الصحافه

صحيفة عبرية: مع تعاظم الجريمة في الوسط العربي.. إسرائيل في طريقها نحو “قانون المافيا”

صحيفة عبرية: مع تعاظم الجريمة في الوسط العربي.. إسرائيل في طريقها نحو “قانون المافيا”

رغم أن عدد المقتولين في الوسط العربي هذه الأيام في ارتفاع مقلق، ثمة إحساس بأن هذه مشكلة في نظر إسرائيليين غير قليلين لا تتعلق ظاهراً بهم، لكنه خطأ جسيم. ففي أي دولة طبيعية محبة للحياة، لن تبقى مثل الظاهرة الهدامة دون معالجة منذ زمن بعيد، معالجة جذرية عميقة تقتلعها من جذورها.

إن الإرهاب الجنائي في الوسط العربي يقرب دولة إسرائيل من الدول التي تدور فيها الحياة حسب قوانين المافيا. ففي مثل هذه الدول، تملي المافيا نمط الحياة إذ تعمل بلا عراقيل تقريباً فيما المواطنون يغمضون عيونهم ويسكتون، لا يرفضون ولا يعارضون انطلاقاً من معرفة واضحة بالثمن الذي تجبيه المافيا من المعارضين. إذا لم تعمل دولة إسرائيل هنا والآن، بكل القوة والقدرات التي لديها للقضاء على هذا الوباء الرهيب الذي يستشري فينا كالسرطان، فهي ليست سوى مسألة وقت حتى تبدأ منظمات الجريمة في الوسط العربي العمل داخل دولة إسرائيل بكل القوة في ظل استغلال انهيار شرطة إسرائيل، فتصبح هي السلطة النافذة؛ بمعنى أنهم سيكونون عنوان المواطنين الذين لا تقدم شرطة إسرائيل جواباً لمشاكلهم.

لمنظمات الجريمة جواب لكل الأمراض التي يصعب على الشرطة التصدي لها. لديهم الكثير من المال، ولهم جيش كبير من الجنود الطائعين والموالين الذين لا يترددون في تنفيذ أي مهمة يكلفون بها. ولتلك المنظمات قدرات على تغيير أنظمة الحكم، مثل التدخل في العطاءات العامة. في هذا الواقع سيتسللون إلى كل أنماط حياتنا، كما أسلفنا، في ظل استغلال ضعف الشرطة.

فضلاً عن الانشغال بالمخدرات وجباية الخاوة وإعطاء القروض بفائدة فتاكة والسيطرة على الأعمال التجارية، ستعالج هذه المنظمات نزاعات الجيران أيضاً مقابل دفع المال. ظاهرة تكاد شرطة إسرائيل اليوم في معظم الحالات لا تعالجها؛ ستساعد من لم يحصل على ماله من صفقة ما وغيرها. إجمالاً، يمكن القول إن الوهن الشرطي على مدى الزمن، والذي استغلته منظمات الجريمة في الوسط العربي أساساً، ربما يحول إسرائيل إلى قوة عظمى للجريمة. حان الوقت لأن تضع هذه الحكومة الواهنة هذه المشكلة على رأس جدول أعمالها، وبالتأكيد قبل الإصلاح القضائي.

 أفرايم غانور

 معاريف 13/6/2023

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب