مقالات

وجهة نظر مختصرة   أ. علي الدوش- السودان

صحيقة الهدف السودانية

وجهة نظر مختصرة
 
أ. علي الدوش
سألني أحد الأصدقاء المعززين وهو متابع للشأن السوداني من براحات الغربة وحنينها الراشح للوطن خاصة في ظل تداعيات ما نعيشه من مضاعفات الحرب اللعينة في أدق مفاصل الحياة
ودارت أسئلته حول :أسباب الخلاف بين البرهان وجيشه وحميدتي وجيشه، ثم ذهب إلى توصيف الخلاف بينهما، وختم أسئلته بما هي فرضية الاستفادة من اختلافهما.
وحقيقة هي أسئلة مشروعة لكل سوداني داخل الوطن كان أو خارجه، فمجريات الحرب اختلفت عما أطلق حول أسباب اشعال فتيلها، بغض النظر عمن هو الذي بادر بإطلاق الرصاصة الأولى، حينما
اندلعت المعركة حدثنا منسوبو الجيش أنهم يخوضون المعركة من أجل الكرامة وحددوا حسمها خلال “3” ساعات ثم عادوا ليفسحوا مجال حسمها خلال “3” أيام (الكباشي ) ثم طلع علينا ياسر العطا بمقولة سنحسمها خلال” 15″ يوما وهي مازالت مستعرة دون اتضاح أفق لتوقفها
كما حدثنا قادة الدعم السريع بأنهم يخوضون المعركة من أجل الديمقراطية واستعادة التحول المدني بترسيخ قيم العملية السياسية, ليصبح كلا الطرفين يمثلان كفتي ميزان، معايرة النتائج بذات القدر الذي يمثلان فيه طرفي معادلة المعركة
فأصل الخلاف يدور على فرضية التسيد وبسط النفوذ تحت مظلة اضمحلال دور القوى السياسية التي اختلفت تقديراتها لمشهد استمرار الثورة، فقد ارتكز قائد الجيش على فرضية أن الدعم السريع من القوى النظامية التي كانت تتبع للقوات المسلحة كسند يدعمه لوجستيا بحكم الارتباطات الهيكلية مع القوات المسلحة وقد تجلى ذلك في مخاطبات البرهان لقواعده العسكرية في حطاب المرخيات وسنار ومروي (إذا الأحزاب اختلفت إنتوا قاعدين )
في ما ذهب الدعم السريع إلى تجنيد المقاتلين داخل صفوفه شمل حتى غير حاملي الجنسية، السودانية مما دعاه إلى تأسيس مكاتب، لإستخراج الأوراق الثبوتية، تحت إدارته الخاصة حتى وإن كان بسماح من السلطات التنفيذية كخطأ استراتيجي علاوة على ذهابه إلى استمالة الإدارات الأهلية كحواضن اجتماعية وسياسية ينطلق من خلالها لدعمه اللوجستي وقد تبين جليا أن الخلاف خلاف سياسي أخذ طابعه العسكري بعد اندلاع المعركة والآن المعركة تدخل شهرها الثالث دون تحقيق أهدافها من استعادة لديمقراطية وتحول مدني، أو حفظ لكرامة المواطن والوطن بل زاد الأمر سوء بمشاهد لم يألفها السودانيون في تاريخهم من نزوح ولجوء واغتصاب وسلب ونهب للممتلكات الشخصية وتدميرا لمعالم البلاد في بنيتها التحتية
إن الحرب التي وصفت بالعبثية من قبل قادة طرفيها لابد وأن تتوقف من أجل الحفاظ على ماتبقى من وطن ومواطنين بقيمهم المعروفة
وحتى لا ينطفئ بريق معالم الشخصية السودانية وسط غبار المعركة المتمثل في الاغتصابات والنهب وتصفية الحسابات التي غيبت معالم سودانيتنا المشهودة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب