مقصلةُ المنفى …!!!
كثيراً ما أقتربُ من أُفقي الخجول
ترتطمُ نفسي بالكونِ الفائض بالعتمة
أشعرُ بالأسى كُلّما تسلّقتُ القِمَمَ العارية
وبحثتُ عن طريقٍ يدخلُ في مدينةٍ ميّتة
كي أُكملَ مشواري الطويل وحياتي الناقصة
كطائرٍ بلا رأسٍ ويتيمٍ بلا أبٍ
حاولتُ أن أجدَ لذاتي رغبة في الحياة
كي لا أبقى وحيداً وأدورُ في نفسِ المكان
الذي تدورُ فيهِ كُلُّ الأشياء أمامي
مُتيقّنٌ أنا بأنَّ حُزنيَ الجميلُ سيُحرّرُني من ضَياعي
والشّمسُ التي خانتني ستدفعُ ثمنَ دِفْئَها
من دماء حُروفي الممزوجةِ بكلماتِ روحي
الحضارةُ التي كُنتُ أتغنّى بها أمام الجميع تَعَفّنتْ
ولم يَبْقَ منها إلاّ الصّدأ المركون على الرفوف
هكذا أرى وجهي اليوم مُتعباًٍ كَمِرْآةٍ مُتكسّرة
أجلسُ على شُرفةِ المدار ، أتأمّلُ مقصلة المنفى
لا أرى شيئاً غير الضباب والغُبار والرّماد
أسألُ نفسي، ما الذي سيأخُذُهُ الإنسانُ بعدَ الموتِ !
يستولي عليَّ الخوفُ وتتمزّقُ كُلُّ أشيائي الجميلة
