فلسطين

النقب: اجتماع شعبي في رأس جرابة.. دعوات لتصعيد النضال ضد قرار التهجير

النقب: اجتماع شعبي في رأس جرابة.. دعوات لتصعيد النضال ضد قرار التهجير

شارك في الاجتماع عشرات الأهالي، وأعضاء لجنة التوجيه العليا لعرب النقب، وأعضاء مجلس القرى غير المعترف بها، بالإضافة إلى عدد من النشطاء والفاعلين في المنطقة، وكذلك أهالي القرية المهددة بالإخلاء.

عُقد، اليوم الأحد، اجتماع طارئ في ديوان الحاج فريج في قرية رأس جرابة في النقب، وذلك في أعقاب قرار المحكمة العليا الإسرائيلية القاضي بتهجير أهالي القرية خلال 90 يومًا، لصالح إقامة حي جديد يتبع لمدينة ديمونا على أراضي رأس جرابة، دون توفير أي حلول أو بدائل للسكان، الأمر الذي سيتركهم دون مأوى.

جانب من الحضور (تصوير: عرب 48)

وأدار الاجتماع مدير عام مجلس القرى غير المعترف بها في النقب، سليمان الهواشلة، الذي تحدث عن الهجمة الإسرائيلية على القرى والبلدات العربية في النقب، قائلا إن قرار إخلاء قرية رأس جرابة كان صادمًا بالنسبة لنا، رغم أن المحاكم الإسرائيلية لم تنصف المواطنين العرب على مدار السنوات، وتحديدًا في النقب، وهذا ما حدث في قرية السر وأم الحيران وغيرها من القرى في النقب.

مدير عام مجلس القرى غير المعترف بها في النقب، سليمان الهواشلة

وقال عطية الأعسم، رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها، إنّه يجب علينا الاستعداد للهدم الذي ستقوم به الجرافات بعد 90 يومًا، وفي الوقت ذاته العمل على منع الهدم والإخلاء عبر التوجه إلى القضاء، كما يجب تجهيز أماكن بديلة للسكان في حال تم تنفيذ قرار الهدم.

عطية الأعسم، رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها

وتطرقت ابنة النقب هدى أبو عبيد خلال الاجتماع إلى أهمية النضال الشعبي القوي والاحتجاج على ما يحصل في النقب من أجل إفشال المخططات الرامية لتهجير أهالي النقب، حيث أوضحت أن النضال الشعبي والجماهيري قادر على إفشال كل هذه المخططات، كما أفشلنا مخططات برافر نستطيع إفشال هذه المخططات التي تستهدف رأس جرابة وباقي القرى في النقب، وبحال تمكنا من إفشال هذا المخطط ستفشل المخططات الأخرى في النقب.

هدى أبو عبيد

وأضافت أن ما يحصل اليوم في النقب هو جرائم ضد الإنسانية، إذ إن تهجير مجموعة من أجل تسكين مجموعة أخرى مكانها جريمة بحد ذاتها وفقًا لكل القوانين الدولية، إذ إن لغة القانون لم يعد لها مكان في الدولة، لأن قرار المحكمة العليا صدر كما تريد الحكومة والوزراء وليس وفقًا للقوانين، لذلك يجب علينا زيادة النضال الشعبي والاحتجاج، إذ إنه هو الذي سيأتي بنتيجة.

وتحدث عضو المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها، معيقل الهواشلة، عن أهمية النضال الشعبي وتعزيز صمود الأهالي على أراضيهم في قرية رأس جرابة، قائلاً إننا نقف إلى جانب الأهالي بكل قوتنا لمنع الهدم، وفي أي قرار تتخذه العائلات في رأس جرابة. نرفض الهدم والتهجير وسياسات الإخلاء التي تتعرض لها قرانا في النقب.

عضو المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها، معيقل الهواشلة

وتطرّق المحامي مروان أبو فريح، من مركز عدالة الحقوقي والذي يمثل الأهالي أمام المحاكم، إلى الجانب القانوني للقضية، موضحًا أن المحكمة ضربت بعرض الحائط المسار القانوني كله، وتنفّذ قرارات الحكومة التي تنص على إخلاء القرية دون إيجاد أماكن بديلة للسكان الذين يعيشون فيها منذ عقود، وقرار المحكمة العليا أغلق جميع الطرق أمامنا، حتى إمكانية العودة والاستئناف على القرار.

المحامي مروان أبو فريح

وأضاف أنه يجب العمل على خطوات جدّية، من بينها فحص إمكانية العودة مجددًا إلى محكمة الصلح وإعادة المسار القضائي لمنع تهجير أهالي القرية، ومن المهم أيضًا التفكير في ما بعد انتهاء المهلة المحددة، أي ما بعد شباط/ فبراير 2026، وهي الفترة التي تنتهي فيها مدة الإخلاء المفروضة على أهالي القرية.

وتحدث النائب السابق يوسف العطاونة عن قرار المحكمة العليا، حيث قال إنّه على مستوى الأراضي لم نربح يومًا في المحاكم الإسرائيلية شيئًا يتعلق بالأرض، إذ إن المكاسب كانت فقط ربح الوقت، وإمكانية التوجه والحصول على إنجازات من المحكمة ضئيلة جدًا.

النائب السابق يوسف العطاونة

وأضاف أن المختلف في قضية رأس جرابة أنّه لا يوجد أي بديل؛ في الحالات السابقة كان يتم وضع بدائل، أمّا هذه المرّة فالبدائل معدومة في قضية رأس جرابة، إذ إننا نقف إلى جانب الأهالي في كل قرار يتم اتخاذه.

وقال حسين الرفايعة من منطقة النقع في النقب إنّ المحاكم الإسرائيلية جميعها مجندة بشكل كامل ضد المواطنين العرب، وهذا ما نشهده في كل ما يتعلق بالعرب في النقب، إذ إنهم بعد تهجير البدو سيتم التوجه لتهجير أماكن أخرى.

حسين الرفايعة من منطقة النقع في النقب

وأشار إلى ضرورة دعم الأهالي في قرية رأس جرابة، بالقول: إنه يجب علينا دعم الأهالي وتوفير الخيام والأماكن البديلة بحال تم الإخلاء، ومن المهم أن يكون الأهالي على قيد الاستعداد للمرحلة المقبلة.

وقال عضو لجنة التوجيه العليا لعرب النقب جمعة الزبارقة إنّ الاحتجاج الشعبي والجماهيري سيجبر المسؤولين على طلب الحديث معنا لإيجاد الحلول، لذلك من المهم أن نعمل على أن تكون مظاهرات خلال الفترة المقبلة تجبر المسؤولين على التفاوض من أجل إيجاد حلول.

عضو لجنة التوجيه العليا لعرب النقب جمعة الزبارقة

وتحدث إبراهيم القريبي، ابن قرية السر التي تم هدمها، عن ظروف أهالي قريته بعد هدم منازلهم وعملية التهجير التي حصلت، وعن ضرورة التحرك في ظل الإخلاء الذي يهدد بيوت الأهالي في قرية رأس جرابة، وتطرّق إلى أهمية تجهيز مبانٍ بديلة لأهالي القرية بحال تم الهدم.

إبراهيم القريبي، ابن قرية السر التي تم هدمها

وتطرق رئيس لجنة التوجيه العليا لعرب النقب، طلب الصانع، للحل البديل، وعن قضية رأس جرابة وتهجير أهالي القرية وإسكان مكانهم سكان يهود، حيث قال إن مثل هذا القرار هو دليل واضح على قضية الفصل العنصري والتمييز بين المواطنين العرب واليهود، إذ إن ما يحصل في النقب هو تكريس للفصل والعنصرية.

رئيس لجنة التوجيه العليا لعرب النقب، طلب الصانع

وتطرّق الصانع إلى أهمية النضال الشعبي، حيث أوضح أنه يجب العمل بشكل وحدوي من أجل إفشال هذه المخططات التي تستهدف الأهالي في قرية رأس جرابة، واستغلال الوقت خلال الفترة المقبلة، وتعزيز صمود الأهالي في القرية، إذ إن المطلوب منا التحرك والاحتجاج بشكل متواصل من أجل منع هذا الإخلاء وهذه الحملة.

عرب 48

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب