رئيسيتحقيقات وتقارير

الخيام العسكرية في مزارع شبعا: الردع الإسرائيلي في مواجهة حزب الله… يتآكل

الخيام العسكرية في مزارع شبعا: الردع الإسرائيلي في مواجهة حزب الله… يتآكل

معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي يحذّر من الأضرار التي قد تلحق بتوازن الردع بين إسرائيل وحزب الله إذا ما اكتفت تل أبيب بالمسار الدبلوماسي للعمل على إخلاء الموقع العسكري الذي أقامه الحزب قبل نحو شهرين في مزارع شبعا.

أوصى معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي (INSS)، الحكومة الإسرائيلية، بعدم الاكتفاء بـ”النشاط الدبلوماسي” لدفع “حزب الله” إلى إخلاء موقع عسكري أقامه قبل نحو شهرين في منطقة حدودية تحتلها إسرائيل في مزارع شبعا التي تُعرف إسرائيليا بـ”هار دوف” (جبل روس)، وشدد على ضرورة العمل على إخلاء الخيام “حتى لو كلفها ذلك خطر التدهور لمواجهة ميدانية محدودة”.

وفي حين تعمل إسرائيل على عدة مسارات من خلال قناة فرنسية وأخرى أميركية وثالثة أممية، للضغط على لبنان لدفع “حزب الله” لإخلاء الموقع، حددت إسرائيل في رسالة تهديدية نقلتها إلى لبنان، مهلة نهائية (لم يتم الإعلان عنها) لإزالة الخيام التي نصبها “حزب الله” في أراضٍ “سيادية لدولة إسرائيل”، على حد تعبير تل أبيب، “قبل أن تتحرك”.

وكشف موقع “واينت”، اليوم الأحد، عن خطوات سرية للجيش الإسرائيلي الذي سعى للتواصل مع الجيش اللبناني، والضغط عليه عبر القنوات الدبلوماسية من خلال قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، لدفع حزب الله إلى إخلاء الموقع وتفكيك الخيام العسكرية.

تدريب عسكري لحزب الله (Getty Images)

وفي ورقة موقف نشرها صباح اليوم معهد البحوث الإستراتيجية في INSS، الذي يرأسه الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، تَمير هايمَن، توصل الخبراء إلى استنتاجات “مقلقة” حول ظروف وملابسات الواقعة وعواقبها على المواجهة بين إسرائيل وحزب الله، وتآكل الردع لدى المنظمة التي “تتجرأ وتتصرف بشكل صارخ عن ذي قبل” بحسب باحثين أمنيين في المعهد.

وبحسب الباحثين، فإن “عملية بناء القوة المستمرة لدى حزب الله، وتفسير العمليات الإسرائيلية على أنها محاولة لتجنب الاحتكاك مع الحزب، يحدث وضعا إستراتيجيا خطيرا يمكن أن يؤدي إلى تصعيد”، واعتبروا أنه “سواء كان حزب الله يتصرف بسبب الضائقة التي يعاني منها في ظل الوضع الصعب في لبنان، بحيث يسعى إلى شرعنة وجوده، أو ما إذا كان يتصرف على هذا النحو من منطلق الغطرسة والثقة المفرطة بالنفس، فإن ذلك خطير ويجب العمل على وقفه”.

واستعرضت الدراسة “الأحداث الاستثنائية التي تتجلى فيها ‘الجرأة المفرطة‘ من جانب حزب الله واستعداده للمخاطرة على نحو قد يتطور إلى اندلاع الحرب”؛ وأبرزها التهديدات التي أطلقها حزب الله في أوج النزاع على ترسيم الحدود البحرية وإنتاج الغاز من حقل “كاريش” والعملية التفجيرية على مفرق مجدو.

أنصار حزب الله قرب الشريط الحدودي (Getty Images)

كما أشار الباحثون إلى إطلاق فصائل فلسطينية قرابة 40 صاروخا من لبنان تجاه مواقع إسرائيلية خلال عيد الفصح اليهودي، في نيسان/ أبريل الماضي، مرجحا أن يكون حزب الله على علم بالعملية وسمح بالاستعداد لها وإقامة البنية التحتية اللازمة لتنفيذها؛ كما لفتوا إلى “زيادة في مدى تواجد عناصر حزب الله على طول الحدود، وفي استعدادهم للاحتكاك مع الجيش الإسرائيلي”.

ويرى الباحثون في مجال الأمن والإستراتيجية والسياسية والعسكرية في المعهد أن “محرك سلوك حزب الله هو ‘فهمه الخاطئ‘ أن الصعوبات الداخلية (في إسرائيل) منذ تشكيل الحكومة الحالية تعكس حالة من الضعف، وأن إسرائيل ليس لديها مصلحة في الوقت الحالي في شن حرب ضده”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب