عربي دولي

فايننشال تايمز: ترامب سيحرق أمريكا كي يظل خارج السجن ويعود إلى البيت الأبيض

فايننشال تايمز: ترامب سيحرق أمريكا كي يظل خارج السجن ويعود إلى البيت الأبيض

إبراهيم درويش

لندن-

قال المعلق في صحيفة “فايننشال تايمز” إدوارد لوس، إن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، سيحرق أمريكا قبل مواجهته العدالة.

وتساءل الكاتب إن كان الناخب الأمريكي حذرا بالقدر الكافي لوقف ترامب عن جريمته.

ويواجه ترامب عددا من القضايا، كان آخرها ظهوره في محكمة بمدينة ميامي لمواجهة 37 تهمة تتعلق بنقل أوراق سرية من البيت الأبيض إلى مقر إقامته في مار- إي- لاغو بفلوريدا بعد خسارته انتخابات عام 2020 الرئاسية.

وقال لوس: “السياسة لا تصبح أبسط من هذا، لأن الناخبين الأمريكيين سيكونون العام المقبل أمام خيارين: الأول متهم جنائي أقسم على الانتقام ممّن اتهموه، والثاني رجل آخر. وسيكون الأمر عن حكم القانون”. ولو فاز الأول، فسينجو من السجن لجرائمه المتعددة، ولو فاز الثاني، فمن المحتمل أن يذهب الأول إلى السجن.

دونالد ترامب يواجه ترامب من القضايا في المحاكم، وسيحرق أمريكا قبل الوقوف أمام العدالة

والسؤال ليس إن كان ترامب المنتصر سيستخدم العدالة لأغراضه الشخصية؛ لأنه أعلن مرارا استخدامه القانون للانتقام، وسيفعل، وعلينا أن نأخذ كلامه على محمل الجد. والسؤال هو عن المدة التي سيقضيها ترامب في السجن، فلن يكون لديه ما يخسره، وهذا هو المنظور الذي سيواجه الرجل الثاني، جو بايدن.

ويقول لوس إن معظم الأمريكيين يمارسون حياتهم بدون جنايات، وبعضهم يحصل على سجل جنائي لأسباب تافهة. أما ترامب، فيواجه 71 تهمة جنائية  في لائحتي اتهام، الأموال التي دفعها لإسكات ممثلة أفلام إباحية سابقة، ولإخفائه وثائق عالية السرية. وربما يواجه قرونا من السجن خلف القضبان.

وبحلول الوقت الذي سينتهي فيه التحقيق بفتنة 6 كانون الثاني/ يناير 2021، ومحاولته تخريب الديمقراطية والانقلاب على نتائج الانتخابات في ولاية جورجيا، فلائحة الاتهام ستطول وتزيد عن 100 تهمة.

ومن المدهش لماذا يكافئ المجتمع مرشحا كهذا، والكثير من المجتمعات فعلت ذلك أيضا.

ويدعو الكاتب للنظر إلى سيلفيو بيرلسكوني، رئيس الوزراء الإيطالي لأربع مرات ومات قبل يومين وقضى عقودا بين الأبواب المتحركة من الانتصارات الانتخابية وقاعات المحاكم، أو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يريد سحق القضاء كي يهرب من الملاحقات القانونية.

ويقول لوس إن رموزا كهذه بنت حول نفسها جماعات تقدسها ولا علاقة لها بالأيديولوجية، بل عن استعدادهم لعمل أي شيء من أجل النجاة. وينجحون من خلال الخلط بين حس الاضطهاد والشعور العام بالضحية. كل هذا يفسر سبب زيادة دعم ترامب بين الجمهوريين مع كل تهمة.

وفي بعض الاستطلاعات، فدعمه يزداد أكثر من أي مرشح على لائحة الجمهوريين للعام المقبل.

ولا زلنا بانتظار ما سيحصل للمرشح المحتمل، حاكم ولاية نيوجيرسي السابق كريس كريستي الذي يظل وحيدا في نقده لترامب. وقال كريستي هذا الأسبوع: “انظر إليه كم هو غاضب”، ويعلق أن ترامب لا يهتم بما فعله بالبلد، بل بتصوير نفسه كضحية، “ليس أبدا عما فعله للبلد، أنا مسكين أنا ضحية”.

وتقول الحكمة التقليدية إن مصاعب ترامب القانونية تجعل من ترشيح حزبه له أمرا مرجحا، أما انتصاره في الانتخابات العامة، فأقل احتمالا. وفي التوقع الأول، فهو مرشح بالتأكيد لحزبه، أما في الثاني، فهو مفتوح على الاحتمالات. فقد قال ترامب مرارا أثناء انتخابات 2016 و2020 إنه سيتم تزوير الانتخابات ضده.

وفي الأولى كانت كرامته على المحك، فهو وإن فاز في المجمعات الانتخابية، إلا أن غروره جرحه، وأكد أنه لم يخسر الأصوات الشعبية لهيلاري كلينتون، بل أعلن عن تحقيق عبثي للكشف عن الغش. وكانت رهانات ترامب الانتخابية في 2020 أعلى، حيث حوكم أمام الكونغرس، وكان يواجه عدة تحقيقات في شؤونه التجارية.

يحتاج ترامب لنسبة 47% ليبقى في مدى استعادة البيت الأبيض، وستكون هذه بطاقته للبقاء خارج السجن وجنازة أمريكا، أي نهايتها.

وكان هذا قبل أن يأمر بنقل صناديق حافلة بالوثائق السرية إلى ماري- إي- لاغو، وهي سبب ظهوره أمام محكمة ميامي هذا الأسبوع، ولم يتهم بعد بالتحريض على مهاجمة الكونغرس لمنعه من المصادقة على انتصار بايدن.

وفي الانتخابات الأولى والثانية، قلب ترامب الأعراف، وكانت صرخته الانتخابية عام 2016 “اسجنوها” أي كلينتون. وتبدو تلك الأيام مروضة مقارنة مع ما سيفعله ترامب في العام المقبل ليظل خارج السجن.

ويظل السؤال بلاغيا، فما نستطيع التكهن به هو عمّا أو ما لا يفكر به.

 فعلى الجانب الإيجابي، ترى غالبية الأمريكيين أن الاتهامات الجنائية الموجهة لترامب تجعله غير مؤهل للترشح في انتخابات 2024. أما على الجانب السلبي، فقد كان الجميع يعرفون شخصية وأساليب ترامب في 2016 ولم تكن لغزا.

وتبدأ معظم الانتخابات الأمريكية الحديثة بنسبة 50/50 بسبب نظام المجمعات الانتخابية الغريب. ويحتاج ترامب لنسبة 47% ليبقى في مدى استعادة البيت الأبيض، وستكون هذه بطاقته للبقاء خارج السجن وجنازة أمريكا، أي نهايتها.

“القدس العربي”:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب