مقالات

صراع الذهنيات في المجتمع العربي بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق-

بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق-

صراع الذهنيات في المجتمع العربي
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق-
مدخلنا في هذه المقاربة من اختيارها لصراع الذهنيات،ماقالته اللغة العربية، بشأن مفهوم الذهنية،وسؤالها عن الذهنية العربية،ما إذا كانت هذه الذهنيات تتصارع،وخلفيات الصراع والمغالبة،وأبعاده داخل البناء الاجتماعي الثقافي العربي،أم الاختلاف في التنوع الثقافي ،وآثار هذا التنوع،على الذهنية العربية،وما يتأتى منها من مواقف وردود افعال،والأبعاد التي تذهب اليها هذا التنوع في الذهنيات لتصل إلى الجواب الذي يذهب إليه السؤال في حوانيته.
جاء في المعجم الوجيز”ذَهِنَ)ذَهَناً:فطن- والشيىء:فهمه،وعَقَلَهُ،فهو ذَهِنٌ،وهي ذَهنَة(الذهْن)الفهم والعقل[….]فيقال :فلانٌ ذَهِنٌ:ذكي:ذكي(في الاصطلاح العلمي):
مابه الشعور بالظواهر النفسية المختلفة-ص247-1992-القاهرة”
ونتلاقى مع ماجاء حول مفهوم الذهن والذهنية،من منظور مفهوم الثقافة في الأنثروبولوجيا الثقافية من أن الثقافة المكون الأساس للشخصية الاجتماعية وذهنية هذه الشخصية وما دامت الثقافة تشغل هذا الدور،في تكوين الذهنيات،فنحن أمام ذهنيات عربية،إذا جاز هذا التعبير،متنوعة بتنوع مكونّها الثقافي.
إذا؛ماحكاية صراع الذهنيات في هذه المقاربة،عندما يتحول الصراع إلى سؤال،حكايته من البداية تعامل الذهنية مع صراع الأفكار والعقائد والمواقف والاختيارات والانتماءات والولاءات،فتأخذ كل ذهنية ما لديها من مخزون ثقافي-فكري سياسي مذهبي اخلاقي جهوي وطني…إلخ والصراع في هذه الحالة بين ذهنية وأخرى بينهما من المشتركات الثقافية،وبينهما التنوع في هذه المشتركات،الذي يطبع الذهنية فتتنوع المواقف،وتتنوع ردود الفعل،وتتعدد الحجج وبراهينها،وفي هذه الحالة،وانطلاقاً من أن الثقافة المكون الرئيس للشخصية وذهنيتها،وفق مقولة الأنثروبولوجيا:قل ما ثقافتك أقول من أنت،فإن الذهنية بمواقفها واختياراتها ونقاشاتها،تدل بكل هذا من خلفيتها الثقافية،ونترك للذهنية ما تضيفه من تثقيف ذاتي وتجربةوارتحال ومعرفة بشؤون المجتمعات الأخرى.
ونعود لحكاية هذه المقاربة،وصلني من صفحة صديق ما مفاده،أن شخصية أفغانية توجه رسالة نصائح إلى الهيئات الحاكمة في سوريا تتضمن العدل في المعاملة والعهد عن الثأر
والأخذ بالعدل..إلخ وهذه النصائح في جوهرها تمت لثقافة هذا الأفغاني الإسلامية،وكان هذا الصديق يريد مما قاله الأفغاني من نصائح إنه يتقدم على من يريده من الطبقة السياسية الحاكمة.
النقد حق مشروع للمواطن ،إياً كان وهذا الحق ضمنته الشرائع والفكر والعقائد،ونقصد به النقد غير المؤدلج والمفبرك من الإعلام وسياساته،وغير الموظف للولاءات والانتماءات والمصلحة الشخصية،النقد الذي يتقصد الحقائق بهدف تعريتها مما تُلْبس بالإكراه والقوة والمال والجاه،لكن إذا النقد يراد به أن يحسبني على هذه الجهة وتلك،فأنا لا أقبل التعامل من قبلي مع هذه الذهنيات بالشطارة والفهلوة،ومنطق “اسمعي ياجارة،الحكي ما إلك الحكي لأهل الحارة،” الحارة أمامك فخاطبها بتقدك مباشرة،ولاتجعلني البوابة التي
تنفذ منها بنقدك.وتنتهي حكاية هذه المقاربة،بما قالته عن الذهنية في الوطن العربي،وحلبات المغالبة التي تدخّلها هذه الذهنيات،على اختلاف مضامينها وجهاتها واختياراتها،أقول ما الفرق بين ذهنية مسؤول يستدعي أستاذ جامعي ليؤنبه لأنه ألقى محاضرة عن “:لماذا تشيعت إيران بعد مغالبات قامت به الصوفية الفارسية مع الفكر الإسلامي بحقائقه كما تمثل في سلطة الخلفاء الراشدين،ليصبح الإسلام في تشيعه الصفوي دينا قوميا فارسياً،” أقول لهذا الصديق مالفرق بين هذا المسؤول الذي يستدعي الأستاذ الجامعي،ضاربا عرض الخائط كل حصانات الأستاذ الجامعي،وهيبته الأكاديمية وحقه كإنسان في قول رأيه أمام طلابه إجابة عن سؤالهم ؛”الحق على من في الحرب العراقية الإيرانيه؟فكان جوابه لست مراسلاً صحفياً حتى أقول الحق على
على من،وجوابي سألقي عليكم محاضرة عنوانها:لماذا تشيعت إيران.
وأعود لسؤالي مالفرق بين هذا المسؤول،وبين ذاك الذي يقص شوارب رجل الدين ببغضاء جاهلية؟
رؤية تحليلية ثقافيّة مهداة إلى م. ،س”و” ك. الشوفي
د-عزالدين حسن الدياب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب