مئات المستوطنين يقتحمون محيط المسجد الأقصى لليوم الثاني ويعتدون على المصلين

مئات المستوطنين يقتحمون محيط المسجد الأقصى لليوم الثاني ويعتدون على المصلين
سعيد أبو معلا وأشرف الهور
القدس – غزة ـ : لليوم الثاني على التوالي نفذ مئات المستوطنين المتطرفين عمليات اقتحام لمحيط المسجد الأقصى، بعد يوم على مسيرة الأعلام الإسرائيلية الاستفزازية التي يحتفل بها المستوطنون بذكرى احتلال كامل القدس.
واقتحم مئات المستوطنين على شكل مجموعات منطقة باب الساهرة في البلدة القديمة من القدس المحتلة، ومحيط عدد من أبواب المسجد الأقصى المبارك، بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بالتزامن مع توافد المواطنين لأداء صلاة الجمعة، مرددين هتافات عنصرية ضد الفلسطينيين والعرب، بحماية من قوات الاحتلال.
وأصيب شرطي إسرائيلي وثلاثة مستوطنين إلى جانب عشرات المصلين إثر قمع قوات الشرطة المصلين المتوجهين لأداء صلاة الجمعة بالغاز السام وبالضرب والركل والدفع والقنابل الصوتية في منطقة باب الأسباط.
بالتوازي أصيب عشرات الشبان الفلسطينيين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط وبالاختناق بقنابل الغاز السام خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدتي بيتا وقريوت جنوب نابلس، وقرية بيت دجن شرقا.
ونقل مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية، غسان دغلس، أن مواجهات اندلعت في قريوت بعد اقتحام المستوطنين بحماية قوات الاحتلال، منطقة نبع الماء في القرية حيث أطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع باتجاه المواطنين، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بالاختناق.
وبصورة ممنهجة تواصل حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل مساعيها الرامية لتكريس المزيد من خطط الاستيطان، حيث كشف النقاب عن رصد ميزانيات ضخمة لهذا الغرض، تشمل أيضا زيادة عدد المستوطنين إلى الضعف، في دلالة تؤكد عدم التزام هذه الحكومة بالتوافقات التي حصلت أخيرا مع الجانب الفلسطيني بخصوص تجميد خطط الاستيطان. ويأتي ذلك تماشيا مع مطالب أعضاء “الكنيست” من الأحزاب المتطرفة، وفي مقدمتهم الوزيران إيتمار بن غفير، زعيم حزب “الصهيونية الدينية”، وبتسلئيل سموتريتش زعيم “القوة اليهودية”، بتعزيز الاستيطان في القدس المحتلة، وباقي مناطق الضفة الغربية، على حساب طرد الفلسطينيين من أرضهم، ووضع مستوطنات جديدة تكون بؤرا للجماعات المتطرفة التي تنشط في تنفيذ الهجمات الدامية ضد الفلسطينيين.
ويتضح من المداولات حول البلورة النهائية لميزانية العامين 2023 – 2024 لدولة الاحتلال، أن الائتلاف الحاكم في طريقه للمصادقة عليها بعد أسبوعين أو ثلاثة، إثر استجابة بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية لمطالب حلفائه في الائتلاف الحكومي، إذ تتضمن المسودة الأولى لتوزيع أموال الائتلاف والتي كشف النقاب عنها، تدفقا غير مسبوق لمبالغ مالية كبيرة على المؤسسات الدينية المتزمتة (الحريدية) والدينية القومية والاستيطان.
«القدس العربي»