انتقادات متصاعدة لقرار حظر السفر.. ترامب يريد تحويل الولايات المتحدة إلى “مهرجان من العنصريين البيض”

انتقادات متصاعدة لقرار حظر السفر.. ترامب يريد تحويل الولايات المتحدة إلى “مهرجان من العنصريين البيض”
رائد صالحة
واشنطن- : واجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موجة انتقادات حادة، الثلاثاء، عقب إعلانه توسيع حظر السفر ليشمل 39 دولة، في خطوة أعادت إلى الواجهة سياساته المثيرة للجدل التي بدأها خلال ولايته الأولى، ثم أعاد تفعيلها مع عودته إلى البيت الأبيض مطلع العام الجاري، قبل أن يوسّع نطاقها مجددًا في يونيو/ حزيران الماضي.
ويُبقي القرار الجديد القيود الكاملة على مواطني دول بينها أفغانستان وميانمار (بورما) وتشاد وجمهورية الكونغو وغينيا الاستوائية وإريتريا وهايتي وإيران وليبيا والصومال والسودان واليمن، كما يفرض قيودًا كاملة للمرة الأولى على لاوس وسيراليون، بعد أن كانت خاضعة لقيود جزئية. وأضيفت كذلك بوركينا فاسو ومالي والنيجر وجنوب السودان وسوريا إلى القائمة.
وفي خطوة أثارت غضبًا واسعًا، فرض ترامب قيودًا كاملة على حاملي وثائق السفر الصادرة عن السلطة الفلسطينية، رغم أن الولايات المتحدة لا تعترف بفلسطين دولة، وفي ظل دعم واشنطن للهجوم الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.
رشيدة طليب: قسوة عنصرية بلا حدود
الردّ الأشدّ جاء من النائبة الديمقراطية رشيدة طليب، العضو الفلسطيني الأمريكي الوحيد في الكونغرس، التي قالت إن «القسوة العنصرية لهذه الإدارة لا تعرف حدودًا، إذ توسّع حظر السفر ليشمل مزيدًا من الدول الأفريقية ذات الغالبية المسلمة، وحتى الفلسطينيين الفارّين من إبادة جماعية”.
وذهبت طليب أبعد من ذلك، متهمة ترامب ونائب كبير موظفيه لشؤون السياسات ومستشار الأمن الداخلي ستيفن ميلر بالسعي إلى إعادة تشكيل الولايات المتحدة على صورة تجمّعات منظمة «كو كلوكس كلان» العنصرية، قائلة: «ترامب وستيفن ميلر لن يرضيا حتى تصبح تركيبة بلدنا الديموغرافية شبيهة بتجمّع للكلان”.
تحذيرات حقوقية وصحافية
حذّر الصحافي جيمس ستاوت من أن «توسيع الحظر ليشمل سوريا يترك خيارات قليلة أمام من قاتلوا تنظيم داعش وهزموه، وهم اليوم يتعرّضون لتهديدات متزايدة من الدولة السورية”.
بدوره شدّد الصحافي إيتان نيشين على أن «الضرر ليس نظريًا»، مستشهدًا بقضية الناشط الفلسطيني للسلام عودة هذالين، الذي مُنع من دخول مطار سان فرانسيسكو هذا العام، ثم رُحِّل، قبل أن يُقتل لاحقًا على يد مستوطن إسرائيلي في الضفة الغربية، معتبرًا أن «ترامب وحلفاءه يعرفون عواقب الحظر… ولا يكترثون”.

“قائمة قوميين بيض”
ووصف الكاتب مارك تشادبورن وصف القرار بأنه «قائمة قوميين بيض”.
كما أشار تقرير سابق إلى أن السودان وفلسطين وجنوب السودان تصدّرت توقعات «لجنة الإنقاذ الدولية» لأزمات إنسانية خلال العام المقبل.
قيود إضافية واستثناءات محدودة
يواصل القرار فرض قيود جزئية على دول مثل بوروندي وكوبا وتوغو وفنزويلا، ويضيف قيودًا مماثلة على أنغولا وبنين وساحل العاج والغابون وغامبيا ومالاوي وموريتانيا ونيجيريا والسنغال وتنزانيا وزامبيا وزيمبابوي وغيرها. وفي المقابل، رُفع الحظر عن تأشيرات غير المهاجرين لمواطني تركمانستان مع الإبقاء على تعليق الهجرة الدائمة.
إدانة قانونية
من جهتها، قالت لوري بال كوبر، نائبة رئيس برامج الولايات المتحدة في «مشروع المساعدة الدولية للاجئين»، إن المنظمة «تدين حملة القمع المتصاعدة ضد المهاجرين من الدول ذات الغالبية المسلمة وغير البيضاء»، مؤكدة أن «هذا التوسيع لا علاقة له بالأمن القومي، بل هو محاولة مخزية لشيطنة الناس بسبب أصولهم». وأضافت أن إدراج الفلسطينيين وإلغاء بعض الاستثناءات «سيُبقي العائلات مفككة»، متعهدة بالدفاع عن المتضررين «وقيم الترحيب والعدالة والكرامة للجميع”.
ويأتي هذا التصعيد وسط ربط الإدارة بين الحظر وحوادث أمنية، بينها إطلاق نار اتُّهم به مواطن أفغاني ضد عنصرين من الحرس الوطني قرب البيت الأبيض، وهي ذريعة يقول منتقدون إنها تُستخدم لتبرير سياسات تمييزية واسعة النطاق.
“القدس العربي”




