مقالات

هدف الفلول إبطال جذوة الثورة بقلم محجوب عباس أبو شرا

بقلم محجوب عباس أبو شرا -السودان

هدف الفلول إبطال جذوة الثورة
بقلم محجوب عباس أبو شرا
الحزب المحلول والمعزول عن الجماهير الكادحة لا يستطيع خدمتها بالشعارات والتخوين والتلفيق والتدليس وتزييف الحقائق، إنما هو سعيه سعي مستميت لتحقيق مصالح ذاتية وتصفية الخصوم السياسيين وإبطال فعالية جذوة الثورة المتقدة، التي أحرقت أحشاءهم قبل مشروعهم الضلالي، وتسويق بضاعتهم الخاسرة من جديد بشكل وألوان مختلفة لا تتخطى أيضاً، وكعادتهم المتاجرة بالدين ولبس لبوس الجهاد والإسلام وعودة شعارات الخداع، كل شيء لله وفي سبيل الله، و{جكتنا دي لله وفي سبيل الله}.
{الكيزان} غير مؤهلين أخلاقيا ً ولا دينياً لتصدر مشهد الدفاع عن الوطن والزود عن كرامة المواطنين وعقيدتهم، وهم لم يفلحوا في ذلك خلال 34 عاماً، والبلد والسلطة بالكامل بين أيديهم وتحت سيطرتهم، بل قاموا بفعل العكس تماماً، كان ذلك وما زال من أنانية وحقد وكراهية لشعبنا، وكل من يرفضهم ويقول لهم توقفوا ما يندي له الجبين وتشيب له الولدان ويعجب له الشيطان نفسه،
فرطوا في تراب الوطن وأرضه بأكثر من ثلثه جنوباً وشمالاً وغرباً وشرقاً وبددوا ثرواته وباعوا مقدراته ومؤسساته الصغيرة والكبيرة التي ترفد الاقتصاد وتمثل العمود الفقري له بأثمان بخسة ومرمطوا كرامة شعبه اذلالاً وفقراً وتجويعاً وقهراً وظلماً واستبداداُ، وأذاقوا الناس المرارات، وعكسوا صورة شائهة للإسلام وهو براءٌ منها ومنهم.
حلّوا علينا أخيرا ً بفاجعة الحرب من أجل السيطرة الكاملة علي السلطة بلا شريك يقاسمهم أو ينازعهم فيها وليس من أجل الوطن والمواطن كما ينافقون لتخليصه من كارثة ومصيبة هم من أصابوه بها وليس كما يكذبون لإنهاء تمرد على الدولة صنعوا مليشياته المتوحشة والهوجاء بأيديهم لتصير الذراع الباطش الذي يبطش ويحرق ويقتل كل من يحاول المساس بمصالحهم وكرسي حكمهم العضود، لذلك أجزلوا العطايا لحرسهم من هذه المليشيات حسب قوامها وقوة إرهابها وفتكها والثقة في ولائها لنظامهم المشؤوم، أفاضوا عليها من النعم والثراء الحرام على حساب المال العام من ثروات الشعب السوداني الذي يرزح أكثر من نصف سكانه تحت خط الفقر، فكان عطاء من لا يملك لمن لا يستحق، وليت ذلك نفعهم أو نفع المواطن بعد 34 عاما من (اللغف) المستمر لقوته وتخريب بلده، ليته نفعهم وقطف المواطن المسكين ثمار أموالهم المنهوبة خلال 6 ساعات أو أسبوعين أو حتي 4 شهور، ليت جميع مليشياتهم وقواتهم الأخرى من أمن شعبي وأمن طلابي ودفاع شعبي وهيئة عمليات وشرطة شعبية وغيرها من كتائب ظلهم الأسود استطاعت حسم مليشيا واحدة مقابل إضافة باقي ال 18بالمائة المتبقية من ال83 من الثروة التي نهبوها قسراً من المواطن وفقدتها الدولة كلها بعد حربكم اللعينة وصار الآن المواطن وبنسبة مائة بالمائة معدماً مشرداً نازحاً، يقتله الجوع إن لم يقتله الرصاص، وتهدم القنابل والمقذوفات منزله على رأسه، ليتهم فعلوها ليرتاح الشعب من احد محاور الشر بإستئصال سرطان خبيث زرعوه علي جسده وأرضه بدل الهياج والهتاف الفارغ والإعلام الكاذب والجعجعة بلا طحين والحوجة لإقامة معسكرات تدريب للشباب في القرى والأرياف لكنا قلنا لكم حلالٌ عليكم ما أخذتموه من مالنا وهنيئاً لنا جيش قوي يحمينا ويحمي أرضنا كيفما كانت عقيدته وانتمائه، لكن المصيبة بعد كل الترف والإسراف والتنعم الذي عاشته أجهزتهم النظامية و الأمنية في الظل على المقاعد الوثيرة وتحت مكيفات المكاتب الفخمة والفارهات والثكنات 5نجوم على حساب المواطن وجيبه وأطفاله وأبنائه، لقمة عيشهم تعليمهم وعلاجهم وصحتهم وسكنهم، لعقود طويلة لم يجد المواطن السوداني بعد كل ذلك من يحمي أرواحه ولا ممتلكاته ولا أعراضه حتى لساعة واحدة من الزمن وذاب غالبيتهم كفص من الملح في الماء واكتفوا بالإدانة والشجب وتخوين الآخرين واتهامهم بالعمالة والتسبب في إشعال الحرب،، والمصيبة الأسوأ من ذلك دعوتهم لذات المواطنين لحماية أرواحهم وممتلكاتهم انفسهم بأنفسهم وقبل ذلك دعوتهم الرخيصة والمخجلة للانضمام إلى الصفوف في ميدان حرب وصفها قائدهم بالعبثية لحماية جيش اختطفوه منهم واستخدموه ضدهم لا لاجلهم.
عجبي
حقيقة عندما يُبتلى الوطن بالحرب ينادون الفقراء (الذين أفقروهم ونهبوهم وقتلوهم عندما طالبوا بحقوقهم في العيش الكريم وكرامة وطنهم) ينادونهم ليدافعوا عنه بحجة معركة الكرامة والدفاع عن الإسلام، لينادون بعدها الأغنياء من لصوص الكيزان ليتقاسموا الغنائم والسلطة عندما تنتهي الحرب.
لكن هيهات لن تعودوا إلا على أجسادنا، ونعلم أن أجساد وأرواح ودماء كل الشعب السوداني لا تهمكم في سبيل امتلاك السلطة والثروة.
في وطني لن تمتليء مرة أخرى صدور الأبطال بالرصاص ولن تمتليء بطون الخونة بالأموال، ويموت من لا يستحق الموت على يد من لا يستحق الحياة، المستقبل لحرية الوطن يبنيه الكادحين من أبنائه الأوفياء المخلصين.
الهدف السودانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب