مقالات

المعركة والحصاد الآتي   بقلم علي الدوش

المعركة والحصاد الآتي
  علي الدوش
السودان دولة تتمتع بامتداد طولي في جغرافية إفريقيا مع جريان أعظم نيلين في إفريقيا مما جعله يكتسب معطيات أغلب المناخات من (صحراوي وشبه صحراوي إلى استوائي وسافنا وغيره الخ…)
وقد اكتسب غطاء نباتي متميزا بتعدد محاصيله الاستراتيجية ذات القيمة النقدية العالية والمتوسطة ساهم في ذلك جريان النيل برافديه على امتداده حتى الحدود المصرية
حيث تميزت كل منطقة مأهولة بالسكان فيه بمحصول يميزها عن غيرها في زمن يختلف في إنتاجه حيث
تميزت كل من كسلا وشندي والمدينة عرب بولاية الجزيرة بإنتاج البصل في حقب زمنية تتفاوت في تاريخها وجودة تتفرد بها كل منطقة عن الأخرى.
كما تميزت منطقة خزان خشم القربة وحلفا دغيم مع مشروع الجزيرة بإنتاج القمح الذي يمثل شبه العمود الفقري لغذاء الشعب السوداني
وتميزت منطقة منحنى النيل بإنتاج محاصيل متعددة كالتمور بأنواعها والفول وجميع أنواع المانجو والموالح.
وتميزت الولايات الغربية بإنتاج الحبوب الزيتية المختلفة مع الثروة الحيوانية.
كما تميزت الولايات شرق النيل المتاخمة للحدود بإنتاج السمسم وأنواع الذرة الرفيعة.
وجرت العادة على أن شكلت العاصمة المقبرة الرئيسية لاستهلاك كل هذه المحاصيل بطاقة استيعابية لا تضاهي
بمثل يماثلها
إذ تأتيها كل هذه المحاصيل كمركز تجاري تتوزع منه إلى مناطق الاستهلاك على امتداد الوطن
والآن حسب تداعيات المعركة ( العبثية) على حسب وصفها من قبل الجنرالين المتصارعين على فرص التسيد وبسط النفوذ من خلالها.
فقد فقدنا عاصمتنا المركزية المستوعبة لكافة المحاصيل على اختلاف أنواعها وزمن إنتاجها بما يعود كسادا على المزارعين الذين يعتمدون على ما يزرعون من محاصيل كقيمة نقدية تساهم في استقرارهم بتقديم فرص الحياة الحرة الكريمة لهم والتي بدأت تزول كنتاج للمعركة غير مدروسة العواقب
وبالنظر إلى بديل الحياة الحرة الكريمة سنجده في حياة التسول والعطالة بإنتظار المنح الخارجية من قبل شعب وصفت دولته ب(سلة غذاء العالم )
فهذه الحرب المصنوعة لأغراض طفح منها ماهو طفح للعيان، لها أغراض دونية لم تظهر للبعض من العيان ليتفاجأ بحصيلتها كل من لم تسعفه بصيرته بقراءة واقعها الماورائي بعد فوات الأوان
لذلك لا بد وأن تتوقف هذه الحرب اليوم قبل الغد لأن مصيرها سيكون مصير كل الحروب فهي إلى تفاوض وإن طال أمدها
ولن تتوقف إلا عبر مجهود متضافر ومستوعب لتداعياتها ومضاعفتها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من ما تبقى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب