دراسات

مدخل لدراسة الفكر السياسي العربي الإسلامي  بقلم الدكتور ضرغام الدباغ

بقلم الدكتور ضرغام الدباغ

مدخل لدراسة الفكر السياسي العربي الإسلامي
 بقلم الدكتور ضرغام الدباغ
تكتسب الدراسات والأبحاث المتعلقة بجذور العلوم السياسية أهمية متجددة ومتواصلة، ذلك أن لكل عصر رؤيته وقاموسه السياسي. والعلماء والمفكرين على اختلاف مناهجهم يحاولون جهدهم تقريب تلك الأحداث والظواهر وفكر ذلك العصر وإرهاصاته إلى أذهان القراء ووضعها في إطار حديث معاصر، لاسيما تلك الأعمال والأفكار المهمة التي كان لها أثرها على ترسيخ أسس هذا العلم وتطوره وأعمال فلاسفة ومفكرين وعلماء أفذاذ كان لهم إسهامهم الكبير في تشييد صرح ما نراه اليوم من تقدم في مجال الفكر والعلوم، وأيضاَ من خلال التجارب المستقلة في العديد من الحركات السياسية والثورات والانتفاضات التي اعتبرت الإفراز العملي والواقعي لتصارع الأفكار والإرادات في المجتمعات عبر التاريخ، فمهمة العالم أو المفكر أن يخلق، أو أن يساهم في خلق تصوراَ لنظام علاقات سواء بين الأفراد ضمن المجتمع الواحد أو بين الأمم والدول، ويؤشر اتجاهات العمل السياسي.
ولكن في المجال العملي للسياسة تظهر نقائص الفكر أو مثاليته والحاجة إلى تعديل هذه النظرية أو تلك، وكذلك قصور الأنظمة السياسية، وتبرر حاجات الأفراد والجماعات إلى ما يلبي ويطمئن أهدافها ومصالحها الاجتماعية والاقتصادية. وبتفاعل الفكر والممارسة يبلغ العمل السياسي ذراه، وتنضج التجربة الفكر وتمنحه القدرة على التحقق وصفة الواقعية، وهي ثمرة لتطور الفكر الإنساني ونضال البشر.
وهذا البحث هو محاولة وإطلالة على جذور الفكر والعمل السياسي العربي / الإسلامي. ونعتبر إن استنباط الدروس واستخلاص العبر هي واحدة من أهم مهمات الباحثين والضاربين في بطون الكتب. فأن تاريخنا حافل ودون ريب بأحداث جسام، من تشييد دول كبرى، إلى ممارسات سياسية مهمة، كما تزدحم المكتبة العربية بآلاف المخطوطات والمجلدات والمصنفات التي تنتظر تحقيقها أولاَ، ثم دراستها ثانياَ، وتحديثها(عصرنتها) وتقديمها إلى القراء أخيراَ، كما أن مفكرين وعلماء عرب مسلمين كانت لهم أعمال مهمة في تشيد صرح علوم سياسية عربية إسلامية لها سماتها وملامحها الخاصة بها وبوسع أي دارس للعلوم السياسية أن يلاحظها دون عناء كبير.
نعم، لقد أطلع مفكرونا وتفاعلوا مع منجزات علماء وفلاسفة اليونان ولكنه كان تفاعلاَ لم يفض إلى تغير في سمات وملامح الشخصية العربية الإسلامية، وطريقة تعاملها في السياسة، ولم تؤد إلى إلحاق الثقافة والفكر العربي الإسلامي جرماَ يدور في فلك الفلسفة اليونانية أو غيرها من التيارات الثقافية، أنه ضرب من تفاعل إنساني كان ولا يزال ضرورياً ومطلوباً، فنحن نعيـش على ظهر كوكب واحد وما برح أن ضاق هذا الكوكب بطموح القادة العـظام أو المـغامرين، على ظهور الخيل فحسب، إذ اجتاحت جيوش الإمبراطوريات سهوباَ شاسعة كما فعلت جيوش الاسكندر، أو عبرت جبالاَ شاهقة كما فعل هانيبال القرطاجي، فأي عالم صغير كان، وأي قرية صغيرة هي اليوم.
وللفكر صفة العالمية، وتلك حقيقة مؤكدة، ولكن الفكر في جانب من جوانبه إنما يمثل عصارة روح أمة من الأمم ويمثل المحتوى الحضاري والإنساني لتلك الأمة. والعلماء العرب المسلمون لم تفارقهم روح الإسلام والشرق الثري، وملامح وسمات متميزة عن ثقافات وحضارات الأمم الأخرى، حيث تنال القيم الروحية والمعنوية والأخلاقية مكانة متقدمة، ألا يقول مفكرنا الكبير أبن خلدون، أن السياسة قائمة على الأخلاق وأنه العلم المفضي إلى الخير؟
لقد أتفق فلاسفة العرب والمسلمين مع فلاسفة اليونان في أشياء واختلفوا معهم في أخرى. بل أن فيلسوفاَ كالفارابي وهو المتهم بالدهرية، والتأثر بالفلسفة اليونانية، يعارض فلسفة اليونان التي تقول : لاشيء من لاشيء” فأن الدين يقول إن الله خلق العالم من لاشيء”، كما يطرح الفارابي مداخلات رائعة في الفكر التوحيدي، وما ذهب إليه أفلاطون عن مكانة المرأة في المجتمع اليوناني، لم يكن يقبل به أكثر الفلاسفة العرب تأثراَ بالفكر اليوناني.
إن صرحاً سامقاً للفلسفة السياسية العربية / الإسلامية، فكراً وممارسة ليس قائماً على أساس هش، بل بناء راسخ الأسس شامخ المنجزات فالتحالفات و الائتلافات بين القبائل كانت ولقرون طويلة هي الأساس السياسي الرئيسي في قيام أنظمة حكم عربية، وعلى هذا النحو نهضت أنظمة ودول : البتراء وتدمر والحضر، ودول كنده والمناذرة والغساسنة..الخ
وليس هذا سوى غيض من فيض من ممارسات سياسية ودبلوماسية ذكية رفيعة مارستها الدول العربية قبل الإسلام وبعده، أما على صعيد الفكر والعلم، فأن النهضة الفكرية العارمة قد أينعت وأثمرت في نهاية الحقبة الأموية وبداية العباسية وما بعدها، وبإلقاء نظرة سريعة على قائمة المؤلفات والمصنفات التي أنجزها العلماء العرب خلال أربعة أو خمسة قرون، في مجال العلوم السياسية بصفة خاصة، يفاجأ المرء بكم من المنجزات تفوق ما يمكن تصوره، هذا عدا ما فقد وحرق وسرق أو ضاع. فقد استعرضنا تلك الأسماء والمؤلفات، وبدا لنا أن عدد المفكرين والفلاسفة والكتاب في نظم الدولة والحكم والفكر السياسي كان كبيراَ جداَ، أحصينا المشهورين منهم فبلغ الستين مفكراَ، منهم 33 مفكراَ في الشؤون السياسية و27 في قضايا الحكم والدولة والأمامية والخلافة، ومن بين هؤلاء الكتاب من نال شهرة واسعة كالجاحظ والإمام أبو حامد الغزالي والماوردي وأبن الجوزي وغيرهم كثير.
ومن المؤسف أن تظل هذه النفائس في الظلام قرون طويلة، هي مرحلة السبات بعد سقوط بغداد 1258 م، وحتى عصر النهضة العربية الثانية في منتصف القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين وحتى الآن. فان الكثير من تلك الأعمال الكبيرة تنتظر من العلماء والباحثين أن يتناولوها بحثاً وتحليلاً وتحديثاً، وأجراء دراسات مقارنة ومقاربة، وليكملوا فوق ما أسس هؤلاء العلماء الكبار، وأن يطوروا تلك الأفكار وأن يمنحوها أبعاداَ علمية وعملية معاصرة، وعدا أبن خلدون الذي نال اهتماماً واسعاً من العلماء المعاصرين، فان أعمال ومؤلفات كثيرة أخرى ما زالت غير معروفة تماماً أو أنها غير واسعة الانتشار.
ومن البديهي أن تكتنف عملية التحديث والبحث والعصرنة جدال وخلاف في وجهات النظر، وأجد من الطبيعي أن ينظر كل عالم إلى حشد الموضوعات والأحداث والأبحاث من زوايا مختلفة، بل أن ذلك ضروري وسيؤدي إلى إثراء الفكر وأتساعه ولكن لا بد للباحث أن يتصف بالموضوعية والأمانة والرؤية المتوازنة وعدم إغفال حقائق مهمة أو مبالغة وتهويل يفقد الباحث نزاهته كما يفقد التطرف كل قضية فرصتها ويسيء إلى القوة الأخلاقية التي تتمتع بها.
اليسار واليمن موجود في عالم السياسة المعاصر، وكان هناك يسار ويمين في الفكر السياسي الإسلامي والحياة السياسية العربية الإسلامية التي لم يفتر نشاطها طوال عهود الخلافة الأموية والعباسية، واليسار واليمين موجود في الحياة والفكر السياسي العربي حتى قبل الإسلام وهذه ليست بدعة منا، بل هي ما تشير إليه الشريعة في أكثر من موضع وبوضوح كاف، حيث يضع:
في معسكر القوى المضادة للثورة والتحرر:
• الملوك والطغاة: الذين يصفهم القرآن بالظلم والجور والاستبداد، ” إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون” 34 ـ النمل).
• الأغنياء والمترفين: الذين تشير إليهم الشريعة بوصفهم مشاريع فساد في المجتمع ” وما أرسلنا في قرية من نذير إلا وقال مترفوها إنا بما أرسلتم به كافرون وقالوا نحن أكثر أموالاً وأولاداَ وما نحن بمعذبين ” 34 ـ سبأ ).
• الرجعية في المجتمع: التي أشار إليها القرآن بوصفها تلك التي كانت تقف بوجه عاصفة الثورة والتغير والتحرير التي أثارها الإسلام متمثلة بكثير من النظم الاقتصادية والاجتماعية وتنظيم الأسرة والعائلة بوصفها الخلية الأساس في المجتمع، ونسف الولاء القبلي والأسري مقابل الولاء للعقيدة والدين والدولة. وقد تمثلت هذه الفئات الرجعية بالأرستقراطية القبلية التي كانت تحرص على إدامة تفوقها ونفوذها وهيمنتها على المجتمع من خلال الإبقاء على أطر التخلف الاجتماعي والثقافي، وهؤلاء قصدتهم آيات كثيرة منها ” وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا وقال مترفوها إنا وجدنا آبائنا على أمة و إنا على اثرهم مقتدون”23 ـ الزخرف).
• الفئات التي عملت في خدمة الظلم والطواغيت من المنتفعين والانتهازيين، ” قل لا أتبع هواكم قد ظللت إذن وما أنا من المهتدين ” 56 ـ الأنعام)، وكذلك ” أنتم أضللتم عبادي هؤلاء أم هم ضلوا السبيل ” 17 ـ الفرقان) .
أما معسكر اليسار الذي وقف إلى جانب الثورة فقد تمثل: ـ
• جماهير الشعب المستعبد والضعيف والكادحين والفقراء : وهم الذين كانوا في أسفل السلم الاجتماعي، وهم الذين وصفهم القرآن بالمؤمنين، المؤمنون بالثورة والتغير والمساواة والعدل، ومن هذه الفئات الفقيرة خرجت أبرز الشخصيات القيادية الإسلامية، برز منهم : بلال الحبشي، وصهيب الرومي، وسلمان الفارسي، وزيد بن ثابت، هذه الفئات التي خرجت تلبي نداء الثورة والتوحيد .
• شخصيات من الفئات المتوسطة والعالية التي بانحيازها للثورة والحق والنضال ضد أرستقراطية مكة القريشية وما تمثله من مصالح اجتماعية عبرت عن موقف المتحرر من المصالح الطبقية متخلين عن امتيازا تهم بما يشبه أخبار ثوار الحق والعدل والأنصاف، ومن هؤلاء الذين كانوا في مرتبة اجتماعية متقدمة وعلى جانب من الثراء والنفوذ الأرستقراطي، أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان، كما أن الرسول نفسه كان من أسر أرستقراطية تخلى عنها وتخلت عنه على طريق الثورة والتغير.
وفي دراسات كهذه، لا بد لنا بادئ ذي بدء أن نقرر حقيقة موضوعية أكيدة، هو أن الموقف الطبقي/الاجتماعي لم يكن على درجة من الوضوح والتبلور، وإن صورة الموقف لا تقدم لنا ذات المعطيات التي نشاهدها اليوم في مجتمعاتنا، ولكن من المؤكد أن الظلم الاجتماعي والطبقي كان يمارس بصور أخرى والتعسف والظلم كان يدور ويجري بأساليب قد تشبه في البعض منها أساليب عصرنا ولكنها تختلف في أخرى، ولكن جوهر الأمر لا يختلف بالتأكيد. إذن : ـ
• يمكننا الحديث عن يسار ويمين في الإسلام.
• يمكننا أن نتلمس توجهات وأنظمة تهدف إلى تحقيق العدل الاجتماعي.
• رفض للاضطهاد الطبقي واستغلال الإنسان للإنسان، ودعوة إلى اكتفاء الإنسان وأن ينال بقدر ما يكد وبقدر ما يحتاج.
• رفض لتمركز رأس المال بيد فئة قليلة لتتحول إلى أداة للقهر والتسلط.
• إدانة واضحة وصريحة لاكتناز الأموال وإدانة لفائدة رأس المال المالي.
• حقوق متساوية للبشر في الخيرات المادية وفي الدراسة والتعليم.
• مكافحة مظاهر الفساد التي تفرزها الطبقات الثرية.
ودون ريب، فأن هذه تمثل توجهات اجتماعية متقدمة ومبكرة، وهي رؤية علمية قائمة على تشخيص العلة والبديل، ولكن لا ينبغي أن نغالي ونبالغ، كما يستحسن تجنب الآراء الحادة التي تقود إلى مشاحنات ومهاترات لا يفيد منها البحث العلمي شيئاَ، وأن تكون صدورنا رحبة لتقيل شتى الآراء، ومن تلك على سبيل المثال، إن المجتمع العربي شهد انقلاباَ جذرياً بعد مرور عقدين أثنين من الهجرة (20 سنة) وحروب الفتح والتحرير، فكان لا بد أن تنتهي أو تتلاشى تدريجياً نمط العلاقات الاقتصادية والاجتماعية البدوية القائمة على الرعي و البحث عن الماء والكلأ، وهيمنة الأرستقراطية القبلية التي كانت تمارس تجارة محدودة في بعض المدن والواحات، إلى اقتصاد أكثر توسعاً، فقد أدى تلاحم الأجزاء العربية التي كانت موزعة بين القوى الأجنبية، الرومانية والفارسية في شمال شبه الجزيرة العربية وجنوبها، ووادي الرافدين ـ الشام ـ وادي النيل، إلى قيام اقتصاد متكامل إلى حد ما، وعلى نشوء علاقات إقطاعية بأنماط مبكرة، ونشوء فئات تمارس تجارة واسعة ضمن الدولة العربية الواسعة الأرجاء ومع الخارج. ووفق قوانين التطور التاريخي، فان هذه التطورات تفرز علاقات اجتماعية جديدة لا بد للسلطة السياسية من استيعابها والتفاعل معها بمقتضى هذه التطورات.
وثمة أمر آخر يستحق الإشارة إليه، هو أنني أجد ضرورة التميز بين الفرق والمذاهب الدينية، والحركات السياسية المطلبية، وهنا ينبغي على الباحثين أدراك حقيقة هامة، هي أن كافة الحركات السياسية التي هبت منذ القرن الهجري الأول، وتحديداً منذ الصراعات الإسلامية ـ الإسلامية، التي كانت الخلافة والإمامة محورها، اتخذت مواقفها السياسية توجهات دينية لتكسب موقفها السياسي قوة ونفوذاً مضافاً بين الجماهير، في حين أن المذاهب التي نشأت واستمرت هي تفسير وإيضاح للشريعة وموقفها من شتى المشكلات سواء في مجال العبادات أو المعاملات. وكان انتشار الفرق والمذاهب، ومن تلك الفرق الباطنية والغالية، وقد اندثر الكثير منها في حين أستمر البعض الآخر موجوداً ولكن بتأثير وإشعاع ضعيف.
أما الحركات السياسية التي اعتمدت بدرجة كبيرة على الشريعة كمصدر لشعاراتها السياسية، فأن هذه الحركات كانت تشبه( من حيث الجوهر) السكولاستية، scholasticism في الكنيسة المسيحية التي حاولت في القرون الوسطي إخضاع الفلسفة لعلوم الدين(اللاهوت) وإقامة صلات لا تخلو من التناقضات بين الدين والفلسفة. ولا نعتقد أن شيئاً من هذا القبيل أو باليات مماثلة لما حدث في الكنيسة الأوربية رافق تطور الفكر السياسي العربي الإسلامي، ذلك أن الفلسفة كانت متقدمة في أوربا قبل حلول المسيحية بوقت طويل( كانت هناك أمم أوربية وثنية حتى القرن العاشر الميلادي). وقد أعتنق عدد كبير من الفلاسفة الأوربيين الديانة المسيحية في القرون الخامس حتى العاشر ميلادي.
فالسكولاستية كانت محاولة لتجسير الهوة بين عقائدهم القديمة وديانتهم الجديدة(لتأخر حلول المسيحية في أوروبا كما أسلفنا)، وبين ما تبلغوا به من أصول الدين وتعاليمه على أيدي القساوسة والرهبان، كما كان الرهبان بحاجة لهل بصفة خاصة لمحاورة أقطاب الفكر والفلسفة في أوروبا. لذلك كان قادة السكولاستية رهبان وقساوسة(أشتهر منهم بصفة خاصة القس توماس الأكويني)، ولكن أمراً كهذا لم يحدث في الحركات السياسية الإسلامية.
ولكن الشريعة الإسلامية(القرآن ـ الحديث والسنة)تنطوي على الكثير من العناوين والإشارات السياسية كالعدل والشورى والمساواة وسواها، وعلى قواعد للتعامل في السياسة الداخلية والخارجية، وفي الحرب والسلم، ولكن لا أحد يسعى بالطبع إلى سكولاستية جديدة، بيد أننا نعتقد أن هذه العناوين الواردة في الدستور الدائم(القرآن) تصلح للاستنباط والاجتهاد واستخراج أحكام جديدة وفق قواعد الاجتهاد، فالشريعة هنا بالنسبة للمجتمعات العربية ـ الإسلامية أشبه ما تكون بروح الدساتير Spirit of the Lows في صياغة أفكار وفي قراءة حديثة لها في عالم السياسة الدولية المعاصرة.
إلى هنا، فأننا نعتقد أننا قدمنا إجابة مختصرة على التساؤل الذي طرحناه في المقدمة، لماذا هذا الكتاب؟ .. كما تمثل أيضاً محاولة لتنشيط الذاكرة السياسية، ومحاولة تحديث وعصرنه لأفكار واتجاهات لحركات سياسية. وقد اخترنا خمسة مفكرين: ـ
• الماوردي : ذو الأعمال السياسية الكبيرة والميال للمعتزلة .
• أبن تيمية : المحافظ الذي عاش ظروفاً سياسية صعبة راح ضحيتها أخيراَ .
• أبن خلدون : المفكر المتحرر، السابق لعصره.
• أبن الأزرق.
• أبن أبي الربيع
كما اخترنا خمسة حركات هي : ـ
• المعتزلة : يساريون في فجر الإسلام .
• الزنج : الثورة المظلومة.
• القرامطة : ثورة اغتالتها الدسائس والتطرف والباطنية.
• الخوارج.
• المرجئة.
نأمل أن يكون هذا العمل مساهمة على طريق أبرز لجوهر الفكر السياسي العربي في عصره الذهبي ومحاولة لاستعادة ذلك الدور الريادي. وكنا نتمنى أن يتسع مجال البحث ليشمل مفكرين وحركات تستحق الدراسة والبحث، كأبن أبي الربيع وأبن الجوزي والأشعري وحركات مهمة كالمرجئة والخوارج وسواهم .
نأمل أن يكون هذا العمل مساهمة على طريق تطوير العلوم السياسية العربية، وإظهار وإبراز لجوهر الفكر العربي في جذوره وعصره الذهبي ومحاولة لاستعادة ذلك الدور الريادي .
من أجل الثقافة العربية …
من أجل أجيالنا القادمة … من أجل مجد الأمة والوطن …
جهد متواضع أقدمه لقرائي الاعزاء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب