مقالات

مركز التراث الفلسطيني في تونس ومؤسسة سيدة الأرض يقدمون ذكرى 75 للنكبة بفيلم ثلاثي الأبعاد

مركز التراث الفلسطيني في تونس ومؤسسة سيدة الأرض يقدمون ذكرى 75 للنكبة بفيلم ثلاثي الأبعاد

د. عبد الرحيم جاموس

د. عبد الرحيم جاموس

خمسة وسبعون عاماً (15/5/1948 _ 15/5/2023 م) تمرّ اليوم على عمر النكبة الوطنية الفلسطينية والقومية العربية، والإسلامية والمسيحية والإنسانية، والتي تجسدت في عام 15/05/1948م عندما أعلنت بريطانيا العظمى آنذاك نهاية إنتدابها على فلسطين، وإعلان العصابات الصهيونية قيام كيان الإغتصاب الصهيوني على أكثر من 78% من مساحة فلسطين، وما نتج عنه من تشريد وتهجير قسري لأكثر من 850 الف نسمة من شعب فلسطين، وتحويلهم إلى لاجئين في مخيمات بقيت شاهدة إلى اليوم على جريمة العصر وعلى أكبر جريمة إنسانية شهدتها المنطقة، والتي مثلت زلزالاً لا زالت هزاته الإرتدادية تعصف بالمنطقة، ففلسطين مركز هذا الزلزال المدمر الذي لم يهدأ، ولن يهدأ، ولن تهدأ المنطقة معه، إلى أن تنتهي وتزول كافة آثار الزلزال المركزي الذي ضرب فلسطين في الخامس عشر من أيار للعام 1948م، فهل يدرك الأشقاء العرب ومعهم العالم أجمع هذه الحقيقة ؟!
ان مؤسسة سيدة الأرض الفلسطينية ومركز التراث الفلسطيني في تونس الشقيقة ، تحييا الذكرى 75 للنكبة هذا العام بشكل وأسلوب مميزين حيث انتجا فيلما وثائقيا وروائيا بتقنية ثلاثية الأبعاد (تقنية الهيلوغرام وتقنية الفار) لينقل هذا العمل المميز النكبة ووقائعها للمشاهد على طبيعتها وحقائقها، مدعومة بالوقائع والأرقام وبرواية شهود العيان ممن عاصروا النكبة وعاشوا أحداثها ووقائعها، كما حدثت في حينه، مظهرا حياة الشعب الفلسطيني الهادئة والهانئة قبل النكبة وكيف آلت واصبحت بعد النكبة، على يد عصابات الإجرام والإغتصاب والتي أدت إلى بعض النتائج في ما يلي:
فقد سيطرت العصابات الصهيونية على 774 قرية ومدينة فلسطينية دمرت منها تدميرا كاملا 531 قرية كان يسكنها أكثر من 807 ألف نسمة، تتوزع على أربعة عشر قضاء، وقد اقترفت العصابات الصهيونية حسب بعض المصادر التاريخية مئة وعشرة مجزرة في حق سكان هذه القرى والمدن، وهناك سبعون مجزرة منها موثقة ومثبتة بالصور والإفادات .. كان ضحيتها أكثر من خمسة عشر ألف إنسان قد قتلوا ودفن البعض منهم في مقابر جماعية، كما قد جرت عملية تطهير عرقي ل 1305 قرية ومدينة تم تشريد أهلها واقتلاع سكانها …
اليوم وبعد مرور خمسة وسبعين عاما على النكبة، يعيش في فلسطين المحتلة عام 1948 سبعة مليون و 145 ألف مستوطن يهودي و 534 ألف مستوطن من جنسيات أخرى غير يهود .. كما يوجد اثنين مليون و 48 ألف فلسطيني من الذين تمكنوا من الصمود في قراهم ومدنهم .. وذلك حسب مكتب الإحصاء الصهيوني لعام 2023.
النكبة ونتائجها بقيت متواصلة إلى اليوم حيث من أخطر نتائجها وجود 6.6 مليون لاجئ فلسطيني من المسجلين لدى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين ..، أكثر من مئة ألف شهيد ارتقى من الشعب الفلسطيني بسب مواصلة العدوان المستمر على الشعب الفلسطيني داخل فلسطين وخارجها، ومنذ عام 1967م إلى الآن تعرض الفلسطينيون لأكثر من مليون ونصف حالة اعتقال، ويوجد في القدس والضفة الغربية 471 موقعا استيطانيا وعسكريا… ويستمر العدوان الصهيوني يوميا على القرى والمدن والمخيمات في الضفة الغربية وفي قطاع غزة موقعا القتلى والجرحى بين الفلسطينيين إضافة إلى القيام بإعتقال العشرات من قبل السلطات الإحتلالية والزج بهم في سجونها المظلمة ..!
هذا الفيلم الذي اعدته مؤسسة سيدة الأرض بالتعاون مع مؤسسة التراث الفلسطيني في تونس الشقيقة تحت إشراف الأخ الدكتور كمال الحسيني رئيس مؤسسة سيدة الأرض والذي سيجرى اطلاقه في مؤتمر صحفي هام في مدينة تونس صباح يوم الإثنين 15/5/2023 بحضور اعلامي محلي وعربي ودولي وبمشاركة الفنان العربي المصري الكبير الاستاذ محمد صبحي ..
ليعرض هذا الفيلم بعد ذلك في مختلف المسارح العربية والدولية لنقل حقائق النكبة الفلسطينية إلى المشاهد كما وقعت وحصلت وينقل المشاهد إلى أرض الواقع في قرى ومدن ومخيمات فلسطين.
وبهذه المناسبة الأليمة التي تحل علينا ذكراها الخامسة والسبعين نقول:
إن وهم الأمن والإستقرار والسلام في المنطقة، مع إستمرار آثار النكبة الفلسطينية، تكذبه أحداث المنطقة، وأحداث فلسطين، إن وهم تبديد الشعب الفلسطيني وتذويبه، وتبديد الوطن الفلسطيني وتزويره، بفعل القوة الصهيوإمبريالية، وَهمٌ وفريةٌ وكذبةٌ كبرى تضافُ إلى سجل الأساطير والأكاذيب الإستعمارية الصهيونية الإستيطانية، التي تسعى جاهدة منذ أكثر من قرن من الزمن، ومنذ خمسة وسبعين عاماً على قيام كيان الإغتصاب، لتمريرها وتثبيتها بشتى وسائل العنف والقتل والبطش والإرهاب والتزوير…
إن فلسطين الوطن وفلسطين الشعب، حقيقتان ماثلتان للعيان، لن يستكين شعب فلسطين، ولم تهدأ أو تستسلم أرض فلسطين، لكل عوامل القوة الغاشمة، الناعمة والخشنة، في محو الحقيقة التاريخية أو الإجتماعية، أو الحقيقة السياسية والقانونية التي إستطاع كفاح الشعب الفلسطيني وصموده العنيد والأسطوري من تسطيرها وتجسيدها في هذه المواجهة التاريخية مع الصهيونية والإستعمار، فالشعب الفلسطيني ليس كماً بشرياً زائداً عن حاجة المنطقة وحاجة العالم، إنه حقيقة إنسانية وسياسية وقانونية وتاريخية موجودة ولها حقوقها المشروعة، شأنها شأن شعوب العالم أجمع، كما أن الإستعمار والإحتلال الصهيوني لفلسطين حقيقة إستعمارية إحتلالية عنصرية إستيطانية، حتماً زائلة، لأنها تمثل آخر مخلفات الإستعمار والنظام الدولي القديم.. والذي يتعارض مع روح العصر، ومع روح التغيير، التي تجتاح العالم … شعب فلسطين في ذكرى النكبة وفي كل يوم يؤكد دائماً بيانه، وموقفه الثابت وعزمه المتجدد على نيل مطالبه المشروعة في وطنه، والتي باتت تحظى بتأييد شعوب العالم ودوله، وبات كيان الإغتصاب أكثر عزلة وحصاراً …
النكبة الفلسطينية لن ولم تموت، حتى نعمل على إحياءها، إنها حية في قلوب وعقول أبناء شعب فلسطين، وفي عقول وقلوب جميع الأحرار في العالم، الذين يرفضون الظلم، ويعارضون الإستعمار والإحتلال والتمييز العنصري تلك صفات كيان الإغتصاب الصهيوني…
لن تشهد فلسطين الأمن والإستقرار والسلام، ومعها المنطقة، ما لم يتم إزالة ومحو آثار النكبة.
في الختام أتوجه بالتحية والتقدير لمؤسسة التراث الفلسطيني في تونس الشقيقة والشعب التونسي العظيم ولمؤسسة سيدة الأرض الفلسطينية وعلى رأسها الأخ المبدع المناضل والسفير المتجول لفلسطين الدكتور كمال الحسيني، على إنتاج هذا الفيلم الهام والمميز بهذه التقنية الحديثة الثلاثية الأبعاد لتقديم الرواية والنكبة بصورتها الحقيقية وما تتضمنه من مآسي ومجازر وحقائق.
#فلسطين تقاوم النسيان والإستعمار..
#فلسطين ستنتصر…
د. عبد الرحيم محمود جاموس
عضو المجلس الوطني الفلسطيني
الرياض 13/5/2023
[email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب