ماكرون في “لوبوان”: بوتين يُغذي الفوضى في العالم وانقلاب النيجر ضربة للحرب ضد الإرهاب

باريس- “القدس العربي”:

في مقابلة مطولة مع أسبوعية “لوبوان” الفرنسية، أطلق  الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ما يمكن وصفها بعودة سياسية محفوفة بالمخاطر، بعد عطلة صيفية استمرت ثلاثة أسابيع.

اجتماع لجميع الأحزاب السياسية “الأسبوع المقبل”

تحدث ماكرون عن مبادرة عابرة للحدود الحزبية، بالتأكيد أنه سيجمع “القادة السياسيين الرئيسيين في البلاد” في ضاحية لاسيل سان كلو الباريسية، اعتبارا من الأسبوع المقبل، قائلا إن الاجتماع يأتي في لحظة غير مسبوقة تمرّ بها فرنسا، في مواجهة “اضطرابات جيوسياسية ومناخية وتكنولوجية كبرى، ومهددة بخطر الانقسام”.

سينبثق عن هذا العمل، قرارات ومشاريع قوانين ومقترحات تشريعية فورية، وأيضا مشاريع استفتاء، كما توقع الرئيس الفرنسي، الذي أثار عدة مرات، خلال ست سنوات من الرئاسة، إمكانية إجراء الاستفتاءات، دون أن يلجأ إليها حتى الآن.

وفيما يتعلق بالمجالات التي ينوي التطرق إليها، قال ماكرون: “الباب مفتوح أمام أي نص من شأنه أن يعزز استقلالنا ويعيد بناء أمتنا: الأسرة والمدرسة والخدمة الوطنية الشاملة ونقل ثقافتنا ولغتنا”.

أعمال شغب بعد مقتل نائل

بخصوص أعمال الشغب التي أعقبت وفاة المراهق نائل، الذي قُتل بنيران الشرطة في 27 يونيو/ حزيران بضاحية نانتير الباريسية، رأى إيمانويل ماكرون أن هناك رغبة في الانتقام من قوات الشرطة والدولة وكل ما تمثله، متحدثاً عن علاقة لم تتم تسويتها بين الطرفين، أي جزء من الشباب والسلطة، وخاصة قوى الأمن.

 وبعيدا عن أحداث الأشهر القليلة الماضية، يُذكّر الرئيس الفرنسي، الذي يتهمه اليمين واليمين المتطرف بالافتقار إلى السلطة، أنه قام إنشاء عشرة آلاف وظيفة أمنية منذ وصوله إلى السلطة عام 2017.

استخدام المادة 3-49 لتمرير مشروع قانون الهجرة

بشأن مشروع قانون الهجرة الذي تم تأجيله عدة مرات، خاصة في ظل غياب أغلبية مستقرة، أكد ماكرون أنه سيكلف وزير الداخلية جيرار دارمانان بـ“النقاش مع جميع قوى المعارضة التي تسير في نفس الاتجاه وبناء المشروع الأكثر فعالية قدر الإمكان”.

وقال الرئيس الفرنسي إنه مستعد للقبول بـ“إثراء نص الحكومة”، بعد نقاشات مع المعارضة، لكنه حذّر في الوقت نفسه من إمكانية تعبئة “أدوات الدستور” في حال عدم ظهور أغلبية في البرلمان لتمرير النص. وأوضح ماكرون: “نحن بحاجة إلى نتائج، وبالتالي إذا تمت عرقلة مثل هذا النص، يبطل حظر أي شيء”، في إشارة إلى استخدام المادة 3-49 من الدستور التي تخول الحكومة تمرير مشروع قانون دون الخضوع لتصويت النواب في البرلمان.

فلاديمير بوتين “يغذي فوضى العالم”

حول الحرب الروسية الأوكرانية، قال ماكرون إنه يأمل في أن يؤدي الهجوم المضاد الأوكراني إلى إعادة الجميع إلى طاولة المفاوضات، معتبراً أن المفاوضات الجيدة ستكون تلك التي يريدها الأوكرانيون.

واتهم الرئيس الفرنسي نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنه “أحدث قطيعة عميقة باختياره عدم احترام الاتفاقيات الدولية”، مضيفاً أنه سيتحدّث معه مرة أخرى “عندما يكون ذلك مفيدا”، حتى لو كان سيد الكرملين “يغذي الفوضى في العالم”.

وفيما يتعلق بتصريحات الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، الأخيرة، بأن مستقبل فرنسا مرتبط بمستقبل روسيا، رد ماكرون قائلا: “الأمر متروك لروسيا لتحديد نوعية الشراكة”.

العمليات في منطقة الساحل “كانت ناجحة”

بخصوص الوجود الفرنسي في منطقة الساحل، اعتبر ماكرون أن فرنسا كانت على حق في المشاركة إلى جانب الدول الأفريقية في مكافحة الإرهاب، وأن عملياتها كانت ناجحة.

وقال: “لو أننا لم ننخرط مع عمليتي “سيرفال” ثم “برخان”، لما كان هناك الآن مالي ولا بوركينا فاسو، ولست متأكدا حتى من وجود النيجر الآن”.

ودعا الرئيس الفرنسي مرة أخرى إلى “استعادة النظام الدستوري” في النيجر، وإطلاق سراح الرئيس محمد بازوم الذي أطاح به الجيش في 26 يوليو/ تموز الماضي. معتبراً أن “الانقلاب يشكل ضربة للديمقراطية في النيجر ولشعب النيجر وللحرب ضد الإرهاب”.