مخاوف المثقفين تتزايد خشية استحواذ الصندوق السيادي على هيئة الكتاب… وتحرك برلماني لإنقاذ مرتضى منصور
مخاوف المثقفين تتزايد خشية استحواذ الصندوق السيادي على هيئة الكتاب… وتحرك برلماني لإنقاذ مرتضى منصور
حسام عبد البصير
القاهرة ـ : الهم الذي سيطر على القاهرة أمس الثلاثاء 22 أغسطس/آب كان ثقافيا بامتياز، بعد أن امتدت حالة السخط العام بين المثقفين، إثر تنامي مزاعم عن قرب نقل بعض الهيئات الثقافية من وسط القاهرة إلى العاصمة الإدارية، وذهبت تكهنات إلى عزم الحكومة بيع بعض المقرات. وطيلة الأيام الماضية شغل مصير الهيئة العامة للكتاب، وهيئة دار الكتب والوثائق، بعد تداول معلومات عن نقلها من كورنيش النيل في رملة بولاق إلى مقار جديدة في العاصمة الإدارية الجديدة، الوسط الثقافي وسط مزاعم عن رغبة الصندوق السيادي في الاستحواذ على المباني المطلة على النيل. وأكد الدكتور أسامة طلعت رئيس دار الكتب، أنه لا توجد مكاتب إدارية في العاصمة الإدارية لدار الكتب والوثائق وهيئة الكتاب من الأساس، نافيا انتقال أي من العاملين من المقار الرئيسية في رملة بولاق. ووفقا لصحيفة “الشروق”، أوضح طلعت أن العمل جار بشكل طبيعي في دار الكتب وهيئة الكتاب. كما كشفت مصادر أن الهيئتين باقيتان في موقعهما في رملة بولاق، وأنه لم تصدر أي قرارات بنقل المؤسستين أو العاملين فيهما إلى أي مكان آخر. وأشارت المصادر إلى أن دار الكتب والوثائق شهدت تطويرا لقاعاتها ومخازنها وتجديد أنظمة الأمان، ما يؤكد بقاءها في رملة بولاق على الأقل خلال تلك الفترة.
ومن الأخبار المعنية بمواجهة الأزمة الاقتصادية، قال الدكتور محمد القرش المتحدث باسم وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، إن الإفراج عن 284 ألف طن أعلاف خلال أسبوعين بقيمة 141 مليون دولار، يؤكد جدية الدولة في دعم وتوفير مستلزمات الإنتاج، وإجمالي ما تم الإفراج عنه من شحنات خلال الفترة من 16 أكتوبر/تشرين الأول 2022 حتى الآن، يبلغ 7.2 مليون طن بقيمة 3.4 مليار دولار. وكشفت وزارة الصحة والسكان عن اكتشاف حالتين إيجابيتين لفيروس كوفيد-19 من سلالة المتحور أوميكرون EG-5.2 والأعراض الإكلينيكية التي ظهرت عليهما خفيفة، ويتماثلان للشفاء.. ومن أخبار القلعة البيضاء: وجهت آمال عبدالحميد عضو مجلس النواب، مقترحا برلمانيا، إلى المستشار الدكتور حنفي جبالي رئيس المجلس، موجها إلى الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، لتبني عقد مصالحة بين رئيس ناديي الزمالك والأهلي مرتضى منصور ومحمود الخطيب. وقالت النائبة، أن مقترحها بمثابة «دعوة إلى العقلاء في الرياضة المصرية ورموز وحكماء الناديين الكبيرين لوأد الفتنة ورأب الصدع، ولجم الانفلات الرياضي بين جماهير الناديين على ساحات الفضاء الإلكتروني، التي انتقلت إلى المدرجات والملاعب، ومنها إلى الاستديوهات التحليلية، ووضع حد للتعصب الرياضي، الذي بلا شك يؤثر في السلم المجتمعي». وقال المحامي أيمن محفوظ، إن مرتضى منصور لن يتمكن من خوض انتخابات مجلس إدارة نادي الزمالك المقرر الدعوة إليها خلال الشهور المقبلة، بعد صدور حكم جديد واجب النفاذ، حسب تعبيره..
انقذوا كنوزنا
نشر في الآونة الأخيرة بيان مجهول يشير إلى الخطر الذي يتهدد 3 من أهم منشآتنا الثقافية ذات التاريخ العريق، مما اثار مخاوف محمد سلماوي في “الأهرام”: دار الكتب التي أنشئت عام 1870على يد علي مبارك باشا باسم الكتبخانة لتكون مكتبة مصر الوطنية، ودار الوثائق القومية التي تحوي مستندات ووثائق تاريخ مصر، وقد أنشئت باسم دار المحفوظات العمومية عام 1828، أي قبل إنشاء مثيلتها في لندن بعشر سنوات، والهيئة العامة للكتاب التي هي أكبر دار نشر مصرية، والتي أثرت الساحة الثقافية على مدى عشرات السنوات الأخيرة بمئات الآلاف من الكتب والمطبوعات، أما الخطر فيتمثل في أن جهة سيادية أصدرت أمرا بإخلائها خلال 18 شهرا لتحول مقرها على كورنيش النيل إلى فندق، دون أن تحدد أماكن بديلة لها، مكتفية بعرض مكاتب لموظفيها في العاصمة الإدارية الجديدة، فما صحة هذا الخبر الكارثي؟ كيف سيتم نقل مطبعة هيئة الكتاب مثلا، وهي مطبعة بولاق التاريخية؟ وكيف سيتم نقل مئات الآلاف، بل الملايين من الكتب والدوريات على مدى ما يقرب من قرنين من الزمان، دون أن يعد لها مقر خاص يستوعبها؟ وكيف تنقل وثائق ومخطوطات التاريخ المصري من مقرها الحالي إلى مكاتب الموظفين؟ لقد كنت على علم بأن وزارة الثقافة التي تتبعها الهيئات الثلاث، تستعد للانتقال إلى مقرها الجديد في العاصمة الإدارية، وحدثتني الوزيرة عن المكاتب الجديدة التي أعدت على أحدث الطرز الدولية، والمجهزة بأحدث التقنيات استعدادا للاستغناء تماما عن التعامل بالورق، لكن ما أعلمه أن المكاتب الإدارية الخاصة بالوزارة هي التي ستنتقل إلى المقر الجديد، أما الهيئات المرتبط عملها بمقارها الحالية فهي مستمرة في أداء عملها منه، وأكد لي كل من الدكتور أحمد بهي الدين رئيس هيئة الكتاب، والدكتور أسامة طلعت رئيس دار الكتب، أنه لم يصدر لأي منهما أمر بإخلاء المكان، بل إن الوزيرة أخبرت الهيئات الثلاث بالاستمرار في عملها من مقارها الحالية حتى بعد انتقال الوزارة إلى العاصمة الإدارية، فهل وصلت «فبركة» الشائعات إلى حد اختلاقها بالكامل؟ ذلك هو أضعف أنواع الشائعات لأنه يسقط صريعا بمجرد الرد عليه بالحقيقة.. شريطة أن يكلف أحد نفسه بالرد.
«ذهب» مع الريح
ما يحدث في سوق الذهب في مصر الآن يعكس بوضوح من وجهة نظر صبري الديب في “فيتو”، حجم القلق لدى حتى من يمتلكون أموالا من المصريين، حيث قفز سعر الغرام عيار 21 بسبب الإقبال غير الطبيعي على الشراء من 2150 جنيها إلى 2420 جنيها، بواقع 270 جنيها زيادة في كل غرام خلال 72 ساعة، في ظل ثبات السعر العالمي، ولجوء الأثرياء إلى الاستثمار في الذهب خوفا مما هو مقبل. تقرير المجلس العالمي للذهب يقول إن المصريين اشتروا خلال النصف الأول من العام الحالي نحو 33.5 طن من الذهب، كما جلب المصريون من الخارج في ظل الإعفاء الجمركي خلال الشهور الـ3 الأخيرة نحو 600 كيلوغرام، في حين أن المعروض وفق تصريحات شعبة الذهب في غرفة التجارة لا يفي بـ2% من حجم الطلب المتزايد على السبائك والمشغولات الذهبية. معالي رئيس الوزراء.. إذا كان الأغنياء في مصر قد لجأوا لاستثمار ما لديهم من أموال في الذهب خوفا مما هو مقبل، فماذا سيفعل الفقراء.. وغلاوة النبي تقولولنا إحنا رايحين على فين؟ ومن حال الأثرياء للفقراء توجه الكاتب برسالة لوزير التعليم: أعتقد أنه بحكم عملك في ديوان عام الوزارة لمدة تجاوزت ربع القرن، وتعاونك مع العديد من وزراء التعليم، يجب أن تكون أكثر الناس إلماما بكل مشكلات التعليم والقدرة على حلها، غير أنه منذ توليك المنصب والمنظومة التعليمية محلك سر، ولم يطرأ عليه بربع جنيه تغيير. معالي الوزير، تعلم يقينا أن الكتب المدرسية التي تكلف الوزارة مليارات الجنيهات سنويا، لا يلتفت إليها طالب واحد، نظرا لاعتماد الجميع على الكتب الخارجية بشكل أساسي. لله ولصالح الوطن اجعل لنفسك بصمة، وبادر بوقف طباعة الكتب المدرسية توفيرا للمال العام، واكتفي بوضع كل المناهج على البوابة الإلكترونية للوزارة، واقترح تشريعا يفرض سلطة لوزارتك على مراجعة وأسعار الكتب الخارجية، التي صمت صرخات أولياء الأمور بسبب أسعارها الفلكية آذان من في الشام.
لا مفر منه
هل التعويم الكامل للجنيه المصري أمام الدولار وسائر العملات الأجنبية سيحل مشكلة الاقتصاد المصري فورا؟ هذا سؤال محوري ويتردد كل يوم كما أوضح عماد الدين حسين في “الشروق”: بالطبع صندوق النقد الدولي وسائر منظمات التمويل الدولية، توصي دائما بترك العملات لقوى العرض والطلب حتى تتحدد قيمتها الفعلية، لكن هذا التصور أقرب إلى منطق «لا تقربوا الصلاة»؛ لأنه يغفل أن ذلك ينجح إذا كانت كل الظروف والأجواء والأوضاع مواتية، وليست شديدة الاختلال. أيضا فإن خبراء الاقتصاد حينما يتحدثون في الجانب الفني فقط، فإنهم يوصون دائما بتوحيد سعر الصرف، واعتماد سعر صرف واحد فقط تحدده ظروف وأوضاع السوق، والكلام السابق يعني ببساطة تعويم العملة حتى تتحدد قيمتها على أساس حقيقي في السوق. وكلام هؤلاء الخبراء صحيح جدا على المستوى النظري، لكن حينما نعرف كامل الصورة نكتشف أن ذلك يصعب تحقيقه من دون شروط موضوعية كاملة، ومن دون معالجة جميع أوجه المنظومة الاقتصادية. كان الله في عون الحكومة وهي تتعامل مع هذه الأوضاع منذ بدايات أزمة كورونا، مرورا بكارثة الحرب الروسية الأوكرانية، وصولا إلى الأزمة الاقتصادية العالمية الراهنة. ينسى غالبية الخبراء أن الحكومة المصرية حررت أو عومت الجنيه المصري أمام الدولار جزئيا في 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، حينما قفز سعره من ثمانية جنيهات إلى 20 جنيها قبل أن يستقر عند متوسط 15 جنيها، وظل في هذا النطاق مستمرا حتى 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، حينما عومت الحكومة الجنيه جزئيا ليقفز إلى حوالي 22 جنيها، ثم جاءت الحرب الروسية الأوكرانية وانسحبت 22 مليار دولار من الأموال الساخنة من السوق المصرية خلال شهر مارس/آذار 2022 بعد أن بدأت البنوك الأمريكية والغربية ترفع سعر الفائدة بوتيرة مستمرة، بحيث إنها قفزت من حاجز الصفر لتقارب مستوى 6%، وبالتالي هربت الأموال الساخنة من كل الأسواق الناشئة ومنها السوق المصرية بحثا عن سعر الفائدة المرتفع.
البحث عن حل
كان منطقيا أن يلجأ البنك المركزي كما يرى عماد الدين حسين لتعويم جزئي آخر للجنيه أمام الدولار، اعتقادا أن ذلك سيحل المشكلة، وأعقبه أو رافقه رفع سعر الفائدة أكثر من مرة، ظنا أن ذلك سوف يدفع حائزي الدولار إلى تحويله إلى الجنيه المصري وإيداعه في البنوك المصرية، للحصول على العائد المجزي بعد رفع سعر الفائدة. لكن المشكلة الحقيقية أن استمرار التعويم مع رفع أسعار الفائدة لم ينجح في جذب الدولارات، سواء من المصريين في الخارج، أو الأموال الساخنة، أو الاستثمارات الأجنبية، أو المحلية المباشرة، إلا بنسب قليلة جدا، لا تتناسب مع المطلوب. وبالتالي كان منطقيا أن يعلن الرئيس السيسي في مؤتمر الشباب في برج العرب في الإسكندرية مؤخرا أن هذا الاتجاه تم التوقف عنه. ويومها قال نصا: «وانت بتقرب من سعر الصرف علينا الانتباه كي لا ندخل في أزمة فوق الخيال، نحن نتمتع بمرونة في سعر الصرف، لكن عندما يتعرض الأمر لأمن مصر القومي والشعب المصري يضيع فيها لأ، عندما يكون تأثير سعر الصرف في حياة المصريين وممكن يضيعهم إحنا منقعدش في مكاننا». هذا قرار صحيح لأنه لو تم ترك الجنيه محررا ومعوما بالكامل من دون ضمان وجود دولارات في البنوك لتلبية الطلب المتنامي عليها، فإن أسعار الدولار قد تقفز إلى معدلات لا يتصورها عقل. وبالتالي يصبح المنطقي هو النقاش الجاد والفعلي والحكيم حول كيفية توفير الدولار وضمان وجوده واستمرار تدفقه للسوق، وبعدها أو حتى بالتزامن معها يمكن أن يتم التعويم الكامل، أو المدار، لكن قبل ذلك فإن الدوامة قد تستمر ويصعد الدولار لمستويات خيالية، من دون أن يتوافر فعليا. السؤال: وما هو الطريق الصحيح لتحقيق ذلك؟ هل تكفي المبادرات الحكومية فقط، أم أن الأمر يتطلب أولا استعادة ثقة الناس لتعود إلى ضخ الدولارات في شرايين الاقتصاد المتيبسة؟
عودة الشرسة
مع الكلام المستجد عن عودة فيروس كورونا إلى الظهور، من المفيد وفقا لأحمد عبد التواب في “الأهرام”، التذكرة بما تزامن مع التفشي الأول للمرض عام 2019، الذي سرعان ما وصل إلى جائحة ضربت العالم كله في وقت قصير، وأحدثت، لأول مرة في تاريخ الإنسانية، إغلاقا عالميا أصاب كل الاقتصادات بدرجات متفاوتة. وكانت الوفيات نحو 6.9 مليون شخص. وقد تعدَّدت التهم في خطابات بعض كبار المسؤولين في العالم، فبينما اتهم ترامب الصين، وكان رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية آنذاك، بحجة أن المرض بدأ في الظهور عندها في إقليم ووهان، كما أنها كانت مصدر وباء سارس قبلها، استنكرت الصين الاتهام وردَّت بهجوم مضاد بأن الفيروس المستجد مصدره أحد مراكز الأبحاث الأمريكية من مكان ما على الكوكب، وبعد انتهاء الهلع وعودة الحياة إلى طبيعتها فإن أمر منشأ المرض لا يزال غامضا. ورغم هذا التراشق بالتهم آنذاك فقد كان هناك من يسعى في منظمة الصحة العالمية إلى فرض الحياد العلمي، وكانت أهم علامات هذه الجهود الاستقرار على أن تكون تسمية المرض (كوفيد 19)، فتكون كلمة (كوفيد) اختصارا من الإنكليزية لكورونا وفيروس ومرض، وأما 19، فهو إشارة إلى العام الذي تفشى فيه المرض، وكان القصد من هذه التسمية تجنب ربط المرض بمنطقة جغرافية معينة، أو نوع من الحيوانات، أو مجموعة من البشر، بما يتماشى مع التوصيات الدولية الهادِفة إلى تسمية الأمراض بشكل يمنع تحريض الوصم الاجتماعي. الجديد هذه المرة، هو هذا التضارب بين الكلام الحذِر من العلماء المتخصصين والفزع الذي تثيره بعض الصحف، جاء هذا في تعليق أحد علماء الوبائيات في إيطاليا، وهو رئيس قسم الأمراض المعدية في مستشفى سان مارينو في جنوة، قائلا إنه يقرأ مقالات علمية بهذا الشأن في المجلات المختصة، عن متحورات (كوفيد 19) بأنها ذات تأثير سريري ضئيل جدا، وأن التأثير المحتمل لطفراتها المتعددة غير معروف بعد، ولكنه يقرأ الصحف، فإذا بها لا تزال تواصل حتى اليوم وصف المتحورات وأسمائها وأعدادها والمختبر الذي عزلها أولا. وقال إن الإعلام العادي لا يمكنه الاستغناء عن الحديث عن المتحورات، بما لا يعود بالفائدة على أي شخص، وإنما يفيد فقط في بيع بضع نسخ أكثر من الصحف.
عودة للساحل
“بابا إنت ليه حجزت لنا هناك؟ إحنا عايزين نرجع الساحل الشمالي”، هذه العبارة قالتها إحدى بنات رجل الأعمال الذي اصطحب أسرته هناك في إجازة صيفية، لم يصدق الرجل ما سمع، وناقش بناته في الفارق بين الساحل ومدن سياحية آسيوية، بل عرض عليهن وفقا لشهادة محمد البهنساوي في “الأخبار” الانتقال إلى أي مدينة أوروبية يخترنها على أن يعودوا بعد الإجازة للساحل، وجاءت الإجابات كلها في صالح الساحل خاصة العلمين الجديدة، ولم يتردد الرجل في قطع إجازته استجابة لبناته والعودة للعلمين للاستمتاع بأجوائها. هذا الكلام رواه لي الأب وهو صديق عزيز، ولم أتعجب ولم أكن بحاجة لأي تبرير للقرار، فحقا ما يحدث في العلمين قصة نجاح على كل المستويات، وما أدل على هذا النجاح من إقبال الأشقاء العرب على العلمين للإقامة وشراء منازل فيها، إلى جانب ما أعلنته هيئة تنشيط السياحة عن وصول طيران مباشر ولأول مرة إلى العلمين، ووصول أفواج سياحية من إيطاليا ورومانيا والتشيك وكازاخستان، وهذه نقطة مهمة. وهنا لا نتحدث عن نقطة واحدة لتميز العلمين، إنما منظومة نجاح متكاملة، بدءا من التطور الكبير للبنية التحتية من طرق عالمية وخدمات حديثة وعدة محاور أرضية تربطها بالقاهرة، وسهولة السفر منها جوا لأي مدينة سياحية أخرى سواء في منطقة البحر الأحمر وجنوب سيناء والصعيد، ناهيك عن وجود أجمل شواطئ البحر الأبيض ومجموعة من الفنادق عالية المستوى والجودة، والمهرجانات والفعاليات العديدة التي تقام في العلمين خاصة مهرجان «العالم علمين»، كل هذا وغيره جعل منها منتجعا سياحيا قويا ومتفردا يسهل ترويجه وتنشيط السياحة إليه باعتباره وبحق واحدا من أجمل المقاصد السياحية على البحر الأبيض.
صيفا وشتاء
نتوقف عند فخ نصحنا محمد البهنساوي بضرورة أن نفطن له ونهرب منه بكل السبل، وهذه مسؤولية الحكومة وأيضا القطاع الخاص ورجال الأعمال وغيرهم، فهو نفسه الفخ الذي سقط فيه الساحل القديم أو الطيب، كما يسمونه، وحتى الإسكندرية عروس البحر الجميلة، أن يصبح هذا الزخم والرواج موسميا مرتبطا بالصيف فقط، ولمدة لا تتجاوز أربعة أشهر على أقصى تقدير، ثم يغلق أبوابه باقي العام، وتلك مشكلة لو تعلمون عظيمة ، وأعتقد أن الجميع يتذكر الهدف الذي أعلنه الرئيس عبد الفتاح السيسي بداية إطلاق التنمية في العلمين، وتحويلها لمدينة تعج بالحياة والاستثمار والتدفق طوال العام، وتمت ترجمة هذا الهدف عمليا في مخططات تنمية الساحل الشمالي، التي لا تعتمد فقط على السياحة، إنما تضم أنماطا تنموية أخرى من صناعة وزراعة وتعليم وموانئ وغيرها الكثير. وقد يقول البعض إن طبيعة المنطقة صيفية فقط، ولا تحتمل الامتداد للشتاء، قول باطل يراد به باطل أيضا، ولنراجع خريطة المدن السياحية وغيرها على سواحل البحر الأبيض المتوسط، من جنوب أوروبا إلى شمال افريقيا لغرب آسيا، لنتأكد من كذب هذا الادعاء، فكم من مدن سياحية في جنوب فرنسا وإسبانيا وإيطاليا تعج بالسائحين «شتاء» مثل «صيفا»، وبأرقام فلكية، مع العلم أن تلك المدن ليست في دفء وروعة وجمال ساحلنا الشمالي. العلمين الجديدة تشهد بداية قوية ومبشرة للغاية، تلزم الجميع بالهروب من الفخ السابق.
أمريكا والتنين
لسنوات.. لم يتوقف الحديث عن الصعود الاقتصادي الكبير للصين لتنافس الولايات المتحدة على المكانة الأولى في العالم، لكن الموقف الآن كما اطلعنا عليه جلال عارف في “الأخبار” تجاوز ذلك بكثير، الصين – من جانبها- بدأت في ترجمة قوتها الاقتصادية إلى نفوذ سياسي وقوة عسكرية، وفي المقابل لم يعد الأمر، بالنسبة للولايات المتحدة، مجرد «منافسة» اقتصادية فقط.. بل هو صراع شامل لن تكفي فيه الإجراءات الاقتصادية لمواجهة التمدد الاقتصادي للصين، بل أصبح – بالنسبة لواشنطن- صراعا يتطلب حشد كل القوة السياسية والعسكرية مع القوة الاقتصادية، حتى لا تجد القوة الأكبر في عالم اليوم نفسها في موقف صعب فى آخر خطوة على طريق هذه المواجهة.. شهد منتجع «كامب ديفيد» الشهير قبل أيام قمة شديدة الأهمية، جمعت الرئيس الامريكي بايدن مع رئيسي الوزراء في كل من اليابان وكوريا الجنوبية، وهما الحليفان الآسيويان الكبيران بالنسبة لأمريكا، وإن كانت الخلافات التاريخية بينهما «منذ احتلال اليابان لكوريا أثناء الحرب العالمية» ظلت على الدوام عائقا أمام اكتمال التحالف، الذي تم أخيرا في «كامب ديفيد» في خطوة سيُقال إنها موجهة أساسا لدرء خطر كوريا الشمالية، لكن الصين تعرف جيدا أن حصارها هو الهدف من كل التحركات الأمريكية في المنطقة. التحالف هنا يضم الدولة الأقوى عسكريا في العالم (أمريكا) والقوتين الخامسة والسادسة عسكريا في العالم (اليابان وكوريا الجنوبية) وقد سبقه تحالف آخر بنته إدارة بايدن أيضا وضم إلى جانب أمريكا كلا من بريطانيا وأستراليا مع الإعلان عن تزويد أستراليا بغواصات نووية أمريكية وبعدة صفقات للأسلحة المتطورة، لتكون قوة عسكرية يحسب حسابها. ثم كان هناك تحالف ثالث ضم أمريكا واليابان واستراليا إلى جانب الهند وهو تحالف «كواد».. والواضح في كل هذه التحركات أن الولايات المتحدة تعمل دون كلل على مد تحالفاتها في آسيا لأقصى الحدود، حتى تستطيع حصار المد الصيني، من خلال تحالف أكبر يضم كل هذه التحالفات الصغيرة في «حلف ناتو آسيوي» بعرض القارة وطولها وتطمع أمريكا أيضا، إلى أن تجعل مواجهة الصين جزءا أساسيا في استراتيجية «الناتو الأوروبي» لكن أوروبا التي ما زالت تدفع فواتير مواجهة روسيا لا تريد أن تقاتل في آسيا.
كفر عمار
شارك محمود الحضري في “المشهد” مؤخرا في قافلة علاجية مجانية نظمتها مجموعة من جمعيات المجتمع المدني، إلى قرية من عشرات، بل قل مئات القرى الفقيرة في بر مصر. يقول الحضري، المفاجأة كانت غير متوقعة على الإطلاق، ففي “كفر عمار” مركز العياط في محافظة الجيزة، “الفقر بأم عينه، والإهمال يتجسد في تلك القرية، والمؤكد أن هناك قرى أخرى، تستحق مئات المبادرات لإعادة بناء ما أفسدته المحليات، وجسده إهمال الدولة على مدى عشرات السنوات”.. وقد لخصت وجهة نظري ووصفي لأوضاع “كفر عمار” لمن هم معي بعبارة من كلمتين “الفقر عنوان”. القرية كعشرات القرى المصرية تعتمد في الأساس على الجهود الذاتية في بناء وتوفير الخدمات، فهذا مركز طبي في شارع ضيق من شارع أضيق، من طريق وعر، مجهزة به وحدات لغسيل الكلي، ودور للعيادات الطبية، وبالفعل شيء جميل.. ولكن تنقصه الموارد اللازمة للتشغيل، وما زال يعتمد على الجهود الذاتية في توفير مستلزمات غسيل الكلى، لمرضى مصابين بمرض عضال هو الأكثر انتشارا في بلادنا، ونعلم جميعا وجود نقص حاد في مثل تلك المراكز. شكوى القائمين على المركز هي من يوفر لهم أدوات ومستلزمات الطبابة، والشكوى سمعها رئيس مجلس مدينة العياط، الذي كان في القرية، بالتوازي مع زيارة القافلة الطبية، والرجل مشكورا وعد خيرا. وتأتي الشكوى الأهم في تشغيل العيادات، التي تحتاج إلى ستة تخصصات رئيسية من أطباء يقبلون العمل التطوعي، أو بأجر رمزي، إلا أن هذا غير متاح.
ضاقت بأهلها
من أهم ملاحظات محمود الحضري خلال عمل القافلة الطبية في كفر عمار، حجم الإقبال من المرضى للكشف الطبي، والحصول على بعض الأدوية المجانية التي وفرتها القافلة بجهود الأطباء المعالجين، وبدا أن هذا الإقبال دليل عن حجم الفقر والحاجة الظاهرين على المرضى، الذين وجدوا في القافلة رحيق الحياة للعلاج، بل بدا أنهم وجدوا فيها المنقذ لأمراض مثل القلب وآلام العظام، وأمراض النساء والأطفال، والباطنة والجلدية، وما أدراك ما “الجلدية”. من الواضح أن الثقافة والتثقيف الطبي غائب عن جزء كبير من أهل القرية، وحتما قرى أخرى بالتقاطع مع الفقر، وارتفاع تكاليف العلاج، ودور الدولة غائب بشكل واضح، وحاجة الناس للعلاج مطلب ورغبة، وليس مجرد ترفيه، أو للحصول على زجاجة دواء، أو مسكن للآلام. سألت الأطباء عن حقيقة الإقبال بين التمارض، والمرض، فرد على أحد الأطباء، “الناس غلابة، والهموم والمشاكل الاجتماعية وضغوط الحياة دفع الناس لوضع العلاج والاستشفاء في آخر الأولويات، وبعض الحالات هي اضطرابات نفسية واجتماعية، ولكن في القلب آلام بعشرات الحالات، وفي العظام أوجاع، وبين النساء والأطفال مرضى بالفعل، وأمراض الجلدية من بين الأكثر انتشارا، والوعي يكاد ينعدم. هالتني بالفعل حالة البحث عن زجاجة دواء، وأنبوبة مرهم، أو مسكن لآلام الظهر والركبة، وصراخ الأطفال من الألم، والاكتفاء بمسكن من الصيدلية، على أمل أن تسكن الألم لمرض بحاجة لطبيب بالفعل. الكثير من الحكايات مؤلمة، عن قرية تحتاج للعديد من المشروعات، الخدمية والطبية والاجتماعية، وتوسيع مشروعات الصرف الصحي، في شوارع ضاقت على المارة المترجلين، وفي نقاط، تصعب أن تصلها سيارة إسعاف إذا اقتضي الأمر.
ديانا وأبو الهول
لا تخلو ذاكرة زاهي حواس من ذكريات مع رموز دولية، كما يطلعنا في “المصري اليوم”: تحدثت عن أسرار «أبوالهول» وعن القصص والحكايات التي حدثت معي خلال المدة التي قضيتها مديرا عامّا لمنطقة أهرامات الجيزة، وأمين عام المجلس الأعلى للآثار، وبعد ذلك وزيرا للآثار. وكانت أولى القصص الطريفة عند مجيء الأميرة الراحلة ديانا لزيارة مصر، حيث طلبت مني أن تزور الهرم، وأن أقوم بالشرح لها. وكانت المقابلة الأولى بيننا، وكان إلى جواري رئيس هيئة الآثار في ذلك الوقت، وقالت لي أميرة القلوب – ديانا- إنها كانت تذهب إلى المتحف البريطاني أسبوعيّا لكي تقرأ عن مصر الفرعونية والأهرامات، وقد صممت الأميرة على أن تزور «أبوالهول» من الداخل، وعندما نزلنا أول سرداب أسفل «أبوالهول»، صممت بعدها أن تتسلق السقالة، وكانت سعيدة بأن نالت هذا الشرف بالقرب من وجه تمثال «أبوالهول». وعندما حدثت مأساة وفاتها، حاول البعض أن يُرجع موتها إلى لعنة صعودها سقالة «أبوالهول». وكنت في ذلك الوقت في مدينة لوس أنجليس عندما ماتت الأميرة مع خطيبها دودو الفايد. وقد بكيت حزنا على وفاتهما الصادمة. وكان أن تصادف قيام مصور أمريكي بالتقاط عشرات الصور لي ولها أثناء زيارتها للأهرامات، وكانت يومها في أبهى صورتها، رشيقة، تبتسم وهي تنصت إلى كلامي عن الفراعنة. وعندما وصلت هذه الصور إلى يد الصحافي الراحل محمود صلاح، وكان رئيسا لتحرير مجلة “آخر ساعة”، قام بعمل تحقيق صحافي عن زيارة الأميرة ديانا إلى منطقة الهرم. ونشر أغلب الصور التي صورها المصور الأمريكي، وكتب عنوان التحقيق الصحافي على الغلاف، وهو «مصري آخر غير دودي أحب ديانا».
على خطا ديانا
كان زاهي حواس ما زال يشغل منصب مدير عام منطقة الهرم عندما أخبره السفير الإنكليزي في القاهرة، وكان ذلك بعد وفاة الأميرة ديانا، أن الأمير تشارلز سوف يأتي في زيارة إلى مصر، وأن له مطلبين، الأول: أن يزور الهرم بعد الغروب، والثاني: أن أشرح له الهرم و«أبوالهول». وقلت للسفير: سوف أنفذ المطلب الأول، لكنني لن أستطيع تنفيذ المطلب الثاني، حيث كنت ما زلت متأثرا لموت الأميرة ديانا، ولكن السفير ألح عليّ بضرورة وجودي ومقابلة الأمير تشارلز (في ذلك الوقت). وبالفعل وصل الأمير تشارلز، ودخلنا معا معبد الوادي للملك خفرع، وبعد ذلك وقفنا أمام «أبوالهول»، وكنا في بعض الأحيان نتحدث عن الدين الإسلامي وعن الكثير من الموضوعات. ووجدت أنني أمام شخص مثقف جدّا، قارئ نهم، لديه معرفة دقيقة بالثقافات والديانات، وأنه بالفعل شخص جدير بالاحترام. ما زلت مع الأسرار والقصص المتصلة بـ«أبوالهول»، ولكن الغريب أن كل الملوك والمشاهير الذين زاروا التمثال كان لكل واحد منهم حكاية مثيرة. وقد يكون السبب أنني لا أتحدث مع الزائر عن الآثار فقط، بل يمكن أن نتكلم في موضوعات عديدة بعيدة عن الآثار. ومن الحكايات اللطيفة عن سيلفيا براون، (العالِمة الروحانية، كما يطلقون عليها)، عاشقة «أبوالهول»، التي قابلتها مرات عديدة في لوس أنجليس، وقد جاءت إلى مصر ومعها حوالي ثلاثمئة سائح أمريكي، والتقى بها الراحل الدكتور ممدوح البلتاجي، وزير السياحة في ذلك الوقت، وعادل عبدالعزيز رئيس هيئة تنشيط السياحة، وقبل حضور سيلفيا إلى مصر، قامت بعمل لقاء تلفزيوني مع المعلق الأمريكي لاري كينغ على قناة «سي أن أن» الإخبارية. وكان لهذا اللقاء تأثير كبير في معرفة العالم كله بحضورها إلى مصر، وألقت سيلفيا كلمة في حفلة وزارة السياحة، عبرت فيها عن عشقها لمصر وآثار مصر وشعب مصر المضياف البشوش.
منافس شرس
إلى كل من يهتم بشأن الأخبار ونشرها عبر صفحته الخاصة.. ينصحهم السعيد حمدي في “القاهرة 24” بما يلي: بكل وضوح لا يمكن الاعتماد على الفيسبوك خاصة، والتواصل الاجتماعي بشكل عام كمصدر للخبر، دون الرجوع إلى المواقع والصحف المعروفة والمعتمدة التي تتحمل مسؤولية نقلها له. وإذا ثبت كذب خبر ما فسوف تفقد مصداقيتها. وأيضا لا بد من التفرقة بين الخبر والرأي.. فمن حقك أن تقول رأيك كما تشاء مهما كان، ولكن ليس لك الحق في نشر خبر كاذب، دون التحقق منه لمجرد أنك وجدته يوافق هواك، أو أخذتك شهوة النشر والسبق. وهنا تكون قد خلطت الأمور، وساهمت في التضليل، وربما الضرر لأفراد أو كيانات أو دول بأكملها، وقد تضر بوطنك نفسه دون أن تشعر، بينما تظن أنك تحسن صنعا. في ظل الانتشار الكبير لمواقع التواصل الاجتماعي أصبح هناك جرأة على الكتابة وكل يدلو بدلوه، وظهر ما يسمى بالمواطن الصحافي، وذلك فتح بابا كبيرا ساهم في الكثير من البلبلة لأنه اقتحم واقعنا فجأة ودون تعلم لكيفية التعامل معه، كما أن فيسبوك أتاح مؤخرا خاصية البث المباشر لكل من له حساب عليه دون قيد أو شرط، مما زاد الطين بلة، ولا ينكر أحد أن هذه الظاهرة قدمت العديد من الفوائد، وساهمت في كشف الكثير من الحقائق، وساعدت العدالة بتوثيق بعض الجرائم في كثير من الأحيان.
ثقة مهدرة
يرى السعيد حمدي أنه لا يمكن إنكار دور تلك الوسائل في إثارة قضايا معينة لولاها لم يكن يعلم عنها أحد، ولكن يجب تنظيم الأمور وضبطها لتفادي الأخطاء، وللأسف لم يأخذ الأمر الاهتمام الكافي، وقام البعض بمهاجمة مواقع التواصل الاجتماعي واتهامها الدائم فقط دون تقديم الحلول. لا بد من اتخاذ بعض الإجراءات الحاسمة للأمر والعمل على التوعية بشكل حقيقي يحترم عقل المتلقي بمخاطبته وإقناعه، وتلك مسؤولية الدولة أولا، ولكن عن طريق الاستعانة بكل صاحب كلمة ورأي محترم، عمل في المقام الأول على بناء جدار ثقة متين بينه وبين الناس، حتى يتلقوا منه ويستمعوا له ويقتنعوا بما يقدمه لهم، وذلك ليس بالأمر السهل، في زمن أصبح التشكيك فيه سمة غالبة، وبكل صراحة هؤلاء قلة قليلة ربما بكل أسف لا يتصدرون المشهد الحالي من الأساس. يجب أن لا نغفل فكرة اقتحام التكنولوجيا لحياتنا بشكل مفاجئ ومتسارع جدا، ما أدى إلى حالة شديدة من الارتباك، ربما لا يدركها كثيرون ولكنها حقيقة. وأغلب ما نسمع عنه أو نره من أمور عجيبة هي نتاج هذه الحالة، وقد تستغرق وقتا حتى يتم استيعاب هذا التطور المذهل، والهائل في عالم الاتصالات بشكل خاص كونه موضوع المقال، والذي جعل المعلومة أسرع في الانتشار من البرق بغض النظر عن صحتها أو كذبها، ولنعلم أنه عندما تضطرب المجتمعات نفسيا تصبح أكثر عرضة لتصديق الشائعات، وتلك الأزمة الكبرى.. ولهذا وجب التنبيه والانتباه.
«القدس العربي»