكي وتستقبل قيادة “حماس” السياسية، ولديها ضباط متمركزون بشكل دائم في إسرائيل ومصر، بالقرب من حدود غزة. وقد أنشأت بالفعل وحدة مراقبين لمراقبة وقف إطلاق النار.
وتتساءل “إيكونوميست”: هل تستطيع أمريكا حشد قوة دولية بسرعة كافية قبل أن تستعيد “حماس” سيطرتها بالكامل؟
والجواب أنه من غير المرجح أن يرسل ترامب قوات أمريكية إلى غزة، وعلى الأرجح أن تكون زيارته لمصر عابرة، حيث تعهّد الرئيس بالعودة إلى أمريكا بحلول 14 تشرين الأول/أكتوبر لمنح تشارلي كيرك، الناشط المحافظ الذي اغتيل، وسام الحرية الرئاسي.
وهذا يذكرنا بمجموعة القضايا التي تهم الرئيس الأمريكي، فقد كان التوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة عرضًا مذهلًا لأسلوب الرئيس غير التقليدي في إدارة الدبلوماسية. ومع ذلك، يواجه نهجه في الأيام المقبلة اختبارًا أكبر.
– “القدس العربي”: