يهود ألمانيا مصدومون من تقدّم اليمين المتطرف في الانتخابات

يهود ألمانيا مصدومون من تقدّم اليمين المتطرف في الانتخابات
أثار النجاح الانتخابي الكبير الذي حققه حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) اليميني المتطرف في انتخابات البرلمان الألماني، يوم الأحد، صدمة واسعة داخل الجالية اليهودية في البلاد، حيث عبّر قادتها عن قلقهم العميق إزاء تنامي التأييد لحزب وصفوه بأنه يميني متطرف يرتبط أيديولوجيًا بالنازية الجديدة.
وقال جوزيف شوستر، رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا، في تصريحات لصحيفة “فيلت” الألمانية: “على الرغم من أن هذه النتيجة كانت متوقعة بناءً على استطلاعات الرأي، إلا أنني ما زلت أشعر بالصدمة هذا المساء من النجاح الانتخابي لحزب البديل، الذي ضاعف حصته من الأصوات في غضون ثلاث سنوات فقط”.
وأضاف شوستر أن ارتفاع نسبة التأييد لحزب البديل إلى أكثر من 20% من أصوات الناخبين يعد أمرًا خطيرًا، مشيرًا إلى أن الحزب “يتلاعب بمخاوف الناس ولا يقدم لهم سوى حلول ظاهرية”.
كما حذر من أن الحزب بات يشكل تهديدًا للاستقرار السياسي في ألمانيا، متوقعًا صعوبة في تشكيل الحكومة الجديدة، وناشد الأحزاب الديمقراطية تحمل مسؤوليتها في تشكيل حكومة مستقرة تقدم حلولًا حقيقية للمشاكل التي تواجه البلاد.
ألمانيا تغيرت اعتبارًا من اليوم
من جهتها، وصفت شارلوته كنوبلوخ، رئيسة الجالية اليهودية في ميونخ وبافاريا العليا، نتائج الانتخابات بأنها نقطة تحول خطيرة في تاريخ ألمانيا الحديث.
وقالت كنوبلوخ: “هذه إشارة خطيرة. ألمانيا دولة مختلفة اعتبارًا من اليوم”.
وأكدت أن مسؤولية الأحزاب الديمقراطية أصبحت أكبر من أي وقت مضى، معتبرة أن “كل شيء على المحك الآن: ديمقراطيتنا”.
وأشارت إلى أن تصاعد معاداة السامية في ألمانيا تزايد بشكل كبير منذ هجوم حركة “حماس” على إسرائيل في أكتوبر الماضي، مؤكدة أن “الخوف أصبح مرة أخرى جزءًا من الحياة اليومية للجالية اليهودية في ألمانيا”.
وتصدّر الاتحاد المسيحي قائمة أقوى الأحزاب في ألمانيا، تلاه حزب البديل بفارق كبير عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي يتزعمه المستشار أولاف شولتس، والذي حل في المركز الثالث.
ويأتي هذا التقدم الكبير لحزب البديل بعد سنوات من تعزيز خطابه المناهض للمهاجرين والاتحاد الأوروبي والنخب الحاكمة، وسط مخاوف من أن يشكل نجاحه ضغطًا على التيار السياسي الوسطي في ألمانيا ويدفع البلاد نحو مزيد من الاستقطاب السياسي.
(وكالات)