جملة أسماء على طاولة «الإطار» لرئاسة الحكومة: هل ينجح السوداني في إقناع واشنطن بأنه الحليف الأفضل؟

جملة أسماء على طاولة «الإطار» لرئاسة الحكومة: هل ينجح السوداني في إقناع واشنطن بأنه الحليف الأفضل؟
مشرق ريسان
رغم أن الأسماء المطروحة حتى الآن لرئاسة الحكومة الجديدة تعدّ مكرّرة، غير أن السوداني يمثل المرشح الصريح والمُعلن حتى هذه اللحظة.
بغداد ـ بدأت لجنة «الإطار التنسيقي» الشيعي، بتلقي أسماء المرشحين لشغل منصب رئيس الحكومة العراقية الجديد، وتحدثت مصادر متطابقة (صحافية وسياسية) عن ورود أسماء مثل رئيس جهاز المخابرات، حميد الشطري، ومستشار الأمن القومي، قاسم الأعرجي، وغيرهم، بالإضافة إلى المرشح الأبرز، رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني، الذي يدافع عن طموحه في ولاية ثانية بقوّة.
الأسبوع الماضي، أعلن «الإطار» تشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر، التي من شأنها ترشيح رئيس الحكومة الجديد، وقرر تأليف لجنتين؛ الأولى (بعضوية نوّري المالكي، رئيس ائتلاف دولة القانون، وهادي العامري، الأمين العام لمنظمة بدر، وأحمد الأسدي، رئيس تحالف السند الوطني) تتولى مهمة التفاوض لتشكيل الحكومة، في حين تكون مهمة اللجنة الثانية (بعضوية عمار الحكيم، رئيس تيار الحكمة الوطني، وهُمام حمودي، رئيس المجلس الأعلى الإسلامي، وعبد السادة الفريجي، الأمين العام لتحالف النهج الوطني) تحديد شخصية رئيس الوزراء.
وحسب المصادر فإن اللجنة المعنية بتحديد رئيس الوزراء ستجري منتصف هذا الأسبوع لقاءآت مع أبرز المرشحين لهذا المنصب.
ورغم أن الأسماء المطروحة حتى الآن لرئاسة الحكومة الجديدة تعدّ مكرّرة، غير أن السوداني يمثل المرشح الصريح والمُعلن حتى هذه اللحظة.
ويرى السياسي السنّي، محافظ نينوى الأسبق والقيادي في تحالف متحدون، أثيل النجيفي، أن فرصة السوداني في ولاية ثانية مرهون بمدى قدرته على إقناع الإدارة الأمريكية بأنه أفضل حليف لهم في العراق.
وذكر في «تدوينة» له، أن «فرصة السوداني الأخيرة مرتبطة بامكانية إقناعه للولايات المتحدة بانه سيكون الحليف الأفضل لها، وبدورها تستطيع إقناع أطراف شيعية، بالإضافة للكرد والسنة بدعمه، ولكن هي بالتاكيد فرصة ضعيفة»، معتبراً أن «البديل الأقوى أن يتقدم الإطار لإقناع الولايات المتحدة بتقديم شخص مناسب يمكنه التعامل مع المتطلبات الأمريكية، وفي هذه الحالة سنشهد انشقاقاً سريعاً لمجموعتين من قائمة السوداني والالتحاق بالإطار لتبحث عن حصتها ضمن التشكيلة القادمة».
ولم يستبعد النجيفي أن «يسعى الإطار لتلبية المتطلبات الأمريكية وإعادة ترتيب الفصائل المسلحة بطريقة لا تتقاطع مع التصور الأمريكي في وضع الشرق الأوسط الجديد، الذي سيكون خالياً من الفصائل خارج إطار دول المنطقة وسياقاتها الرسمية».
وفي الحالتين، لم يشكّ السياسي السنّي بأن «الرؤية الأمريكية في الشرق الأوسط الجديد ماضية سواء نفذها السوداني أم بديله الإطاري، كما سنشهد انهياراً لمافيات ومنظومات تهريب المخدرات والأسلحة التي تعتاش عليها فصائل تبدو سياسية من الخارج، وسينصب اهتمام الكتل على تقاسم المناصب. كل يبحث عن المنصب الأدسم، وهذا الأمر ليس في الحسابات الأمريكية».
في موازاة ذلك، يؤكد عضو الإطار التنسيقي، فاضل الفتلاوي، أن مستجدات المنطقة والتطورات الإقليمية والمشاكل الموجودة في الداخل، كلها عوامل ستساهم في الإسراع بتشكيل الحكومة الجديدة.
الفتلاوي ذكر في تصريح لمواقع مقربة «للإطار»، أن «ولادة الحكومة الجديدة في العراق لن تحتاج إلى المزيد من الوقت، خصوصا أن جميع الأطراف لديها رغبة كبيرة للإسراع في حسم هذا الموضوع».
وأضاف أن «أوضاع المنطقة وما تشهده من تطورات ومستجدات، قد خلقت أجواء متوترة قد تلقي بظلالها على العراق، وبالتالي فإن الجميع يدرك خطورة الوضع في المنطقة، وهو ما يدفع باتجاه الإسراع في إيجاد الحكومة الجديدة».
وبين أن «هناك مشاكل داخلية تحتاج إلى سرعة انبثاق الحكومة الجديدة من أجل حلها سريعا، خصوصا ما يتعلق بالموازنة وملف أزمة المياه والجفاف الذي ضرب الكثير من المناطق في العراق».
ويتفق المحلل السياسي العراقي، محمد علي الحكيم، بأن التطورات الإقليمية وبوادر الحرب بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، تدفع إلى الإسراع في تشكيل حكومة جديدة قد تكون سبباً في تهدئة هذا التوتر.
الحكيم أوضح لـ«القدس العربي»، إنه «بعد تصاعد الحديث عن حرب إيرانية – إسرائيلية بعد الهدنة المؤقتة، قد يدفع إيران لتفضيل حكومة عراقية أكثر انسجامًا معها لتأمين عمقها الاستراتيجي، وهذا أمر متوقع، لكن بنفس الوقت، القلق الإقليمي قد يجعل بعض القوى العراقية المدعومة من طهران تتريث في الحسم بانتظار اتضاح المشهد الذي تشوبه ضبابية أكثر، بالتحديد هناك خلافات أكثر عمقاً داخل الإطار التنسيقي الذي يسعي السوداني لتجديد ولايته، في حين أغلب قوى الإطار تقف حجر عثرة أمام تجديد ولايته التي أصبحت شبه معدومة».
ووفق الحكيم فإن قوى سياسية داخل «الإطار» ترى في السوداني بأنه «تجاوز الخطوط الحمر خلال فترة ولايته في السنوات الثلاث»، لافتاً إلى أن «المفاوضات بين أقطاب الإطار التنسيقي بعد إعلان النتائج تجري على قدم وساق للمجيئ بشخصية جديدة بعيداً عن السوداني».
وبيّن أن «أي توتر إقليمي قد يدفع إيران لتسريع تشكيل حكومة قريبة منها لضمان استقرار خاصرتها الغربية، وبالتحديد بعد إضعاف محور المقاومة في لبنان وفلسطين وإنهاء محور سوريا بالمجمل الذي كانت تعده (الحلقة الذهبية)».
وفي الوقت عينه لفت الحكيم إلى أن «احتمالات الحرب قد تشغل إيران وتؤخر تدخلها التفصيلي في مفاوضات تشكيل الحكومة، لكن القوى العراقية قد تستغل انشغال إيران المحتمل لانتزاع تنازلات داخلية أو إعادة ترتيب التوازنات»، معتبراً أنه «كلما ارتفع منسوب التوتر الإقليمي، زادت حساسية طهران تجاه شكل الحكومة العراقية المقبلة، لأن التأثير الحقيقي يتوقف على مدى جدية التهديد بالحرب وليس مجرد الضجيج الإعلامي».
ورأى أيضاً أن «اقتراب أي مواجهة محتملة- وهذا بعيد في الوقت الحاضر- قد يجعل إيران تعتبر الحكومة العراقية المقبلة جزءًا من منظومة الردع السياسي، لذلك الحديث عن حرب قريبة قد يدفع طهران لتشديد خطوطها الحمراء في مفاوضات تشكيل الحكومة بسبب تغيير المعادلات الإقليمية والدولية».
وأضاف أن «الولايات المتحدة التي بعثت مندوبا للعراق (سافايا) يدل على انها تريد أن تناور بقوة تجاه الحكومة العراقية المقبلة للضغط على إيران ومحور المقاومة لخنق إيران أكثر»، عاداً المواجهة السياسية القادمة بين «العامل الإقليمي، والدولي المتمثل بالولايات المتحدة الأمريكية».
ودعا الحكيم القوى السياسية العراقية إلى أن «تقرأ التوتر كفرصة لتسريع التفاهمات بعيدًا عن الضغط الإيراني المباشر، وكذلك بعيدا عن أهداف وضغوط الولايات المتحدة الأمريكية».
«القدس العربي»:




