Investing.com – شهدت الأسواق العالمية للأسهم تقلبات شديدة خلال الأسبوع الماضي، مع استمرار المخاوف حول تقييمات شركات الذكاء الاصطناعي وتأثيرها على أسواق الأسهم.

تراجع السوق قليلاً بعد موجة بيع استمرت أربعة أيام عقب إعلان شركة إنفيديا عن أرباحها يوم الأربعاء، إلا أن مكاسب الشركة سرعان ما تراجعت خلال جلسة تداول يوم الخميس مع استمرار تراجع الأسهم المدرجة في نيويورك.

شهد يوم الجمعة ارتداد الأسهم الأمريكية إلى المنطقة الإيجابية، بينما تكبدت أسهم شركات أشباه الموصلات الآسيوية خسائر كبيرة، وأُعيد إشعال موجة البيع في الأسواق الأوروبية.

في ظل التقلبات الشديدة لأسواق الأسهم العالمية وتصاعد المخاوف من فقاعة الذكاء الاصطناعي، تبرز الحاجة إلى أدوات تحليلية متقدمة. مع منصة InvestingPro المتاحة الآن بالعربية وخصم الجمعة البيضاء الذي يصل إلى 55%، يمكنك استخدام أداة WarrenAI لتحليل تقييمات الشركات وتوقع اتجاهات الأسواق بدقة عالية.

اشترك الآن من هنا واستفد من المزايا الحصرية

• • يمكن لمستخدمي التطبيق الاشتراك هنا

• • يمكن لمستخدمي الويب الاشتراك هنا

القيمة العادلة

وفي هذا السياق، تمنح خاصية القيمة العادلة في منصة InvestingPro المستثمرين أداة قوية لتقييم الأسهم بشكل موضوعي، بعيدًا عن الضغوط النفسية للسوق أو الضجيج الإعلامي. تعتمد الخاصية على تحليل البيانات المالية والتوقعات المستقبلية للشركة لتحديد القيمة الحقيقية للسهم، وهو ما يساعد المستثمر على معرفة ما إذا كان السهم مقيمًا بأكثر من قيمته الفعلية أو أقل منها.

باستخدام هذه الخاصية، يمكن للمستثمرين تمييز الفقاعات المحتملة في السوق، خصوصًا في القطاعات المزدهرة مثل التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، حيث تكون التقييمات أحيانًا مبالغ فيها بشكل كبير بسبب التوقعات المبالغ فيها أو المضاربات. القيمة العادلة توفر نقطة مرجعية واضحة تساعد على اتخاذ قرارات استثمارية أكثر عقلانية وتقليل المخاطر الناتجة عن الشراء بسعر أعلى من القيمة الحقيقية.

كما تتيح منصة InvestingPro متابعة الفروقات بين سعر السوق الحالي والقيمة العادلة بانتظام، مما يمكن المستثمر من ضبط مواقفه وشراء الأسهم عند خصومات حقيقية أو تجنب الشراء خلال فترات التضخم السعرية غير المبررة. هذه الميزة تجعل من السهل التخطيط لمحفظة استثمارية متوازنة، وتجنب الانجرار وراء موجات البيع أو الشراء العاطفية التي قد تؤدي إلى خسائر كبيرة في حال تشكلت فقاعات في السوق.

فقاعة الذكاء الاصطناعي والأسواق الأمريكية

أصبح احتمال وجود فقاعة في أسواق الأسهم بسبب الذكاء الاصطناعي موضوعًا ساخنًا منذ عدة أشهر، حيث يحاول المستثمرون معرفة ما إذا كانت الشركات قادرة على تلبية توقعات سوقية ضخمة تصل إلى تريليونات الدولارات.

وقال دان هانبري، المدير المشارك لاستراتيجية الأسهم العالمية في شركة ناينتي ون لإدارة الاستثمارات، لشبكة سي إن بي سي، إن تشكل فقاعة الذكاء الاصطناعي يبدو السؤال الأساسي في الوقت الحالي، إلا أن الأسعار المبالغ فيها تمتد إلى ما هو أبعد من قطاع الذكاء الاصطناعي.

وأضاف هانبري: إذا نظرت إلى التقييمات العامة، سيكون من الصعب جدًا الجزم بعدم وجود فقاعة في السوق الأمريكي.

نظرة أوسع على السوق

وعلى الرغم من وجود العديد من علامات التحذير في الأسواق، أكد هانبري أن المشاركين في السوق بحاجة إلى تبني منظور أوسع.

وأوضح: هناك نمو هائل في الأرباح، ولا توجد دلائل على تراجعها في هذه المرحلة، وفي الوقت نفسه نرى تطبيع معدلات الفائدة ومعدلات الخصم.

وأشار إلى أن الأسواق ما زالت تمر بمرحلة تشهد ما يسميه البعض فقاعة كل شيء، مؤكداً أن هذا يؤثر على أدوات الدين وأسواق السندات والعقارات، ويترجم بدوره إلى تقييمات الأسهم.

تقييمات مرتفعة وتحذيرات من مخاطر الديون

أظهر مسح أجرته بنك أوف أمريكا في نوفمبر وشمل 172 مدير صندوق، يديرون مجتمعة أصولًا بقيمة 475 مليار دولار، أن الغالبية تعتقد أن أسواق الأسهم العالمية مبالغ في تقييمها.

وأثيرت أسئلة حول التقييمات في قطاعات أخرى، مثل الدفاع الأوروبي والبنوك العالمية التي سجلت مكاسب كبيرة هذا العام، بينما أعرب بعض المستثمرين عن القلق من أزمة ديون محتملة.

لكن تداولات الذكاء الاصطناعي هي التي هيمنت على هذه النقاشات.

تحديات التنبؤ والتأثيرات السلوكية

أوضح هانبري أن من الصعب التنبؤ بكيفية تطور الوضع الحالي مع زيادة وعي السوق والحكومات والبنوك المركزية بمخاوف التقييم.

وقال: المسألة في الأساس تتعلق بمحاولة معرفة كيفية التعامل مع هذا الوضع، وهناك جانب سلوكي في الأسواق يظهر من خلال تأثير الخوف والطمع على أسعار الأوراق المالية.

وأشار أوليفر جونز، رئيس تخصيص الأصول في شركة راثبونز البريطانية لإدارة الثروات، إلى أنه لا يعتقد أن الأسواق في فقاعة شاملة، لكنه لم يستبعد احتمال تشكل فقاعة صغيرة إذا حدث تحول طفيف.

الأسهم الأمريكية وقطاع التكنولوجيا

وأكد جونز أن الأسهم الأمريكية، خاصة في قطاع التكنولوجيا والشركات المستفيدة من استثمارات الذكاء الاصطناعي، مرتفعة السعر مقارنة بالمعايير السابقة، إلا أنها ليست مكلفة بشكل موحد كما كان الحال خلال ذروة فقاعة دوت كوم قبل ربع قرن.

وأشار إلى أن علامات النشاط المضاربي العام، مثل زيادة إصدار الأسهم أو نشاط الاندماجات والاستحواذات، كانت غائبة مؤخرًا في الولايات المتحدة وخارجها.

وأضاف: الفقاعات الكبرى غالبًا ما تسبقها زيادات حادة في الاستثمار الكلي والديون الخاصة، لكن هذا لم يحدث مؤخرًا.

مخاطر الاقتصاد الحقيقي وفرص الانتظار

قال توني ميدوز، رئيس قسم الاستثمار في بي آر آي لإدارة الثروات، إنه لا يعتقد أن الأسواق غارقة في فقاعة كل شيء، لكنه أشار إلى أن فريقه لا يرى مسارًا سلسًا للأمام.

وأوضح أن هناك مؤشرات على مخاطر متنامية في الاقتصاد الحقيقي، خاصة فيما يتعلق بالتوظيف، وأن تأثير التكنولوجيا قد يزيد هذه المخاطر في المستقبل.

وأشار إلى أنه لا توجد حتى الآن دلائل واضحة على أن ضعف السوق سيستمر لفترة طويلة.

وأضاف أن المستثمرين يجب أن يأخذوا المخاطر في الاعتبار، خاصة في المملكة المتحدة مع قرب صدور الميزانية الخريفية الحرجة، مؤكدًا أن إدارة محفظة متنوعة تحقق توازنًا بين المخاطر تعتبر الخيار الأمثل في الوقت الحالي.

فرص الشراء والأسهم التقنية الكبرى

قال مايكل فيلد، كبير الاستراتيجيين للأسهم في مورنينغستار، إنه رغم أنه لا يتجاهل خطر الفقاعة، فإنه لا يعتقد أن فقاعة قد تشكلت بالفعل في الأسواق.

وأشار إلى أن الأسهم الأمريكية كانت تتداول عند خصم يقارب 5% مقارنة بتقديرات القيمة العادلة لشركة مورنينغستار، فيما كانت أوروبا عند خصم يقارب 3%.

وأضاف فيلد أن هناك إشارات تحذيرية وبعض المخاوف، لكنها لا تصل إلى حد الذعر بشأن التقييمات أو الشركات نفسها.

وعن شركات التكنولوجيا الكبرى، قال إن أسهم تسلا وإنفيديا مبالغ في تقييمها، بينما ما زالت أسهم ألفابت وميتا ومايكروسوفت تمتلك فرصة صعود إضافية.

وأشار إلى أن أسهم الرعاية الصحية الأوروبية، بما في ذلك روش وجي إس كي ونوفو نورديسك، وأسهم التكنولوجيا، كانت تتداول بخصومات جيدة بعد أن تعرضت لضغوط خلال معظم هذا العام.