الصحافه

مكتب نتنياهو: بن غفير وسموتريتش لم يكونا يوماً مهددين في لحظة الحقيقة

مكتب نتنياهو: بن غفير وسموتريتش لم يكونا يوماً مهددين في لحظة الحقيقة

رفيت هيخت

كل الدراما المثيرة للأعصاب حول صفقة المخطوفين الآخذة في النضوج، أدت بالتدريج إلى استنزاف المستوى السياسي، وجعلته يصب في قائمة “الصهيونية الدينية”، التي هي عاصفة وهائجة منذ قرر الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب الضغط على الدواسة – إيصال صفقة إعادة المخطوفين وإنهاء الحرب إلى مرحلة التنفيذ، ليس بسبب إعلان مضحك لبن غفير، دعا فيه من يكرهه، سموتريتش، إلى إسقاط الحكومة إذا تمت المصادقة على الصفقة.

بن غفير هو نفس بن غفير؛ لا يفوت أي فرصة للظهور بمظهر المهرج مع استخفافه، مثلما في الأقوال التي نسب فيها لنفسه إفشال الصفقة وإعادة المخطوفين حتى الآن، وأحرج نتنياهو الذي قال منذ أشهر إن الصفقة قابلة للحياة. ولم يتم طرحها على الطاولة حتى الآن إلا بسبب عناد حماس المتوحش. “لإخراج بوعز بسموت من الحداد، لم يكن بحاجة إلى سموتريتش، فلماذا يختبئ الآن وراء عباءته؟ تساءل بغضب عضو كبير في الائتلاف.

إعلان بن غفير شعبوي: من يريد الانسحاب من الحكومة يمكنه فعل ذلك ببساطة، ولا يربط نفسه بأي شخص آخر. ولكنه أيضاً يعرف أن “الصهيونية الدينية” برئاسة سموتريتش، وللدقة مستوى معارضتها للصفقة والخطوات المرافقة لها، هي التي ستقرر مصير الحكومة. سموتريتش، خلافاً لبن غفير، هو عضو مهم في الحكومة، يعطيه اللاعبون الآخرون الاعتبار والأهمية، مثل وتد مهم في خيمة الائتلاف. الذي دعمه للصفقة الأولى قبل أكثر من سنة، هو وقائمته بالكاد نجوا. والآن يجد نفسه في المعضلة السياسية الأكثر أهمية في حياته. حسب بعض المصادر، أول أمس، مال قليلاً إلى التعاون مع رئيس الحكومة، والاكتفاء بإظهار معارضة ضئيلة للصفقة وفقاً لبعض الشروط فيها. في اليوم الأخير، ثارت عاصفة في قائمته – دفعته إلى مكان أكثر تردداً.

على رأس المعارضين في “الصهيونية الدينية” كان سمحا روتمان، وبعده أوريت ستروك. في حين أن روتمان كان أكثر صقورية ودفع إلى وضع تهديد ملموس للانسحاب من الحكومة، بما في ذلك الانسحاب الشخصي من الائتلاف، فإن ستروك حافظت على مسافة معينة بين إظهار المعارضة الكاسحة واتخاذ خطوات مرافقة لها. لا أحد من أعضاء الكنيست في “الصهيونية الدينية” أظهر التأييد للصفقة. “الصفقة ستكون حتى لو سقطت الحكومة، ويبدو أنها لن تسقط”، قال مصدر رفيع في الحكومة. هذه هي الرياح التي تهب من مكتب رئيس الحكومة، التي هي خلال فترة طويلة مقتنعة بأن بن غفير وسموتريتش لن يحققا التهديد في لحظة الحقيقة.

لقد كان هناك من قالوا بأن تقسيم الحلوى، مثل توسيع المستوطنات أو حبة الكرز الموجودة على الكريما بضم مناطق معينة في الضفة الغربية، سيعزي سموتريتش وقائمته قليلاً. ولكن مصادر مؤثرة في الإدارة الأمريكية أشارت دائماً إلى أن توجه ترامب مختلف كلياً: قناة السعودية التي سيتم فيها دفع ضريبة كلامية للفلسطينيين، والمعاكسة لوعود الضم في كل الحالات. اليمين المتطرف الذي أيد ترامب ربما يكتشف أن ما لم تنجح الإدارة الديمقراطية في فرضه على نتنياهو، سينجح ترامب في فعله حتى قبل عودته إلى البيت الأبيض.

رغم الاختلاف الكبير في الآراء، ثمة قاسم مشترك واحد بين كل أعضاء الائتلاف. باستثناء سموتريتش، الذي تم استثمار جهود كبيرة فيه على خلفية الوضع، ورئيس الحكومة لم يبلغ معظم أعضاء الكابنت بالمستجدات، والكثيرين منهم حاولوا معرفة تفاصيل المعلومات من المراسلين. “هذا حدث هستيري”، قال مصدر رفيع في الائتلاف. “ينوون التوقيع على إطلاق سراح عدد كبير من المخربين، ولا أحد يعرف ما الذي تم الاتفاق عليه”.

في هذه الأيام، التي تعني تجاوز السياسيين البيبيين بشكل كبير، يحدث مشهد سياسي صغير، وهو أن سموتريتش يتعلم على جلده ثمن تطرف روتمان، وأعضاء الكابنت يتعلمون على جلودهم ثمن استبداد نتنياهو.

خطة شخصية

أمس، ظهر وزير الدفاع إسرائيل كاتس في لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، وعرض ما هو متوقع في الخطوط العريضة لقانون التجنيد (للدقة، الخطوط العريضة لترسيخ تهرب الحريديم قانونياً). قدم كاتس أرقاماً وحدد موعداً نهائياً، بل قال الأقوال المتفجرة “عقوبات جنائية”. ولكن وفقاً لجهات في الائتلاف، فإن هذا المشهد لا أهمية له.

“لم أعرف ما هذا الحدث”، قال مصدر مشارك في المفاوضات على بلورة القانون. وباستثناء حقيقة أنه لم يأت أي ممثل عن الجيش الإسرائيلي للمشاركة في هذا النقاش، فإن الأرقام التي عرضها كاتس غير مقبولة، سواء لرئيس اللجنة يولي أدلشتاين أم لقسم كبير من أعضاء “الصهيونية الدينية”، أم لقسم من الليكود، الذي يعارض قانون إعفاء الحريديم من التجنيد. كل هؤلاء يرون خطة كاتس كما هي عليه بالضبط – خدعة لكاتس.

إذا أظهر أحد الأطراف العصبية، كان يمكن التخمين بأن الطرف الثاني سيكون متحمساً للبضاعة المعروضة. ولكن الحريديم لا يوافقون على خطة كاتس. “كاتس جاء للتهدئة، ولكنه أغضب أكثر”، قال عضو في الائتلاف.

مشكلات كاتس ونتنياهو لا تتوقف في مقر الكنيست أو على طاولة الحكومة. عملياً، هي مشكلات صغيرة مقارنة مع الشعور المتطور في أوساط الجمهور. خارج الكنيست، سارت مجموعة أمس برئاسة الأم الثاكلة ليلي درعي، التي تعتبر امرأة محبوبة جداً لدى اليمين الديني، للاحتجاج ضد بلورة القانون الذي يعفي الحريديم من التجند. هناك من يرتدون القبعات المنسوجة، الذين يجدون صعوبة في مواصلة الجلوس مثلما كان في السابق مع أقاربهم الحريديم. مجموعة من النساء المتدينات، الأرامل، الأمهات الثكالى وزوجات مقاتلين – انتظمت للاحتجاج، وكان يقف أمامها كاتس مع خطة يتفق فيها مع نفسه فقط في هذه الأثناء. “لن يحدث قانون للتجنيد”، قال مصدر رفيع في الائتلاف. رغم المحاولات، فإن ذلك لم يعد هدف نتنياهو. فهو يفكر في كيفية كسب المزيد من الوقت وركل هذا الصندوق المتفجر بعيداً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب