
المؤتمر القومي العربي
اداة في ايدي المتمولين؟ / كتب: د. زهير الخطيب
هل نقل المؤتمر القومي العربي في دورته ال 32دًوره ، من منصة شعبية قومية واعدة الى فرانشيز بإسم تاريخي وأدوات في خدمة الممولين؟
تم في حزيران الماضي ترتيب عقد مؤتمر للدورة 32 بلائحة حضور جمعت بين ممن عاصر معظم دوراته، وداوم على تكرار ما سبق من مقولات وآمال لم تحقق، اكثر من كونها لقاءا تعارفيا دوريا ،ومواقف حتى وان تشددت لم تتخط بصوتها حدود الفنادق التي عقد فيها هذا، وإلى توسيع عضوية النادي بشخصيات حزبية واعلامية متمولة دفعت بوجودها نحو تعددية الالوان والانحراف بعيدا عن حقائق التاريخ ووقائع الوضع العربي في أقطار تتداعى كالعراق ، سورية، اليمن ولبنان وجغرافيا سليبة كما في فلسطين والاسكندرون وعربستان.
وتلافيا لمواقف قد تعلن من منصة المؤتمر، مما لا يرضي الاوصياء الجدد المتصدرين للمنصة من خارج النسيج القومي العربي ،تم في الدهاليز إستبعاد العروبيين المشاكسين ، في مقابل تطويع المزيد من المسايرين حتى ولو كانو بلا لون او طعم.
وهكذا اصبح سقف التحليل السياسي خلال جلسات المؤتمر ،مسايرة للمشتركات من الجزئيات وتعامي عن التناقضات والصراع المتفاقم بين المصالح القومية والتدخلات الاقليمية و الدولية بسيادة الاقطار العربية، ومواردها ووحدة شعوبها.
فأين كانت كلمة الحق الصادحة والموقف العروبي الحازم من الشراكات الاقليمية الدولية في العراق ،وهي التي تعاونت بالغزو وكانت اداة القتل والتخريب ولا تزال تتوزع الادوار في محاربة الانتفاضات الشبابية و الشعبية بتكريسها المذهبية والعرقية والعمالة للاجنبي القريب و البعيد الطامع بموارد العراق؟ .
وأين كانت كلمة الحق في دور الاحزاب مدعية الشريعة والمتطفلة على الاسلام في التآمر على سورية شعبا وجغرافية؟ الا ان الانفتاح على ما يسمى تضليلا بالإنصهار القومي الاسلامي في مواجهة الكيان الصهيوني يتطلب من ” القيادة التاريخية” للمؤتمر المساكنة والتغاضي عن سوسة الخطر الداخلي، حتى ولو كان أكثر تخريبا من العدو الخارجي.
وبمثل هذه الترهات تلقف مسيري المؤتمر ما كان يعتاش عليه النظام الرسمي العربي ماضيا، بإستغلال القضية الفلسطينية فطورا وغداءا وعشاء، لتبقى بعد سبع عقودإحدى نكبات العرب الكبرى بجانب ما سبقها في الاسكندرون و الاحواز.
وهم الذين لا يتورعون اليوم من مواصلة ارتداء درع الولاء للقضية المركزية، درءا للنقد وإخفاء لاجندات قد تتنوع بين شخصية و سلطوية.
هذا وبينما وبالمحصلة أكثر ما يحتاجه المواطن العربي اليوم بوجود مؤسسات فكرية تساهم بتغييب الواقع وتزوير الحقائق ،ما يحفز ذاكرته التاريخية عن المظالم و المؤامرات على القصعة العربية ،وفي ضرورة مساعدته وخصوصًا الشباب بالخروج من عباءة وعبء شخصيات عبر الوطن العربي هرمت فكريا ،قبل ان تتداعى جسديا، ولم يعد منطقيا أو مفيدا وجودها على وفي مثل هكذا مؤتمرات ومؤسسات أسست في ريعان شبابها لنشر الوعي والامل القومي ،وتحولت اليوم الى صيغة الفرانشيز الذي يؤجر الاسم و الادوات لمن يمتلك الحسابات الخفية والسيولة باليورو والدولار.!!
د زهير الخطيب
الشراع 7 ايلول 2023