مقالات

كتب خلدون الشيخ / «الشياطين الحمر» لا يدخلون الجنة!

«الشياطين الحمر» لا يدخلون الجنة!

 

خلدون الشيخ

كاتب من أسرة القدس العربي

ربما من المدهش معرفة أن أكثر ناد أنفق في السنوات العشر الماضية في سوق انتقالات اللاعبين هو واحد من الاكثر معاناة وتخبطاً في الوقت الحالي… أنه مانشستر يونايتد كبير انكلترا.
هذا هو حال يونايتد المكنى بـ«الشياطين الحمر» والذي كان أكثر ناد في العالم انفاقاً، والوحيد الذي بلغ صافي ما دفعه على شراء نجوم جدد وما باعه من لاعبين، أكثر من مليار جنيه استرليني، أي ما يفوق أيضاً المليار بالعملات الاخرى، ان كان باليورو أو الدولار، ومع ذلك، ورغم الميزانية الضخمة منذ 2013، وهي سنة تقاعد مدربه الاسطوري السير أليكس فيرغسون، فانه لم يفز بلقب الدوري الممتاز، ولا حتى تأهل الى مسابقة دوري أبطال أوروبا بانتظام، ورغم ذلك ما زال التفاؤل يعم أنصاره الاكثر عدداً، والمنتشرين في كل أنحاء العالم، خصوصا بعد قدوم المدرب الهولندي ايريك تن هاغ، وادخال تحسينات وتطويرات كانت ملموسة خلال الموسم الماضي، على عروض اللاعبين ونتائج الفريق.
لكن الأزمات والمشاكل لا تأتي فرادى، بل تهطل كقطرات المطر على رأس المدرب الأصلع، فبات على تن هاغ هذا الموسم، بعد البداية المتأرجحة وغير المقنعة، بعد خسارتين، وانتصارين غير مقنعين، (قبل لقاء برايتون أمس السبت)، أن يعالج الكثير من الخيبات والعقبات، على غرار الموسم الماضي عندما اصطدم مع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، ما قاده تلقائياً الى الرحيل، بعدما فك النادي عقده بعد الحوار التلفزيوني المثير للجدل الذي أجراه «الدون».
هذا الموسم، بل قبل أيام، أصدر تن هاغ أمراً باقصاء الجناح الدولي جادون سانشو من الفريق الأول، آمراً اياه بالتدرب انفرادياً، بعد تلاسن علني، عندما اعتبر المدرب الهولندي أن سانشو تنقصه اللياقة بسبب قلة التدريب عندما سئل عن سبب عدم مشاركته، ليرد الجناح الذي كلف خزينة يونايتد 72 مليون جنيه استرليني في 2021، بتغريدة على حسابه بأنه «كبش فداء» وأنه يتدرب على ما يرام، ليبدو واضحاً أن العلاقة باتت متوترة، خصوصا ان تن هاغ عزل سانشو لعدة أسابيع خلال الموسم الماضي بسبب عدم جهوزية اللاعب، ما يعني أن رحيل اللاعب باتت مسألة وقت.
وبخسارته جناحاً مهماً في الفريق، في موسم يعود فيه الى المشاركة في مسابقة دوري الأبطال، فان تن هاغ فقد جناحاً آخر كلف خزينة النادي مبلغاً طائلاً بلغ نحو 90 مليون جنيه استرليني الصيف الماضي، وهو البرازيلي أنتوني، المتهم بالاعتداء على صديقته، والمطالب بالدفاع عن نفسه في المحكمة، فمنحه النادي وقتاً لذلك، لكن حتى المدرب الهولندي لا يعلم متى سيعود اللاعب الى التدريبات، وغيابه قد يطول أكثر من قدرة الفريق على تحمل المزيد من الغيابات، خصوصا في الخط الهجومي، بعد اعارة الصاعد مايسون غرينوود، الذي رفض كل منتسبي النادي من لاعبين ولاعبات واداريين، عودته، كونه أيضاً اتهم بالاعتداء على صديقته بالضرب وايقاع الأذى الجسيم فيها. ورغم التنازل عن الدعوى القضائية ضده الا ان النادي فتح تحقيقات خاصة، ولأنه لا يريد ان يخسر اللاعب بالمجان، فانه حاول اعادة تأهيله ودمجه مع الفريق، لكنه واجه عاصفة من الاعتراضات، قادته في النهاية الى اعارته الى خيتافي الاسباني، لكنه أيضاً جرد المدرب من لاعب هجومي آخر.
ولم ينته صداع الرأس بالنسبة لتن هاغ، حيث أخفق في التخلص من المدافع «الكارثي» هاري ماغواير، الذي بات أضحوكة ومثار سخرية الجماهير، ان كانت المعادية ليونايتد، أو حتى المؤيدة له، بسبب الاخطاء الفادحة والمتكررة في المباريات التي يشارك فيها، كان آخرها تسجيل هدف خطأ في مرمى فريقه منتخب انكلترا في الدربي الكبير أمام اسكتلندا، وبات هدفا للتهكّم من المشجعين. ورغم ما يعيشه في «أولد ترافورد»، بقي ماغواير من الركائز التي يعتمد عليها المدرب غاريث ساوثغيت في منتخب «الأسود الثلاثة»، إلا أنّ ابن الـ30 عاماً كان هدفاً للاساءة والسخرية من الجماهير الاسكتلندية والانكليزية. وقال ماغواير للصحافيين: «مررت بالكثير خلال السنوات الماضية وكنت قائدا لمانشستر يونايتد لأربع سنوات تقريبا. أنت تتحمل الكثير من المسؤولية وكل ما يأتي معها، سواء أكان سيئا أم جيدا». وهو شارك مع يونايتد في مباراة واحدة فقط هذا الموسم، وذلك في المباراة الأخيرة التي خسرها أمام أرسنال 3-1 في الدوري إثر إصابة الارجنتيني ليساندرو مارتينيز. وكان تن هاغ يبحث عن بيعه، لكن بسبب التأخر في ايجاد بديل، لم تنجح محاولة انتقاله الى وستهام الذي قدم عرضا بـ30 مليون جنيه استرليني، ما يعني أنه سيكون مصدر قلق لجماهير يونايتد ومدربه على حد سواء طيلة هذا الموسم.
وفي حين انتشرت تقارير عن نجم سابق ليونايتد معرض للايقاف، وهو بول بوغبا، فان هم جماهير يونايتد طيلة أسابيع الصيف كان سماع خبر انتقال ملكية النادي من عائلة غليزر، لكن حتى الآن لم يحصل أي تطور، لتبقى «الشياطين الحمر» في الجحيم حتى أمد غير منظور.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب