مقالات

“حاكمك ظالمك ” هذا حال الوطن العربي بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق –

بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق -

“حاكمك ظالمك ” هذا حال الوطن العربي
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق –
إذا ذهبت نحو الثقافة العربية الشعبية،وبحثت في مكوناتها ،وتنوعها الثقافي وجدتها تصدح بظلم الحاكم للمحكوم،من وجيه العائلة إلى شيخ العشيرة،إلى الحاكم بأمره يوم تخلت الثقافة العربية،عن شروط تنوعها الثقافي،وتعدد مناطقها الثقافية،ومالها من محددات سلوكية وأخلاقية وقيمية،والمحكومة جميعاً إلى أعراف العدالة الاجتماعية،والمواساة والمواطنة،بشروطها وأولوياتها،وفي مقدمتها إنسانية الإنسان بحقوقها وواجباتها،وأسانيدها الفكرية والروحية والأخلاقية،وأخذها مواقعها في البناء الاجتماعي،من خلال كفاءاتها وقدراتها،وما ملكت من ميزات تجعلها في المكان الصحيح،وزمانه ومكانه.
وإذا بحثت حن حال الأمة العربية الراهن،وجدت للظلم توابعه وآثاره،وخاصة في الشخصية العربية،لأنّ ثقافة الظلم هي التي تكون هذه الشخصية،وتحدد سماتها ومعالمها،التي تراها في سلوكها الاجتماعي اليومي.وما الحالة التي يعيشها الشارع العربي تجاه قضاياه المصيرية إلاّ وليدة ثقافة الظالم للمظلوم،والخنوع والذلة،ومحاربة هذه الشخصية بلقمة عيشها،وتربيتها ،على النفاق والكذب والاحتيال،والثأر والانتقام،وولوج الشخصية العربية تجاه أناتها وذاتها لتحتمي بها من الظلم والقسوة والفقر،ووضع الكفاءات في غير مواقعها ومكانتها،ودعم الشخصية الشاطرة،التي تجيد القفز والبهلوانية.
ونسأل مابالنا بثقافة تكون شخصيتها الاجتماعية،على أمثال وأعراف مثل قولها:”من أخد أمي صار عمي ” والأيد اللي ما بتقدر تكسرها بوسها وادعي عليها بالكسر “”وامش مع التيار وغني على ليلى”؟
إنها ولاشك تكونها على الخوف من القوي والغني وصاحب الجاه.،والمدعوم،والواصل للغنم والسلطان،وتربيه على النفاق واللف والدوران والكذب والاحتيال،والهروب ًمن المسؤولية واعتماد الغش،والاتكال على الآخر.
وإذا أخذنا في ميدان السياسة مثلاً يفسر حالة من حالات الشخصية العربية،ونقصد بهذا المثل الانقلابات والثورات في أكثر من قطر من الأقطار العربية،حيث تتجلى في الشوارع حالات الثأر والانتقام والقتل والنهب،وتظهر الضغينة في النفوس عارية لا لباس لها،ولاسترة تسترها.
وإذا بحثت عن الركود الاقتصادي والاجتماعي والثقافي ستجد لظلم الحاكم ومن والاه وماثله وجاراه الدور الرئيس في هذا الركود،أليس المبالغة في الضرائب والاستدانة من البنوك الدولية وتحميل تبعاتها للشعب،واحدة من أسباب
الركود وتبعاته.؟
وابحث ماتشاء في سلبيات الشخصية العربية،وتوابعها في البناء الاجتماعي العربي،سلوكا معًوجاً وقبولاً للفساد تجد أن لظلم الحاكم حضوره القوي في هذه الظواهر.مجتمعة.
حاكمك ظالمك، هذا حال الوطن العربي الذي هو عليه،منذ زمن موغل في قدمه.فما هو الخلاص من هذا الحال؟
بكل اختصار وبشفاهية متناهية لاغبار عليها ولا تأويلات وتسويغ وتسويف،وبعيداً عن العمق الفلسفي الاجتماعي والتنظير العقائدي،وبلغة سهلة بسيطة مفهومة،نقول عندما يستطيع القضاء في الوطن العربي أن يقدم الحاكم العربي
الفاسد والتابع والظالم والمستبد للمحاكمة العادلةالحضارية على طريق القائل:العدل أساس الملك،والظالم يجب أن ينال عقابه،مثل مافعل القضاء الفرنسي مع رئيس الجمهورية الفرنسية السابق،حيث حكم عليه بالسجن خمس سنوات.
فهل للوطن العربي بوقت قريب يخضع فيه الرؤساء والأمراء ،والشيوخ،والوزراء  للمحاكم من قبل القضاء العربي في بعده الوطني والقومي،وهل لنا بزمن عربي يقدم الحاكم العربي الذي أبرم اتفاقات سلمية-إبراهيمية مع الكيان الصهيوني.
وفي ثقافتنا العربية حادثة عنتر العبسي مع عمه يوم طلب منه أن يكر لتخليص سبايا عبس فأجابه عنتر:العبد لايكر ياعمي.فأجابه عمه:كر ياعنتر فأنت حر .فكر عنتر وحرر السبايا .
فهل لنا بحاكم يقول للشعب: كر ياشعب فأنت حر !
قال لي صديقي ستظل تحلم تحلم حتى ترى وأنت في تربتك كيف يتهاوى الحكام العرب تحت ضربات ترمب وصهره الصهيوني كوشنر أبو الإبراهيمية.
د-عزالدين حسن الدياب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب