عربي دولي

دارفور: نهب بنوك وأسواق في الفولة… و3 مقابر جماعية في الجنينة

دارفور: نهب بنوك وأسواق في الفولة… و3 مقابر جماعية في الجنينة

محمد الأقرع

الخرطوم ـ : شهدت مناطق الاشتباكات بين الجيش وقوات «الدعم السريع» في الخرطوم وعدد من ولايات السودان، الجمعة، هدوء نسبيا مع قصف بالمدفعية والمسيّرات وتحليق مستمر لطيران الاستطلاع، وفيما تحدث مواطنون عن نهب بنوك وأسواق في الفولة غرب دارفور، أفيد بوجود ثلاثة مقابر جماعية تحتوي على (9) و(17) و(23) جثة في مدينة الجنينة.
وقال شهود عيان، لـ«القدس العربي» إن الطيران الحربي التابع للجيش، قصف تمركزات للدعم في منطقة سوبا اللعوتة/ جنوبي الخرطوم. وأدى القصف الجوي إلى وقوع ضحايا وسط المدنيين، إذ قتل مواطن وأصيب آخر وحدث تدمير جزئي لـ6 منازل.

اشتباكات محدودة

وكذلك استهدف الطيران تجمعات للدعم في حي بري شرق القيادة العامة للجيش، ومنطقة الجيلي شمال الخرطوم، كذلك مبنى كان يستخدم لتخزين الذخائر في حلة كوكو في منطقة شرق النيل. في حين، وقعت اشتباكات محدودة في أحياء المربعات في أمدرمان وجبرة جنوبي العاصمة.
وفي غضون ذلك، قالت قوات الدعم إن قواتها الخاصة، نفذت عمليات عسكرية نوعية استهدفت تمركزات من أسمتهم بـ«الانقلابيين والفلول» في منطقة كرري شمال أمدرمان. وأوضحت في بيان لها، أنها دمرت دبابة وعددا من المدافع بالإضافة إلى مقتل العشرات من الجيش.
في المقابل، قال رئيس تحرير صحيفة القوات المسلحة الناطق باسم الجيش، العقيد إبراهيم الحوري، إن الطيران دمر عربات قتالية في منتزه بري العائلي وخلف عددا من القتلى في الجيلي، بينما أشار إلى تدمير 20 عربة للدعم في منطقة السوق العربي وسط الخرطوم.
وأفاد بأن 20 من قوات حميدتي قتلوا وجرح 30 في الاشتباكات التي شهدتها مدينة نيالا، حاضرة ولاية جنوب دارفور أمس الأول.
وتحاول قوات الدعم، منذ أيام اقتحام قيادة الفرقة (16) مشاة، بينما يتصدى جنود الجيش وتحدث مطاردات وتدور معارك بالأسلحة الثقيلة والخفيفة داخل الأحياء السكنية مخلفة أوضاعا كارثية في المدينة.

الجيش السوداني قصف تجمعات للدعم السريع شمال الخرطوم

وأطلقت مبادرة غرفة طوارئ في نيالا، نداء استغاثة عاجل، مشيرة إلى أن الأوضاع الإنسانية تدهورت إلى وضع تجاوز حدود التوقع مع استمرار القتال المميت في المدينة.
وقالت في بيان لها، إن «الاشتباكات تسببت في سقوط عدد كبير من الضحايا العزل من المدنيين وعدد لا حصر له من الإصابات والانتهاكات الإنسانية مع خروج مستشفيات الولاية كافة بسبب الأعداد المهولة من الإصابات وانعدام تام للمواد الصحية وأدوية الطوارئ في الولاية مع تقيد كلي لحركة الكوادر الطبية».
وكشفت عن «الآلاف من النساء والأطفال من مناطق وسط وجنوب نيالا إلى أماكن آمنة شمال غرب المدينة في وضع كارثي بلا مأوى أو ماء أو غذاء لليوم السابع على التوالي».
ودعت، جميع المنظمات الإنسانية للتدخل العاجل لـ«إنقاذ سكان الولاية» لافتة إلى أن «هناك حاجة ماسة لتوفير الشاش الطبي والمحاليل الوريدية والجبص وأجهزة الكسور ومسكنات الألم وأدوية التخدير وجميع أدوية الطوارئ بالإضافة المواد الغذائية والمواد التشغيلية للمولدات الكهرباء الخاصة بالمستشفيات وسيارات الإسعاف».
كذلك، أسفرت الاشتباكات الضارية بين الجيش والدعم السريع في مدينة الفولة حاضرة ولاية غرب دارفور عن اقتحام قوات «حميدتي» معسكر الاحتياطي المركزي التابعة للشرطة والاستيلاء على أسلحة وذخائر ومركبات قبل أن تعود إلى معسكراتها خارج المدينة.
وقالت مواطنون لـ«القدس العربي» إن كل مؤسسات الدولة في الفولة تعرضت للنهب بالإضافة إلى البنوك والأسواق والمحال التجارية، فيما طال التخريب منزل الوالي وحرق مبنى السلطة القضائية، بينما ظلت الجيش في ثكناته. وتشهد أجزاء واسعة من إقليم دارفور إضرابات أمنية وعمليات مسلحة منذ اندلاع الحرب، منتصف أبريل/ نيسان الماضي.
وتفيد المتابعات إلى دخول حركة «تحرير السودان» بقيادة عبدالواحد محمد نور إلى محلية طويلة في ولاية شمال دارفور التي كانت قد استولت عليها الدعم السريع.
وقال المدير التنفيذي لمحلية طويلة، أدريس محمد أدريس، في تصريح لموقع «دارفور 24» إن ما لا يقل عن 7 آلاف أسرة من النازحين عادوا إلى منازلهم.
فيما أكد الناطق باسم حركة تحرير السودان، وليد تونجو، أن قواتهم تتمركز في المنطقة لحماية المدنيين، مبينا أن حركتهم ليست جزءا من الصراع الذي شهدته المنطقة في أوائل يونيو/حزيران الماضي، لكن دور الحركة تجاه المواطنين يحتم عليها حمايتهم.
وفي سياق متصل، قال أمجد فريد، المستشار السياسي السابق في مكتب رئيس الوزراء المقال، عبدالله حمدوك، إنه تم التأكيد بوجود ثلاثة مقابر جماعية تحتوي على (9) و(17) و(23) جثة في مدينة الجنينة حاضرة ولاية غرب دارفور.
بينما كشف عن وجود أدلة دامغة عن وجود ما لا يقل عن (13) قبرا جماعيا في الجنينة والمناطق المحيطة نتيجة لمجازر ارتكبتها قوات «الدعم السريع».
وكان قد اتهم سلطان قبيلة المساليت سعد بحر الدين، قوات الدعم بالتخطيط للاستيلاء على ولاية غرب دارفور لتنفيذ أهداف أمنية واقتصادية، مشيرا أن المشكلة ليست قبلية بل اعتداء من الدعم السريع ضد كل مكونات المدينة، وعلى رأسهم المساليت.

قلق أمريكي

وأعربت الولايات المتحدة، عن قلقها من التقارير التي تتحدث عن قصف عشوائي نفذته كل من قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية في نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، وتسببت في وقوع إصابات في صفوف المدنيين.
وقالت الخارجية الأمريكية في بيان مساء الخميس، «يجب ألا يدفع المدنيون الثمن النهائي للأعمال غير المبررة للأطراف المتحاربة».
وشدد البيان على ضرورة امتثال الطرفين لالتزاماتهما بموجب القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك ما يتعلق بحماية المدنيين. وجزم بأنه لا حل عسكرياً للصراع في السودان، داعيا الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى وقف القتال في نيالا بجنوب دارفور. وأكد أن استمرار الصراع ـ الذي لا معنى له ـ يقتل ويجرح المدنيين الأبرياء كل يوم ويتركهم بدون منازل أو طعام أو سبل كسب عيش. وقال البيان: «يجب على الأطراف إنهاء إراقة الدماء».

«القدس العربي»

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب