فلسطين

«الدوميسايد» متواصلة خلف «الخطّ الأصفر»

«الدوميسايد» متواصلة خلف «الخطّ الأصفر»

تواصل إسرائيل خرق وقف النار في قطاع غزة عبر قصف يومي يمتد من الشمال إلى الجنوب، في مسعى لتغيير الواقع الديمغرافي وإدامة الفوضى تحت ذريعة الأمن.

يوسف فارس

غزة | لم يعطِ جيش الاحتلال فرصة إلى الغزيين، ليشعروا بأنّ الحرب قد وضعت أوزارها فعلاً. فالانفجارات والقصف الجوّي والمدفعي والتحليق المكثّف لمختلف أنواع الطائرات الحربية والمسيّرة، وإن على نحو أقل كثافة من أيام الحرب، كل ذلك صار روتيناً يومياً يمتدّ من شمال قطاع غزة وحتى جنوبه. أمّا السكان القريبون من مناطق «الخط الأصفر» الذي يقضم ما نسبته 58% من مساحة القطاع، فيعيشون أجواء حرب على مدار الساعة، حيث يواصل جيش الاحتلال بشكل يومي نسف وتدمير ما تبقّى من منازل وأبنية، في حين يمتدّ القصف في مرّات كثيرة ليطاول أماكن خارج حدود المنطقة التي تقع تحت سيطرة العدو.

ففي ساعة متأخّرة من مساء أول أمس، قصفت الطائرات الحربية 5 منازل في حي الشعف، المحاذي لحيّي الشجاعية والتفاح شرق مدينة غزة، علماً أنّ تلك المناطق بعيدة نسبياً عن خط وقف إطلاق النار. كذلك، شنّت الطائرات الحربية عدداً من الغارات داخل «الخطّ الأصفر»، وهو ما تكرّر أيضاً، في مخيم جباليا ومدينة بيت لاهيا شمال القطاع، اللذين يتعرّضان لعميات توغّل ومداهمة مفاجئة من دبابات الاحتلال. وسُجّل في ساعات نهار أمس، استشهاد مواطن وإصابة آخرين جراء إلقاء طائرة «كوادكابتر» قنبلة في اتجاههم، غداة اغتيال جيش الاحتلال مواطنين باستهدافهما بصاروخ من طائرة مسيّرة. وترفع هذه الخروقات المستمرّة حصيلة الشهداء منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، في 10 تشرين الأول الماضي، إلى 195 شهيداً، ما يعني أنّ إسرائيل تقتل 10 مواطنين يومياً.

يتبقّى لدى المقاومة 7 جثامين إسرائيليين بينهم هدار غولدن، الذي أُسر عام 2014

وتتعرّض المناطق الشرقية على طول قطاع غزة، التي يقضمها «الخطّ الأصفر»، بشكل يومي، لعمليات تجريف ونسف واسعة، بدعوى تدمير مقدرات المقاومة وأنفاقها فيها، علماً أنّ تلك المناطق تضمّ الأحياء والمخيمات التي كانت تؤوي الخزان البشري للقطاع. فحيّا الشجاعية والزيتون مثلاً، كان يسكنهما نحو 200 ألف مواطن، فيما مدينتا بيت لاهيا وبيت حانون، يناهز سكانهما الـ130 ألفاً، ومخيم جباليا، يسكنه نحو 100 ألف. ويشير هذا الجهد الميداني الإسرائيلي، إلى نيّة تغيير الواقع الديمغرافي في القطاع، عبر نقل الثقل السكاني من القطاع الشرقي المحاذي للحدود، إلى المناطق الغربية، وصناعة واقع معيشي يصعب إصلاحه حتى بعد انسحاب جيش الاحتلال، خصوصاً في ظلّ السيطرة الإسرائيلية الكاملة على دخول مواد الإعمار وما يرافقها من اشتراطات. ويرافق هذا الواقعَ غير المستقرّ، تعطيل كامل للحياة المدنية، حيث يعطّل نزوح نحو مليون إنسان انتظام العملية التعليمية وافتتاح الأسواق، ما يجعل القطاع في حال مستمرّة من الفوضى التي خلّفتها ظروف الحرب.

إلى ذلك، وردت في وسائل الإعلام العبرية، أنباء عن وجود صفقة بين المقاومة وجيش الاحتلال، تسمح بالخروج الآمن لنحو 200 من مقاتلي «كتائب القسام» المحاصرين في أنفاق مدينة رفح جنوب القطاع. ورغم ما أثارته تلك الأخبار من عاصفة في البيئة السياسية الداخلية في مجتمع الاحتلال، فإنّ المقاومة لم تدلِ بتصريحات رسمية في هذا الشأن. وفي سياق ذي صلة، عثرت المقاومة، أمس، على جثمان أسير إسرائيلي بعد عمليات بحث أجرتها برفقة «اللجنة الدولية للصليب الأحمر»، استمرّت لعدّة أيام في حي الشجاعية. وليلاً، أعلن جيش الاحتلال أنّ «الصليب الأحمر» سلّم الرفات إليه بعد أن تسلّمها من المقاومة. وبهذا، تتبقّى لدى المقاومة جثامين لـ7 إسرائيليين، من بينهم هدار غولدن، الذي أسر في حرب عام 2014.

الاخبار اللبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب