مقالات

درأ المفاسد أولى من جلب المنافع   بقلم  الدكتور ضرغام عبدالله الدباغ

بقلم  الدكتور ضرغام عبدالله الدباغ

:
درأ المفاسد أولى من جلب المنافع
  بقلم  الدكتور ضرغام عبدالله الدباغ
كنا ذات يوم في مجلس بين أخوة وأصدقاء، نتحدث في أمور شتى، وبالطبع في ما يحل في بلدنا من بلاء، فقلت للحضور، أنني قد أعتدت التمسك بالآية الكريمة : ” وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون “.
فهب الحضور بوجهي ” الله يخليك أين الخير فيما حصل “، وإجابتي كانت ابتسامة أهدأ خواطرهم، أولاً، وأنا لا أدعي العلم أكثر منهم ..هدأوا هنيهة ..فقلت لهم ..حاشا الله لا يريد بعباده الضرر، ولكن ربما ليحول دون ضرر أكبر وأشمل، وأنتم تعرفون سورة الكهف ودروسها وعبرها .. وأضفت :
” لو أن جيراننا الشرقيين بعدما دخلوا العراق كما هو معروف لكم، لم تكن بشطارتهم وشجاعتهم، بل خلسة وتسللاً بحماية قوى الشيطان الأكبر وحلفاءها حفنة من صغار الشياطين (الفراطة / الخردة ..!)، فهم لوحدهم لا يدبرون شيئ، وهذا أمر يعرفونه بأنفسهم وقد جربوه، ولكن بعد أن استقام لهم الأمر، ما رأيكم لو كانوا قد توجهوا للعراقيين بقولهم : يا اخواننا في الدين وفي الجيرة التاريخية الأبدية، جئتم لنا بالإسلام فأصلح لنا شأننا، وأنتم أخوان لنا، وإن كانت هناك في الماضي البعيد أو القريب بيننا عداوة أو بغضاء، فدعونا نقلب الصفحة ولنبدأ معاً تاريخاً جديداً نعفوا عن بعضنا البعض، ونتآخى بوجه النوائب والمصائب، فالأجانب راحلون إن اليوم أو غداً، ولكننا سنبقى جيران وأخوة وأحباء … العداوة والكراهية لا تبني حتى كوخاً حقيراً، ولكن المحبة تمهد للتعاون والعمل المشترك نشيد بها قصوراً منيفة …
ما رأيكم لو تصرف الجيران هكذا بدل القتل والنهب والاقتلاع والتدمير …؟ ألم يكونوا ليكسبوا قلوبهم قبل عقولهم ..؟ ولكن هذا منطق العقلاء وليس منطق القتلة والسراق وثقافة الحقد والكراهية واللعن .. ترى كم الناس كانوا قد أحبوهم، ولتعاملوا معهم وقبلوا عرض الود والصداقة، ولكن فليفكر جار السوء فيما فعلوا .. ويا لهول ما فعلوا .. وليتفكروا ..وليعقلوا .. فالحقد والكراهية لا ينجم عنها أمر حسن أو جيد .. ولكن كيف لهم أن يفهمون هذه المعادلة وهم المعتادون على الكره والبغضاء .. يثقفون بها معتقدين أنها قد توصلهم إلى هدف صاروا يدركون اليوم أنه مستحيل .. مستحيل ..
لولا ما فعلته جارة السوء من جرائم كيف كان سيقتنع نصف شعبنا، أن الأنتماء لدين واحد أو طائفة واحدة لا يعني أن الجار نزيه … بل هو كما أثبت الواقع أنه يغلف نواياه الحقيقية بأذرع معدودات من قماش، يخفي خلفها أسلحة تدمير العراق …وحقيقة سوداء … دعنى أحتل بلادك …
فكروا معي :
ش x س = خسائر في الطرف س وهو ما حصل فعلاً
س x ش = خسائر في الطرف ش وهو ما حصل فعلاً
ش x س + س x ش = تدمير البلد بأسره كناتج إجمالي
ألم يحصل هذا ؟.. نعم حصل ولكن بعناوين وشعارات مطبوخة بطعم قد يعجب البعض، ولكن النتيجة هي ما تراه الأبصار قبل العقول ….!
من المستفيد ؟ : أعداءنا المشتركين، السراق والحرامية والمرتشين والسرسرية وحثالات البلد والنتيجة أفضل برهان …الحب حالة عاطفية .. أما الكراهية فهي حالة عقلية .. تأملوا رجاء وفكروا فيما أقول ..
هنا لمست في وجوه الحضور أنهم يؤيدونني فيما ذهبت …. والحمد لله رب العالمين على هذا الحال وعلى كل حال … فلنتدبر العقل والمصلحة حتى في الكارثة …فهي خير من غضب أحمق يزيد في الطين بلة ..!
فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب