نقل الأسير المريض وليد دقة لمشفى إسرائيلي بعد وقفه الطعام والدواء احتجاجا على سوء وضعه

نقل الأسير المريض وليد دقة لمشفى إسرائيلي بعد وقفه الطعام والدواء احتجاجا على سوء وضعه
أشرف الهور
غزة- بصورة تؤكد تدهور الوضع الصحي للأسير المريض وليد دقة، قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلية بنقله بشكل عاجل إلى أحد المشافي، بعد أن كان يصارع المرض الخطير في “عيادة سجن الرملة” التي تفتقر للكثير من المقومات الطبية، وذلك بعد يوم واحد من شروعه وأسير مريض آخر في خطوات احتجاجية رفضا لإهمال علاجهم، تمثلت في وقف تناول الطعام والدواء.
وأعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، عن قيام سلطات السجون بنقل الأسير المريض وليد دقة بشكل عاجل إلى مستشفى “أساف هروفيه” داخل أراضي الـ48. وقالت إنه لا يوجد لديها أي معلومات واردة من المستشفى عن وضعه الحالي، بخلاف أن وضعه الصحي بشكل عام منذ فترة كان صعب جدا.
وكان هذا الأسير شرع يوم الأحد، هو ورفيقه المريض عاصف الرفاعي، بخطوات احتجاجية، لتحقيق مطلب تمكينهم من التواصل مع ذويهم.
واشتملت الخطوات على إعادة وجبات الطعام والأدوية، بهدف الضغط على إدارة سجون الاحتلال لتمكين الأسيرين المصابين بالسرطان من التواصل مع ذويهما عن طريق الهاتف على الأقل، وهددا بأن يرفعا من وتيرة الاحتجاجات في قادم الأيام.
وكان الأسير دقة قد أُدخل المستشفى في 23 مارس 2023، بعد تدهور وضعه الصحي بشكل حاد، بعد تشخيصه بمرض التليف النقوي (Myelofibrosis)، وهو سرطان نادر يصيب نخاع العظم، في 18 ديسمبر 2022، وتطور عن سرطان الدم الذي تم تشخيصه قبل قرابة عشر سنوات، وتُرك دون علاج جدي، ومؤخرا أجريت له عملية في الصدر جرى خلالها استئصال جزء من الرئتين، لكن لغاية اللحظة لم يجري علاجه من مرض السرطان.
والأسير دقة (60 عاما) من مدينة باقة الغربية بأراضي عام 1948، معتُقل منذ 25 مارس 1986، ويعد أحد أبرز الأسرى في سجون الاحتلال، وساهم في العديد من المسارات في الحياة الاعتقالية للأسرى، وخلال مسيرته الطويلة في الاعتقال أنتج العديد من الكتب والدراسات والمقالات، وساهم معرفيًا في فهم تجربة السّجن ومقاومتها.
وقد أصدر الاحتلال بحقه حكما بالسجن المؤبد، جرى تحديده لاحقًا بـ37 عامًا، وأضاف الاحتلال عام 2018 إلى حكمه عامين ليصبح 39 عاما.
يشار إلى أن هيئة شؤون الأسرى والمحررين، طالبت من منظمة الصحة العالمية بالتوجه الفوري إلى “عيادة سجن الرملة” الإسرائيلي، لإنقاذ حياة الأسرى المرضى الذين قالت إنهم “ينتظرون الموت، في ظل سياسة الإهمال الطبي والجرائم الطبية التي تمارس بحقهم”.
وأشارت إلى وجود العديد من الحالات الطبية الصعبة في تلك العيادة التي تفتقر للكثير من المقومات الطبية، يزداد آلامها وأمراضها بسبب إهمال علاجها طبيا.
وذكرت أن من بين الحالات الأسير صلاح الدين نزال (24 عاما) الذي يعاني من مشاكل في القدمين والظهر، بسبب تعرضه لعدة كسور في القدمين، بعد تعرضه للضرب العنيف والشبح لوقت طويل أثناء الاعتقال والتحقيق، ولا تزال سلطات الاحتلال تتجاهل بشكل معتمد لمطالبه في إجراء فحوصات دورية وعرضه على طبيب عظام مختص، والحصول على حذاء طبي يتناسب مع وضعه الصحي لمساعدته في المشي والتحرك، كما يعاني الأسير نزال من مشاكل في العينين، وينتظر منذ أكثر من 4 أشهر موعدا لإجراء فحص من أجل عمل نظارة، إلا أن الموعد تأجل عدة مرات بسبب عدم حضور طبيب العيون إلى عيادة السجن.
كما يعاني الأسير سامي جرادات المعتقل منذ عام 2003، والمحكوم عليه بالسجن 22 مؤبدا و50 عاما، ويقبع في سجن رامون، من وضع صحي صعب، وهو بحاجة إلى رعاية ومتابعة طبية حثيثة إذ كان من المفترض أن تُجرى له عملية خلال الشهر لكن ما زالت إدارة السجون تتعنت في إجرائها، كجريمة تضاف إلى جرائم الاحتلال.
يشار إلى أن هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أكدت أن إدارة سجون الاحتلال تمارس مختلف صنوف التعذيب بحق الأسرى الفلسطينيين بشكل يومي، ومن أبرزها استخدام سياسة العزل، إذ تتعمد عزلهم لفترات طويلة وبشكل منفرد في زنزانة ضيقة تعج بالرطوبة، وهي مظلمة ومتسخة ومليئة بالحشرات.
وأضافت الهيئة في بيان صدر عنها، الأحد، أن زنازين العزل المسبب الرئيس للأمراض الصحية والنفسية التي يتعرض لها الأسرى، وأوضحت الهيئة أن إدارة سجون الاحتلال تمنع الأسرى المعزولين من زيارة أهاليهم وتحرمهم من إدخال معظم احتياجاتهم الأساسية، وهذه السياسة تؤكد مدى ظلم الاحتلال وبطشه وجبروته.
وفي هذا السياق، أعلن مركز حنظلة المختص بشؤون الأسرى والمحررين، بأن سلطات الاحتلال أنهت عزل الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات ورفاقه بعد تهديد الأسرى بخوض معركة واسعة.
إدارة السجون رضخت لمطالب الأسرى وأنهت عزل قادة الجبهة الشعبية
وأوضح المركز أن ما مصلحة السجون الإسرائيلية أنهت عزل سعدات وأعادته إلى سجن “رامون”، والأسير عاهد أبو غلمي ونقلته إلى سجن “نفحة”، والأسير وليد حناتشة ونقلته إلى سجن “جلبوع” “رضوخًا للضغط الذي مارسه أسرى الجبهة الشعبية في سجون الاحتلال على مدار الأيام الماضية وتهديدهم بخوض معركة واسعة داخل السجون”.
وشدد المركز على أن الضغط ما زال مستمرًا لوقف الهجمة على أسرى الجبهة ووقف حملة التنقلات.
جدير بالذكر أن سلطات الاحتلال نقلت سعدات، وأبو غلمي، وحناتشة إلى العزل الانفرادي منذ 8 مايو الجاري.
ويواصل الاحتلال اعتقال أكثر من 4700 أسير فلسطيني، منهم 600 مريض، منهم 40 يعانون أمراضا مستعصية، ومن بين العدد الإجمالي هناك نساء وأطفال وكبار في السن، ويشكي جميعهم من سوء المعاملة، ومن تعرضهم للإهانة والتعذيب، فيما هناك العديد منهم محرومون من زيارة الأهل، ويقبع آخرون في زنازين عزل انفرادي.
“القدس العربي”: