فلسطين

غزة تحت المطر: خيام تغرق ونازحون يواجهون البرد بلا مأوى

غزة تحت المطر: خيام تغرق ونازحون يواجهون البرد بلا مأوى

مع دخول فصل الشتاء، تتصاعد المخاوف من تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة، في ظل عجز تام عن حماية مئات آلاف النازحين من البرد والمطر وانعدام المأوى الآمن.

وجد آلاف النازحين في قطاع غزة أنفسهم أمام مأساة جديدة تضاف إلى عامين من الحرب وفقدان البيوت والأمان. فمع أولى زخات المطر، تحولت الخيام المهترئة إلى برك من الماء، وغمرت الوحول الأرض، بينما يرتجف الأطفال بردا داخل مخيمات تفتقر لأبسط مقومات الحياة.

في أحد المخيمات، عاشت السيدة ملك بربخ ليلة قاسية بعدما تسربت مياه الأمطار إلى خيمتها. تروي بمرارة: “المطر تسرب لخيمتي بالليل، خرجت من خيمتي، لا أحد يحن علي، من كان يحن علي ابني استشهد”. ثم تناشد العالم: “أين الأمة؟ أين الشعب الفلسطيني؟ لا أحد ينظر إلينا ولمعاناتنا”.

وفي الخيمة المجاورة، لم تكن حال عائلة أكرم اللحام أفضل. يقول بفزع ما زال يعلو صوته: “خرجنا بملابسنا، كل شي غرق، الماء وصلت لنصف الخيمة”.

ومع دخول فصل الشتاء، تتصاعد المخاوف من تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة، في ظل عجز تام عن حماية مئات آلاف النازحين من البرد والمطر وانعدام المأوى الآمن.

قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن قطاع غزة يواجه واحدة من أسوأ الكوارث في التاريخ الحديث، محذرا من أزمة خطيرة تتفاقم مع نقص الخيام اللازمة لإيواء مئات آلاف النازحين.

وأوضح المكتب أن القطاع يعيش أزمة كارثية بسبب النقص الحاد في الغذاء والدواء وغياب مقومات الإيواء، في ظل تدهور المنظومة الصحية التي وصفها بأنها شبه منهارة وتحتاج إلى تحرك عاجل لإنقاذها.

وطالب المكتب جميع دول العالم بالضغط على إسرائيل لإدخال المساعدات فوراً إلى القطاع، مؤكداً أن استمرار القيود يفاقم المعاناة الإنسانية بصورة غير مسبوقة.

إلى ذلك، أكدت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 900 مريض في قطاع غزة فقدوا حياتهم بسبب تأخر الإجلاء الطبي للعلاج خارج القطاع، نتيجة الحصار الإسرائيلي المستمر.

وأشارت المنظمة إلى أن ما يقارب 16,500 مريض ما زالوا بانتظار الموافقة على السفر لتلقي العلاج، بينهم 4,000 طفل بحاجة عاجلة للإجلاء، محذّرة من أن أي تأخير في التعامل مع الحالات الحرجة يوازي حكما بالإعدام.

وتؤكد المنظمة أن استمرار القيود على تنقل المرضى يفاقم الكارثة الصحية، ويهدد حياة آلاف الحالات التي لا يمكن علاجها داخل القطاع المنهك طبيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب