مقالات

السلام المفروض بالقوة الدكتور غالب الفريجات

الدكتور غالب الفريجات

السلام المفروض بالقوة
الدكتور غالب الفريجات

خطاب ترامب في الكنيست الصهيوني و خطابه في شرم الشيخ ، وهو محاط بعشرين دولة جاء حكامها بالامر يستمعوا.. خطاب النصر الذي يلقيه ترامب على مسامعهم، وهم يذعنون لهذا الأبله الذي ما في جعبته إلا ولاءه للكيان الصهيوني الملطخة اياديه بدم اطفال فلسطين .

من ينقذ العالم من جبروت حكام البيت الابيض بعد ان باعوا امريكا للصهيونية و باتوا  يسوقونها كما يسوقون بضاعتهم الفاسدة المغلفة بحقوق الإنسان ، وحقوق الاطفال، وشيوع الديمقراطية واكثر حلفاءهم انظمة ديكتاتورية ، و تدوس على حرية شعوبها ، وهم من يحمي كراسي حكم هذه الانظمة الفاسدة التي تعيث في الارض فسادا .

اعلنها ترامب على مسمع الجميع السلام بالقوة ، على من يفرض هذا السلام ، هل على من قاتل بالسلاح الامريكي ، او على من قاوم هؤلاء الذين استخدموا كل ما صنعت مصانع القتل والدمار في امريكا ، على الكيان المجرم الذي ادانته كل دول العالم ، ولم يسانده ويقف الى جانبه الا امريكا في كل جوانب الصراع معه ، السياسية والاقتصادية والدبلوماسية و العسكرية ، وفي كل المنظمات الدولية التي لفظت كل ما يصدر عنه و زودته ، بكل مستلزمات القتل والتدمير و التنمر على العالم ، ام السلام المفروض على من يحمل السلاح دفاعا عن الارض والعرض والانسان ، عن الحرية المهدورة على ارض فلسطين ،عن هؤلاء الذين يعانون من اسوأ انواع الاحتلال الإحلالي الاجرامي الذين جردوا العالم من كل المعاني الانسانية . نعم هو السلام المفروض على الفلسطينيين لا على القتلة المجرمين ، على الضحية لا على المجرم ، هذا ما يعنيه ترامب ، وهذا ما وقعت عليه دول شرم الشيخ في مؤتمرهم ، وإلا فان الفلسطينيين سيواجهون جبروت الغول الامبريالي الصهيوني الامريكي .

السلام الذي يبشر به ترامب جلب كل العرب والمسلمين للتطبيع مع الكيان الصهيوني ، السلام الابراهيمي الذي يتناقض مع كل معتقداتنا و مبادئنا كمسلمين ، فلا دين الا الدين الاسلامي ، فليس هناك من دين ولا عقيدة تحت مسمى الديانة الابراهيمية ، وكل ذلك فقط لإدخال الكيان في منظومة الدول في المنطقة والتطبيع معها ، فماذا ينفع فلسطين ؟ ، واين ستؤول قضيتهم ؟ ، وماذا يحصدون من سلام القوة ، هل لتوفير لقمة العيش ام للرفاه المجبول بضياع حقوقهم الوطنية والسياسية .

يتباهى ترامب بانتصار الكيان الصهيوني بالسلاح الامريكي ، سلاح آلة القتل الامريكي ، وهل كان في مقدور الكيان ان يصمد دون امريكا ودعمها وقوتها ، وهل هذا السلاح يخرج عن وصفه سلام امريكا المفروض بالقوة ، وهل كان الصراع بين قوتين متكافئتين بين الفلسطينيين من جهة وبين الامريكان من جهة اخرى ، وهل بمقدور اي مراقب ان يدعي ان الكيان هو من حقق النصر ، ام ان امريكا من حققت النصر في معركة غير متكافئة بين طرفين . ولكن النصر لا يقاس بحجم الخسائر ، بل بمستوى الصمود والثبات ، والمقاومة هنا هي من كانت اكثر ثباتا ، وان العدو رغم الدعم الامريكي الهائل هو من كانت جماهيريه تلح عليه بوقف الحرب .

كلفة الحرب كان يقتضي العدل ان يلتزم الكيان بها ، فهو من تعمد التدمير والتخريب وحرمان القطاع من كل متطلبات الحياة ، ومن حقهم في الصحة والتعليم ودور العبادة ، فهذه كلها من عمد لتدميرها هو الكيان ، وان فاتورة الاعمار والتدمير يدفعها الطرف العربي والاسلامي، فاي نوع من السلام الذي يدعيه ترامب .

من يظن ان خطة ترامب للسلام ستصمد امام حرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة فهو. واهم كل الوهم ، فما لم ينل الفلسطيني حقوقه المشروعه ، فلن يترك ساحة المقاومة ، ونحن على يقين ان جولة طوفان الاقصى ما هي الا محطة في الصراع العربي الصهيوني ، وهي محطة قد فتحت ابواب الصراع افضل مما سبقها من محطات نضالية ، لانها كشفت عري الكيان وحجمه وقدرته على الصمود دون دعم اوروبي امريكي ، وان هذا الدعم قد بدأ في التآكل امام نضالات الشعوب ، وحركات الاحرار في الغرب بعد ان سقطت السردية الصهيونية ، وكشف نوعية الكيان الذي يزعم انه واحة الديمقراطية في منطقة الشرق الاوسط .

ان الصراع العربي الصهيوني محكوم بنضالات الشعوب،ومنذ زمن ونحن على بقين ان فلسطين لن تحررها الحكومات وانما تحررها المقاومة الشعبية ،المقاومة وحدها من تتطلب اشراك الشعوب في عملية التحرير التي تسمح لكل قطاعات الشعب في المشاركة لان لها مصلحة في المقاومة . ولهذا وجدنا طوفان الاقصى قد شكل حالة مقاومة وصمود افضل من الأنظمة جيوشها .

اخيرا لا سلام دون تدمير المشروع الصهيوني ، ونيل الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعه في اقامة دولته على عموم ارض فلسطين من البحر الى النهر .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب