اغتيال موظف أممي أردني الجنسية في تعز اليمنية والسلطات تؤكد تعقب الجناة

اغتيال موظف أممي أردني الجنسية في تعز اليمنية والسلطات تؤكد تعقب الجناة
عدن- “القدس العربي”: اغتال مسلحان يستقلان دراجة نارية، ظهر اليوم الجمعة، موظفا أمميا أردني الجنسية خلال تناوله وجبة الغداء في أحد مطاعم مدينة التربة جنوب محافظة تعز (جنوب غرب اليمن).
وحسب مصادر محلية، أطلق المسلحان وابلاً من الرصاص على الموظف الأممي، مؤيد حميدي، الذي يعمل رئيسا لفريق برنامج الغذاء العالمي في مديرية التربة، قبل أن يلوذا بالفرار.
هذا ا المسؤول الأممي الأردني الذي تم إغتياله في تعز بعد صلاة الجمعة pic.twitter.com/YIiEXtPWiV
— عبدالله الحريبي (@xfeCIZYwQPS8KFF) July 21, 2023
وعبر برنامج الأغذية العالمي، في بيان أصدره مساء الجمعة، عن حزنه العميق “لمقتل أحد الموظفين برصاص مسلحين مجهولين بعد ظهر يوم الجمعة في مدينة التربة بتعز جنوب غربي اليمن”.
وأضاف “توفي مؤيد حميدي وهو مواطن أردني، بعد وقت قصير من نقله إلى المستشفى”.
وأوضح “وصل حميدي إلى اليمن مؤخرا لتولي منصبه الجديد كرئيس لمكتب برنامج الأغذية العالمي في تعز”.
وحسب البيان: “عمل حميدي وهو أحد العاملين في المجال الإنساني، لدى برنامج الأغذية العالمي لمدة 18 عاما، بما في ذلك مهمة سابقة في اليمن وكذلك فترة في السودان وسوريا والعراق”.
ونقل البيان عن ريتشارد راغان، ممثل برنامج الأغذية والمدير القطري في اليمن، قوله إن “فقدان زميلنا مأساة عميقة لمنظمتنا والمجتمع الإنساني.. أي خسارة بالأرواح في الخدمة الإنسانية هي مأساة غير مقبولة”.
وأكدت شرطة محافظة تعز التعرف على هوية المنفذين، مشيرة إلى “استخراج أوامر ضبط قهرية بحقهم من النيابة العامة”.
وحسب بيان لمركز الإعلام الأمني لشرطة تعز نشره على صفحته في “فيسبوك” فإن “شرطة تعز تلقت بلاغاً في تمام الساعة الواحدة والنصف بعد ظهر اليوم الجمعة الموافق 21 يوليو/تموز 2023، عن إطلاق نار من قبل شخصين مجهولين يستقلان دراجة نارية على مسؤول برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة مؤيد حميدي البالغ من العمر 50 سنة يحمل جواز سفر أردني امام مطعم الشيباني في مدينة التربة، أدت إلى إصابته اصابات بالغة توفي على إثرها بعد إسعافه إلى المستشفى، كما أصيب شخص آخر يدعى صالح بن صالح الشحطري بإصابات خفيفة غادر المستشفى بعد عمل الاسعافات الأولية له”.
وكانت اللجنة الأمنية بمحافظة تعز أكدت، خلال اجتماع طارئ الجمعة، أنها تقوم بتعقب مرتكبي الجريمة، راجية من المواطنين الإبلاغ عن أي معلومات قد تساعد في القبض على المجرمين، مؤكدة أنها ستقف بحزم في وجه هذه المحاولات لزعزعة الأمن والاستقرار في تعز، والتي تقف وراءها جهات معروفة برغبتها في إضعاف تعز وتشويه صورتها كمدينة آمنة.
ويأتي هذا الاعتداء بعد خمسة أعوام من اغتيال موظف لبناني يعمل في اللجنة الدولية للصليب الأحمر برصاص مسلحين في منطقة الضباب جنوب غرب محافظة تعز.
وأثارت الجريمة ردود فعل يمنية “استنكرت هذا الفعل الإرهابي الذي استهدف موظفا أمميًا يعمل في الإغاثة الإنسانية في بلد هو في أمس الحاجة لعمل المنظمات الأممية ذات الصلة بمواجهة تداعيات الحرب على الصعيد الإنساني”.
في السياق، أجرى رئيس مجلس القيادة اليمني، رشاد العليمي، اتصالا هاتفيا بمحافظ تعز، نبيل شمسان، وجه خلاله “بملاحقة العناصر الإجرامية المتورطة بتنفيذ الاعتداء المسلح”.
وأعرب رئيس مجلس القيادة “عن خالص تعازيه لعائلة الموظف الأممي، وزملائه، مؤكداً التزام الدولة بضمان كافة الإجراءات لإنفاذ العدالة، وتأمين موظفي الوكالات الإغاثية في المحافظات المحررة، وتسهيل وصول تدخلاتهم الإنسانية الجليلة الى جميع مستحقيها في أنحاء البلاد”، وفق وكالة الانباء الحكومية.
من جانبه، أدان رئيس مجلس النواب، سلطان البركاني، الجريمة، واعتبرها “طعنةٌ غائرةٌ في القلب وجّهتها أيادٍ أدمنت الأذى لليمن الذي لم يتعاف من طعنات متوالية بسهامٍ مختلفة”.
وقال في تغريدة “ما كاد العالم يستجيب لمأساة اليمن الإنسانية، ويبدأ أولى الخطوات لتقديم تعز نموذجاً لخروج اليمن من محنته ليقرر أن تكون ملتقىً أممياً نموذجيًا لجهود التنمية … فيستبشر البسطاء والمحرومون …إلا أن قطاع الطرق وعصابات الإرهاب تأبى إلا أن تمارس هواية الدم والدمار باعتدائها هذا اليوم على موظفٍ أمميٍ من مواطني الشقيق الأردن الذي لم يتردد في مؤازرة اليمن سلطةً وشعباً عبر مبادرات لا أجد متسعاً لحصرها”.
وأضاف البركاني “اعتداءٌ لم يسفك دم المواطن الأردني في مدينة التربة فحسب…بل سفك معه دم كل يمني يشعر بالخيبة والحرج والأسى على هذا المواطن الأردني الذي جاءنا يحمل شجرة القمح والأرز… فلم يرد المجرمون التحية بمثلها. تعازينا للأردن ملكاً وحكومةً وشعباً ولأسرة الشهيد مشاعر الأسى والحزن. ولا نامت أعين الجبناء”.
وقالت مصادر محلية إن السلطات نشرت عقب الاعتداء المسلح تعزيزات أمنية وعسكرية مكثفة في شوارع مدينة تعز، بالإضافة إلى إرسال تعزيزات أخرى إلى مدينة التربة.