مقالات

الفساد السبب الاول للتخلف بقلم الدكتور ضرغام الدباغ

بقلم الدكتور ضرغام الدباغ

الفساد السبب الاول للتخلف
بقلم الدكتور ضرغام الدباغ
قرأنا في الكتب الجامعية المقررة، أن الفساد في البلدان النامية هو أحد الأسباب الرئيسية للتخلف، وربما أعتقد البعض أن في هذا شيئ من المبالغة، ولكن المزيد في البحث وقراءة المصادر نكتشف أنه السبب الرئيسي فعلاً. إذ قرأت في إحدى المصادر، أن مجموع ديون أميركا اللاتينية (الجنوبية) تعادل بالضبط،(في مطلع الثمانينات) حجم أموالها المودعة (المهربة) في البنوك الخارجية (الأمريكية والأوربية).
وأمثلة كثيرة أخرى لدول خرجت من قائمة البلدان الفقيرة، فقط بسبب أن قيادات وطنية نزيهة تدراكت وأستوعبت حجم المشكلات وطبيعتها، ووضعت خططاً مفيدة، أخرجت البلاد من دائرة الفقر، (كالأرجنتين) وفي مطلع السبعينات كانت بعض المصادر تعتبر فنلندة، والبرتغال وحتى أسبانيا من الدول الأقل تنمية من أوربا، وكذلك ستغافورة، وماليزيا، وهذه البلدان غادرت قائمة البلدان النامية، والهند التي كانت ترزح تحت شتى عوامل التخلف واندونيسيا، تتصدر قائمة الدول المتقدمة اقتصادياً. واليوم تقدم بنغلادش أيضاً مثالاً ساطعا، على أمكانية الخروج من قائمة البلدان الفقيرة،
ولو تصفحنا النشرات الاقتصادية المتخصصية لوجدنا ما يثير الدهشة أن المتغيرات السياسية والديمغرافية، تنزل ببلدان إلى أسفل القائمة، وترفع من مكانة بلدان كانت تعاني من متاعب أقتصادية معشعشة فيها، بحكم عوامل متعددة، وأيضا بسبب مكائد ومتاعب سياسية، فها هي بلدان عربية وأسلامية تتقدم بخطى سريعة رغم العراقيل المفتعلة، وأخرى تعد لها كفخاخ معطلة للتنمية، ولكن رغم كل شيئ فبلدان كتركيا واندونوسيا ومصر والسعودية والجزائر تعد اليوم من البلدان المتقدمة اقتصادياً، وتحقق معدلات نمو عالية.
كانت وكالة “فيتش للتصنيف الائتماني” قد توقعت في تقريرها عن الاقتصاد المصري في مايو المنصرم 2023 أن يتضاعف حجمه إلى 16 تريليون جنيه من نحو 8.5 تريليون جنيه خلال السنوات الثلاث المقبلة.
وإليك ترتيب أكبر 10 اقتصادات عالمية بحلول عام 2075، وفقاً لـ “غولدمان ساكس”:
الصين: 57 تريليون دولار
الهند: 52.5 تريليون دولار
الولايات المتحدة: 51.5 تريليون دولار
إندونيسيا: 13.7 تريليون دولار
نيجيريا: 13.1 تريليون دولار
باكستان: 12.3 تريليون دولار
مصر: 10.4 تريليون دولار
البرازيل: 8.7 تريليون دولار
ألمانيا: 8.1 تريليون دولار
المكسيك: 7.6 تريليون دولار
الدول الغربية لا تتورع أن ترمي بأسباب التخلف الاقتصادي وترجعه إلى أسباب عنصرية / عرقية ودينية / طائفية، وثقافية، وهناك تثقيف، وأدلجة، ونشرات مسمومة تريد أن تثبت أن شعوب معينة كتب عليها التخلف وتهدف من ذلك إلى إبقاء تقسيم العمل الدولي كما هو حاليا دون تغيير، الدول النامية تصدر المواد الخام، والخدمات والأيدي العاملة الغير كفوءة، والبلدان المتطورة تصدر السلع والبضائع، وهذه فكرة أستعمارية تأسست بعد الحرب العالمية الأولى وتحرص الدول الأستعمارية عبثاً على الإبقاء عليها.
ولا يقتصر الأمر على المحاولات اليائسة في الإبقاء على ” تقسيم العمل ” وفق النظرية العنصرية الرجعية، بل وتنفيذ سياسة أستعمارية استعلائية بتقسيم البشر حسب ألوان بشرتهم (العرق الأسود والأصفر والأبيض)، بل والتفرقة حسب أنتماءاتهم الدينية، في بلدانهم التي يزعمون أنها ديمقراطية وترعى حقوق الإنسان، ثم فوق هذا التفرقة على أساس التوجهات الاجتماعية، ليصل الأمر إلى حد فرض نمط ديانات معينة (الإبراهيمية)، والانكى في فرض انماط علاقات عائلية واجتماعية والزواج بين المثليين. وفرض أنماط من السلوك و حتى المزاج, يتنكرون فيه حقوق أي مجتمع أن تكون له عاداته وتقاليده، لدرجة الزعم أن هذا عالم واحد، ونحن من نفرض قواعد الحياة وأنماط المعيشة.
بيد أن هذا الطغيان المرفوض واجهته شعوب العالم رغم التهديد والوعيد، بالرفض والتنديد … وبأعتقادي سيمثل أحد أسباب أنهيار الثقافة الغربية …!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب