مقالات

المعونات ولعبة الدول ومخاطر حرب الجنرالات في السودان بقلم  البخيت النعيم

المعونات ولعبة الدول ومخاطر حرب الجنرالات في السودان
 
البخيت النعيم
أزمة حرب الجنرالات الجارية ،في السودان، أدخلت البلاد في أزمة وطنية شاملة ،أمنية واقتصادية وسياسية وثقافية، بل دخل الوطن في أزمة الأمن القومي ،والامن الغذائي، والامن المائي.
الحرب التي تفجرت في عاصمة البلاد بمدنها الثلاثة، الخرطوم، وام درمان، وبحري، دمرت البنية التحتية، ونهبت كل الأسواق الكبيرة والمؤسسات الاقتصادية والإستثمارية والبنوك ومنازل المواطنين ، واوقفت خدمات الكهرباء والمياه والصحة، حيث خرجت عشرات المشافى، من الخدمة، وإنعدمت الأدوية، وقفلت اغلب الصيدليات، بل للأسف تفشت ظاهرة السرقات بصورة لم يشهدها السودان تاريخيا ،بل من الواضح كان إستهداف المصانع والشركات والمولات، كان عملا ممنهجا ،كتل بشرية ،تستهدف سرقة المؤسسات، المصانع ،
الأسواق، ثم جهات تقوم بحرقها؟؟؟
هذه الحرب ،يتحمل تفجيرها، الجيش والدعم السريع وجهات داخلية،على رأسها فلول النظام السابق من المتاسلمين و جهات خارجية ،لم تدرس ،تلك الجهات أبعاد الحرب ، ونتائجها المدمرة ،فالذين إتخذوا قرار الحرب ،لم يقراؤا تاريخ الوطن الحضاري والثقافي والسياسي،والإقتصادى والإجتماعي. هذه الحرب أرجعت البلاد للوراء وهددت،وحدة،البلاد وإستقرار النسيج الإجتماعي، وإن لم يتدارك أبناء وبنات السودان، أبعادها المدمرة ،قد تمتد لحرب أهلية تقضي علي الأخضر واليابس،
التقديرات الأولية بعد أكثر من أربعين يوم من الحرب، التي بدأت في تاريخ ١٥أبريل الماضي تفيد أن عدد الضحايا والجرحى يقدر بالالاف وإن عدد المشردين والنازحين تجاوز المليون شخص ،بل هنالك تقديرات إقتصادية قدرت تكلفة خسارة الحرب اقتصاديا ،تتجاوز العشرة مليار دولار.
في هذا الظرف التاريخي الٱنتقالي، الحرج، الوطن بلا حكومة أو سلطة وطنية ،تسيطر عليه قوة الأمر الواقع، التي تدير البلاد بقوة السلاح تحت شعار لاصوت يعلو فوق صوت المعركة.
ضرورة وقف الحرب وقطع الطريق أمام شبح التدويل والمعونات
البلاد تمضي للمجهول ،لذلك تتربص بالبلاد، جهات عديدة إقليمية ودولية مؤسسات ودول، بل تسعي جاهدة لفرض وصايا وحلول من أجل تدويل القضية السودانية ،وفرض أجندات كمدخل للتدخل المباشر وغير المباشر، بل هناك جهات تدعم طرف ضد الأخر من أجل اطالة الحرب .
هنالك سبناريوهات معدة من أجل إعادة إنتاج تجارب اقليمية ،مثل حرب ليبيا وسوريا واليمن والصومال واثيوبيا وجنوب السودان وغيرها. فهلا أدركنا مخاطر التدويل.?
كذلك مطلوب منا كشعب وقوى سياسية ومهنية وإقتصادية وثقافية، أن نحشد جهودنا الوطنية،تحت عنوان جبهة شعبية عريضة ،من أجل حل سوداني، ومن أهم أولوياته وقف الحرب، التي لايمكن أن يكون فيها منتصر ،فطرفى الصراع ،هما أبناء شعبنا السوداني والخاسر هو الوطن.
علينا أن نفهم أن العلاقات بين الدول، علاقات مصالح وليس هنالك دولة، تدعم دولة وتقف بجانبها إلا ولها حساباتها ومصالحها ،وهي تحسب تلك المصالح حسابا دقيقا، وما تقدمه مقابل ما سوف تتحصل عليه من فوائد، لذلك لم أكن مستغربا تدخل الولايات المتحدة الأمريكية، ،وروسيا أو الكيان الصهuونى “اسرائيل” ودول الإتحاد الأوربي ،وبعض دول الجوار، التي تقف متفرجة في الازمة السودانية ،ولم تقدم حلول عملية ناجعة، لوقف الحرب.
ومعروف أن السودان من أهم الدول التي تتميز بموقع ،جيوإستراتيجي ويمتلك ثروات إقتصادية كبيرة، من دهب ،ويورانيوم ونحاس وبترول وأراضي زراعية وثروة حيوانية تقدر ،بمائة وعشرة مليون راس.
فهل قراءنا ذلك مع مآلات، الإجتماع الذي عقد ،فى ٢٧ مايو الجاري في إثيوبيا، والذي عقده مجلس الأمن والسلم الأفريقي ،وبحضور الإيقاد والإتحاد الأوربي والأمم المتحدة وبحضور ممثلي الولايات المتحدة الأمريكية، حيث قرر الإجتماع إرسال قوات من الإتحاد الأفريقي وقوات أممية، برعاية أمريكية ،تمهيدا لفرض تدخل ووصايا إقليمية ودولية ،فى السودان؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب