ماكرون يدق ناقوس خطر تفاقم التهديدات ويُعلن زيادة جديدة في ميزانية الجيش

ماكرون يدق ناقوس خطر تفاقم التهديدات ويُعلن زيادة جديدة في ميزانية الجيش
باريس-
خلال كلمته التقليدية أمام القوات المسلحة، التي ألقاها في حدائق مقر وزارة الجيوش في باريس، عشية العرض العسكري لـ14 من يوليو (العيد الوطني الفرنسي)، تطرّق إيمانويل ماكرون إلى تزايد التهديدات العالمية، وأعلن عن زيادة جديدة منتظرة منذ أشهر في ميزانية الدفاع.
في خطاب اتسم بلهجة شديدة، قال ماكرون: “نحن نواجه تسارعًا في عودة الحرب على أراضينا، وتفاقمًا في التهديدات، وتآكلًا في المعايير الدولية التي كانت تضمن السلام منذ عقود”، مُحذّرا من تصاعد التهديدات الجيوسياسية، وأكد أن “الحرية لم تكن مهددة بهذا الشكل منذ عام 1945”، داعيًا إلى زيادة جديدة في ميزانية الدفاع لمواجهة المخاطر المتنامية، خاصة في ظل التوترات مع روسيا.
وأعلن ماكرون عن رفع ميزانية الجيش بمقدار 3.5 مليار يورو في عام 2026، و3 مليارات في عام 2027، لتصل إلى 64 مليار يورو بحلول نهاية ولايته، مقابل 32 مليارًا فقط في 2017 عند وصوله إلى السلطة. وشدّد على أن “الحرية لها ثمن”، وأن على فرنسا أن تكون قوية لتُهاب وتحافظ على استقلالها.
وتساءل ماكرون: “هل نحن قادرون على الصمود في حال اندلاع نزاع عالي الكثافة على الأراضي الأوروبية في السنوات الثلاث إلى الأربع المقبلة؟”، مستشهداً بتحذير رئيس أركان الجيوش الفرنسية من أن روسيا قد تُشكّل تهديداً قبل عام 2030.
رغم إعلانه هذا التوجه، لم يوضح ماكرون كيف سيتم تمويل هذه الزيادات، مؤكدًا رفضه اللجوء إلى الديون، ومكتفيًا بالحديث عن تعزيز النشاط الاقتصادي. كما أرجأ اتخاذ قرارات بشأن الخدمة الوطنية الإلزامية حتى الخريف.
أيضًا بقي الرئيس الفرنسي غامضاً بشأن بلوغ هدف تخصيص 3,5% من الناتج المحلي الإجمالي للدفاع بحلول عام 2035، كما تم التعهد به مؤخراً خلال قمة حلف الشمال الأطلسي (الناتو)، مشيراً إلى أن الأهم ليس فقط النسبة بل “الروح والعزيمة” وراء الجهد الدفاعي. ويُعتبر هذا الإعلان بالنسبة للبعض بمثابة تلميح إلى برنامج انتخابي مستقبلي، بحسب تحليل بعض البرلمانيين.
ربط الرئيس الفرنسي هذا الجهد بضرورة الحفاظ على الردع النووي والتوازن الاستراتيجي مع روسيا، مشيراً إلى أن الترسانة النووية تمثل أكثر من 10% من ميزانية الدفاع، وأنه كلّف وزير الدفاع ورئيس الأركان ببدء حوار استراتيجي مع الدول الأوروبية المعنية. كما أعلن أنه سيعود في نهاية العام للإفصاح عن تطورات هذا الملف، بالتزامن مع دخول الحرب في أوكرانيا عامها الرابع، إن لم يتم التوصل إلى وقف إطلاق النار قبل ذلك.
“القدس العربي”: