كتب

كتاب فلسطين في الفضاء الصهيوني -ترجمة واعداد محمود الصباغ

ترجمة واعداد محمود الصباغ

كيف يتم استبدال “فضاء” شجرة الزيتون الفلسطينية بفضاء آخر صهيوني/إسرائيلي؟
يخبرنا توماس فريدمان، ومن باب العارف الخبير، في كتابه The Lexus and the Olive Tree: Understanding Globalization (1999) عن الدور المركزي الذي تلعبه شجرة الزيتون لدى العربي الفلسطيني واليهودي الإسرائيلي، باعتبار أن هذه الشجرة تمثل مشتركاً ثقافياً .. وهذا يعني أن اليهودي القادم من شمال السويد أو وسط آسيا سوف تصبح هذه الشجرة ثيمة “ثقافية” عنده مجرد أن تطأ قدماه “ارض الميعاد” ، رغم تأكيد فريدمان على أن شجرة الزيتون اكتسبت مع مرور الوقت معاني مختلفة وباتت تمثل قيماً مختلفة بل ومتعارضة بين الثقافتين، العربية الفلسطينية واليهودية الإسرائيلية.
ثمة العديد من الرموز البصرية المرتبطة بشجرة الزيتون فأحد رموز الجيش الإسرائيلي يظهر غصن زيتون يحتضن سيفاً ، والكثير من المستوطنات الإسرائيلية تستخدم شجرة الزيتون ( أغضان، أوراق، ثمار،.. إلخ) في رموزها البلدية والمحلية وأسماءها، ويرمز ظهورها في الفضاء اليهودي المحلي ، وخاصة الفضاء الصهيوني ، إلى الأمل في البقاء والقدرة على التأقلم مع صعوبات الاستيطان.
وفي سياق التنافس على الأرض بين اليهود والعرب من أجل الهيمنة المكانية ، تعمل شجرة الزيتون كأداة تعبيرية ذات أهمية قصوى للدلالة عن الملكية العربية للأرض. إن زرع شجرة الزيتون هو علامة على الحدود ، واقتلاعها من قبل الإسرائيليين ” لأغراض أمنية” يرمز إلى محاولة طرد العرب من أراضيهم ، وتجريدهم من حقوقهم الجغرافية والمكانية الطوبوغرافية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب