مقالات

دعوها….فإنها منتنة…! بقلم محمد ضياء الدين -السودان-

صحيفة الهدف

دعوها….فإنها منتنة…!
محمد ضياء الدين
ليس الاستقواء بالقبيلة في الفضاء السياسي بالأمر الجديد فقد استقوت قوى الردة بالقبيلة لتعطيل عملية الانتقال الديموقراطي بقيادة مدنية ،بدء من إغلاق الميناء ، ومرورا باعتصام الموز ، وانتهاء بالحرب الجارية. ومع أننا لا نقلل من خطورة هذه الظاهرة الرجعية، وتفاقمها في مجرى الحرب،إلا أننا نثق في قدرة شعبنا على إحباطها وكف أذاها من خلال استمساكه بالعروة الوطنية الوثقى، وبنهج السلمية للوصول لأهدافه وتطلعاته المشروعة.
ومع ذلك فإنه لا مناص من التحذير من تسارع انحدار الوضع في البلاد باتجاه الحرب الأهلية على وقع الاستنفار القبلي.فإعلان سبع قبائل من دارفور ، انضمامها لأحد طرفي الحرب،يشكل انتكاسة خطيرة للجهود الخيرة التي ظل يبذلها المجتمع المدني والأهلي لدرء الحرب عن جنوب دارفور والتي تكللت بتوافق ثمانين قبيلة على رفض الحرب والعمل على منع انتقالها للمنطقة.وهي جهود تكاملت مع مبادرات مماثلة انطلقت في كل من شمال دارفور ووسط دارفور وغرب دارفور،عبرت بقوة عن الإرادة الشعبية في رفضها الحازم للحرب وتمسكها بخيار السلام والتعايش بين المكونات الدارفورية كافة. إننا نثق في أن تلك الإرادة لن تهزم،مهما تعاظمت التحديات،وأنها ستنتصر في نهاية المطاف. ويقدم صمود اتفاق الفاشر الذي أبرم خلال عيد الأضحى المبارك،وتقيد الأطراف به ،حتى الآن نموذجا جديرا بالتنويه وبالتثمين وبالاقتداء من قبل ولايات دارفور الأخرى. والحاق الهزيمة بدعاة الحرب وبالمساعي المتطاولة للزج بالقبائل في الصراع السياسي حول السلطة، في السابق، وفي الحرب حاليا.
إننا نهيب بكل القوى الحية والخيرة في المجتمع الدارفوري للتمسك بموقعها المناهض لحرب الجنرالين، ومواصلة جهودها من أجل وقف تمددها في الإقليم،والعمل ضمن جبهة عريضة لوقف الحرب وتعزيز التعايش السلمي وسط أهل دارفور ، ومنع انزلاق الإقليم في مستنقع الحرب الأهلية ، بما ينطوي عليه ذلك من هتك للنسيج الاجتماعي وتهديد وحدة البلاد شعبا وأرضا ،وما قد تجره من تدخلات خارجية ،نتيجة التداخل السكاني مع بلدان الجوار.
إننا إذ ندعو مواطنينا في دارفور وفي غير دارفور ،لتصعيد نضالهم ضد الحرب وتوسعها، وضد عسكرة الصراع السياسي، وضد الاستقواء بالقبائل في طلب السلطة، والالتزام بالسلمية في مواجهة قوى الشر، وصولا لفجر الخلاص الوطني الديموقراطي، فإننا نحمل طرفي الحرب كامل المسؤولية عن تدهور الأوضاع في البلاد بما يهدد وحدتها وسيادتها وأمنها القومي،، نتيجة انغماسهما في حرب وصفها أحد أطرافها بالعبثية، وتجاهل دعوات وقف الحرب وإزدراء المساعي المبذولة لإنهائها. مثلما نحملهما المسؤولية عن المآلات السيئة للاستنفار القبلي الجاري، وما ينطوي عليه من مهددات للكيان الوطني.
أمدرمان4يوليو2023

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب