مكاتب ودكاكين لإعداد رسائل الماجستير والدكتوراه والترقية… رغم إخفاق معركة التوكيلات… الطنطاوي يكسر قواعد اللعبة ويزحزح جبل الخوف ويعيد الحياة للميادين
مكاتب ودكاكين لإعداد رسائل الماجستير والدكتوراه والترقية… رغم إخفاق معركة التوكيلات… الطنطاوي يكسر قواعد اللعبة ويزحزح جبل الخوف ويعيد الحياة للميادين
القاهرة / حسام عبد البصير
منذ أن فاجأ الرئيس الذي يستعد لولاية ثالثة شعبه بالحديث عن ضرورة تحمل الفقر والجوع، إذ يجب أن لا يعلو صوت معركة البناء أي صوت والخوف بلغ حده الأقصى، وحل الفزع موضع القلق بسبب صراحة الرئيس عن حجم المشاكل التي تواجهه وتواجهنا.. وفي أحدث ظهور له قال: «في 2014 واحد قالي إنت أيقونة مصر.. إنت بطل مصر أوعى تخش في المسؤولية.. أصل بعد كده هيقطعوك، معقبا: «رديت عليه وقلت له لو كان بناء الدولة هيخليهم مش يقطعوني لا كمان يموتوني، أنا هعملها وأخش». وأضاف الرئيس السيسي خلال جلسة الاقتصاد في إطار مؤتمر حكاية وطن 2023: «بفكر الدكتور معيط في 2014 وأول زيادة في تخفيض دعم الوقود في 2014 والناس قالت عمل كده أزاي؟ ويعمل كده في نفسه؟ أوعوا تفتكروا أنا جاي أقدم نفسي ليكم؟ لا لا.. لا ده لا يليق خالص». وفي سياق مواز قوبل المرشح الرئاسي المحتمل أحمد الطنطاوي بمزيد من الحفاوة، في أحدث وجود له بين الجماهير في مدينة المنصورة، حيث اشتكى له حشد من أنصاره بأنهم فشلوا في عمل توكيلات له في مكاتب الشهر العقاري. وشدد طنطاوي على أنه يزور كل يوم ثلاث محافظات ويستمع الشكاوى نفسها من المواطنين، الذين يسعون لإحداث التغيير الذي تتوق له الجماهير العريضة مطالباً أنصاره بعدم اليأس والإصرار على تحقيق حقهم الذي يكفله الدستور. ومنذ بدء معركة التوكيلات وبظهور المرشح الشاب بين الجماهير، عادت الهتافات الساحرة لثورة يناير «عيش حرية كرامة اجتماعية « ويتحدث ناشطون وسياسيون على أن المرشح الذي تجاوز الأربعين بسنوات قلائل، نجح في أهم مطلب كان يعد مستحيلا طيلة السنوات الماضية والمتمثل في إسقاط حاجز الخوف بين الجماهير، وخلال الساعات الماضية زار طنطاوي عددا من المدن في محافظات الدلتا أحدثها الدقهلية، بعد أن تمكن قبل يومين في إعادة حالة الزخم الثوري عندما دوت هتافات أنصاره أثناء جولته على عدد من مكاتب الشهر العقاري، خاصة أمام مقر الشهر العقاري في مدينة نصر، ومدينة العبور في محافظة القليوبية ومقر توثيق العرايس وسط القاهرة، ومقر الشهر العقارى في شارع سوريا محافظة الجيزة، الذي انقسمت الهتافات فيه بين مؤيد للرئيس السيسي ورافع لصوره، ومؤيدي الطنطاوي، وفي مكتب آخر قوبل بتشغيل «تسلم الأيادي». وامس الأحد 1 أكتوبر/تشرين الأول اجتمع الرئيس السيسي، مع أعضاء المجلس الأعلى للجهات والهيئات القضائية، وشدد، على أن الدولة حريصة على استقلال القضاء، وعدم التدخل في شؤونه كمنهج راسخ، بالتوازي مع السعي المستمر لتطويره وتحديثه وتعزيز قدراته، على النحو الذي يتماشى مع مجريات العصر ومستجداته، وتسيير إجراءاته بالسرعة المطلوبة.. وفي سياق تسليط الضوء على مشروعات العمران: قال وزير النقل الفريق كامل الوزير: «صرفنا تريليون و100 مليار على مشروعات المترو والجر الكهربائي». وأضاف الوزير، أنه يتم إنشاء خطوط جديدة للسكك الحديدية إلى جانب تطوير ورفع كفاءة الموجود بالفعل، متابعا أنه تم عمل خطوط جديدة وصلت تكلفتها لـ70 مليار جنيه. وتابع: «620 كيلو سكة حديد اتسرقوا في أحداث 2011» وقاطعه الرئيس السيسي متسائلا: «هما دول بس اللي اتسرقوا؟».
وفي السياق ذاته قال الدكتور عاصم الجزار وزير الإسكان، إنه تمت إتاحة 300 ألف وحدة سكنية لسكان المناطق غير الآمنة بالمجان وأيضا «مفروشة» وهذه سابقة لم تحدث في أي دولة في العالم، وتتباهى بها الأمم المتحدة. ومن معارك الشارع الرياضي: رد حسين لبيب المرشح لرئاسة مجلس إدارة نادي الزمالك، على هتافات جماهير الأهلي ضده، خلال مواجهة سانت جورج الإثيوبي في دوري أبطال افريقيا. وهتفت جماهير الأهلي ضد حسين لبيب خلال مواجهة فريقه أمام سانت جورج، حيث قالت: «حسين يا لبيب لو رجل خد لعيب». وقال لبيب في تصريحات داخل نادي الزمالك، مساء الجمعة الماضية: «سيظل الزمالك أكبر قلعة رياضية في مصر». وأضاف: «الزمالك بيدار غلط من 20 سنة، ولسه موجود وواقف على رجليه، وواخد الدوري سنتين ورا بعض، رغم كل اللي بيحصل انتوا لو مريتوا بظروف الزمالك كان زمان ناديكو مش موجود». وأتم: «احنا هنوريهم أن نادي الزمالك نادي الرجولة».
البديل يحتاج وقت
الآن ونحن بصدد انتخابات رئاسية جديدة، يطرح السؤال نفسه من وجهة نظر الدكتور أحمد عبد ربه في «الشروق» بشـأن من يصلح بديلا، خصوصا في ظل تصاعد التحديات الاقتصادية في مصر، وشعور المواطنة والمواطن بصعوبات تواجه الحياة اليومية، كانت مخالفة لما كانا يتمنيانه ويعتقدانه ويتوقعانه خلال السنوات السابقة، وفى ظل بعض الحلحلة في المشهد السياسي والمتمثل في إجراء الحوار الوطني والإفراج عن المئات من المحبوسين احتياطيا أو نهائيا، كانت كلها أمورا جعلت لسؤال البديل بعض البداهة هذه المرة، لأنها لم تتوافر في انتخابات الرئاسة التي جرت في 2018 الحقيقة أن سؤال البديل رغم أهميته، سواء كان يتم طرحه بشكل استفهامي أو استنكاري، لا بد من الإجابة عليه في ظل تحليل أشمل وأعم للبيئة السياسية التي توفر ـ أو لا توفر ـ هذا البديل بعبارة أخرى، وحتى تتم الإجابة بشكل عميق وصحيح على مدى صلاحية البدائل لحكم مصر، فلا بد من أن نوسع دائرة التحليل ولا نكتفي باللحظة السياسية الراهنة، التي تتم فيها «إجراءات» العملية الانتخابية، لنتحدث عن ظروف البيئة السياسية خلال السنوات الماضية، فالبديل لا يولد في يوم وليلة، ولأن دولة مثل مصر لم تشهد ديمقراطية حقيقية لفترات طويلة ومتصلة، فإن قصة البديل، لا بد من أن تعالج بشكل مختلف، قد تعتقد أن فلانة أو فلانا لا يصلحان كبديل للرئيس ولحكم مصر، بكل أزماتها ومشكلاتها، سواء لأنهما لا يتمتعان بشعبية كافية، أو لأنهما من خارج (دولاب) الدولة وأجهزتها وبالتالي لا يعرفان كيف تحكم الأمور، أو لأنهما لا يتمتعان حتى بشعبية كافية داخل تياراتهما، بدليل أن أكثر من بديل مطروح من التيار السياسى نفسه، الذي لم يتمكن ـ على الأقل حتى اللحظة ـ من التكتل خلف مرشح واحد، أقول قد تكون كل هذه أسبابا وجيهة للاعتقاد الصادق بأن هؤلاء لا يصلحون بدائل، لكن تظل هذه الإجابة ناقصة، لأنها لا تأخذ في اعتبارها أن البدائل لا تولد بين عشية وضحاها، بل هي عملية طويلة تتطلب حدا أدنى من التعددية والمساحات السياسية، التي يمكن فيها المنافسة وطرح الأفكار والسياسات، واختبار صلابة الشخصيات وقدراتها القيادية وخطاباتها السياسية، إلخ.
أقرب لاستفتاء
حينما تجرى انتخابات الرئاسة، أو رئاسة الوزراء في الدول الديمقراطية ـ رئاسية كانت أو برلمانية ـ فإن البدائل كما أوضح الدكتور أحمد عبد ربه، لا تولد ولا يتم الحكم عليها فقط عند بدء إجراءات الانتخابات، لكنها عملية طويلة تأخذ سنوات في ظل بيئة سياسية قد لا تكون مثالية، لكنها تتمتع بحد أدنى من الضمانات الدستورية والفعلية لفكرة التعدد وحرية الرأي والفكر، التي تنتج في النهاية أجيالا متعاقبة من الساسة، يتم فرزهم بشكل طبيعي داخل أحزابهم وتياراتهم، عبر اختبارهم في عشرات المناصب التنفيذية والإدارية والتشريعية، عبر عقود من الزمان حتى يتمكن أحدهم (إحداهن) من إثبات نفسه (نفسها) كمرشح (كمرشحة) بديل (بديلة) وهكذا، بالنظر مثلا إلى تاريخ أوباما، أو أنغيلا ميركل أو مارغريت ثاتشر، أو رونالد ريغان، أو لولا دا سيلفا أو غيرهم، فإن طرحهم كبدائل أمام الناخبات والناخبين في بلادهم لم يحدث بين عشية وضحاها، بل كان نتيجة لبيئة سياسية، وفّرت حدا أدنى من التعددية والتنافس وحياد أجهزة الدولة جعل هناك عملية فرز طويلة لهم سواء داخل تياراتهم وأحزابهم أو أمام جماهيرهم، بداية من عمليات الفرز على المستويات المحدودة (كانتخابات اتحادات الطلاب أو اللجان الحزبية أو انتخابات النقابات) وصولا إلى المستويات العليا للفرز على مناصب رئاسة الحكومة، أو الدولة، عملية صعبة ومرهقة وطويلة ويسقط فيها كثيرون، لكنها عملية مستمرة تحافظ على فرص التنافس وطرح البدائل أمام الجميع بشكل محايد، أو على الأقل فيه حد أدنى من الحياد، هذا لا تزال تفتقده مصر، فعوامل مثل الحياد والاستمرارية لا تزال غير متاحة، ذلك أن الانتخابات لدينا ما زالت تجري وفقا لفكرة «المواسم» بمعنى أنها عملية متقطعة ولا تتمتع بالاستمرارية وهذه هي الشروط اللازمة كي يتم طرح سؤال البديل والإجابة عليه بشكل دقيق وعادل، وحتى ذلك الحين فستظل الانتخابات في مصر أقرب لروح الاستفتاء، أو الاستدعاء أو التفويض لا الاختيار من متعدد.
أحلام مؤجلة
«دا اللي أحنا عملناه وانتوا عندكوا فرصة للتغيير في الانتخابات اللي جاية.. والأمر كله لله» هكذا تحدث الرئيس السيسي في مؤتمر «حكاية وطن» الذي ينعقد في العاصمة الإدارية الجديدة، التي تعد وفق ما يرى أكرم القصاص في «اليوم السابع» شاهدا على إرادة وعمل، وتتغير مع كل زيارة، بسرعة أفقية ورأسية، بما يبدو شاهدا على ما تحقق خلال سنوات قليلة منذ كانت العاصمة الإدارية مجرد فكرة أقرب للخيال، وصحراء بلا معالم، تقف الآن ومعها عشرات المدن من الجيل الرابع، دليلا على عزم المصريين وإرادة الفعل. الرئيس قال إن 95% من مساحة مصر صحراء، وإن ما تحقق بفضل إرادة وتوجه من أجل المستقبل، ومع هذا فقد تم زرع مدن من الجيل الرابع بالكثير من الجهد، وإن خطط الإصلاح الاقتصادي كانت ضرورة بآراء الخبراء والاقتصاديين، وساهمت في نقلة بنسب النمو والتطور، بل إنها مكنت الدولة من الصمود في مواجهة أزمتين كبيرتين، كوفيد والحرب في أوكرانيا. الرئيس السيسي أكد أن عرض هذه التفاصيل هدفه سرد ما تم إنجازه، ووضع حلول جذرية لتحدياتنا، وهو أمر لا يتعلق بأي شيء سوى تقديم الحقائق للشعب، الذي يتعرض لحملات من الشائعات والتشكيك، هدفها إفقاده الثقة في نفسه، ونشر الشعور بالعجز، وهو أمر تغلب عليه المصريون، وواجهوا الإرهاب والجهل والتشكيك، بينما الاستقرار والثقة طريق البناء والتحرك للأمام. ظلت العاصمة الجديدة مطلبا على مدار نصف قرن، بعد أن بدأت القاهرة تعاني من مشكلات الطرق والمرور والتكدس، مع بنية أساسية متهالكة، وصار مطلب نقل الحكومة والوزارات خارج المربع الضيق متكررا، خاصة أن كل التوقعات رسمت سيناريو متشائما، كانت التقارير الفنية والدولية تتوقع أن تصل السرعة في شوارع القاهرة 2020 إلى ثمانية كيلومترات في الساعة.
نهضة لا ندركها
عندما أعلن الرئيس السيسي، قبل 7 سنوات البدء في بناء عاصمة إدارية جديدة، بدا الأمر من وجهة نظر أكرم القصاص أقرب لخيال جامح، وتعرضت الفكرة نفسها لتساؤلات، حول إمكانية تحقيقها أو تسويقها، لكن الأيام كانت كفيلة بالرد على الأسئلة، وتقديم إجابات عليها وعلى غيرها.
ولم تكن العاصمة الإدارية والعلمين الجديدة منفصلتين عن المدن الجديدة في الدلتا والساحل، الشمالي والغربي، والصعيد، ضمن استراتيجية الدولة لبناء منظومة متكاملة لبناء 48 مدينة جديدة، ولأول مرة ربط شرق النيل بغربه من خلال محاور وجسور وأعمال هندسية. وما كان يمكن بناء هذا من دون بنية أساسية في الطرق والنقل وإعادة إصلاح القطارات والسكك الحديدية، ومترو الأنفاق، والنقل العام، وساعدت شبكات الطرق في جذب استثمارات في النقل الخاص، والنقل بتطبيقات الموبايل، التي تمثل مشروعات لأصحابها، أو لشركات مختلفة. خلال مؤتمر «حكاية وطن» استعرض رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، ووزراء المالية والتخطيط والتعاون الدولي وقطاع الأعمال، ما تحقق في الملف الاقتصادي، وكيف واجهت الدولة العجز والتراجع من 2014، في ملفات الطرق والنقل والصناعة والطاقة والزراعة، ومواجهة العجز في المعاشات وعلاج أخطاء سابقة، لدرجة أن الدولة تقدم 45 تريليون جنيه خلال 50 عاما لعلاج ثغرات المعاشات. وحرص الرئيس السيسي على مطالبة الحكومة بإعلان الحقائق بوضوح، بما يضمن التفهم المتبادل، وأن الهدف هو المستقبل والاستقرار، وتخطي تراكمات وثغرات والأهم هو الحفاظ على الدولة بالشكل الذي يمكن من استمرار البناء، وأن المصريين الذين صمدوا ودفعوا الثمن في مواجهة الإرهاب والأزمات، يدركون خطورة دعاوى التخريب، وأن من يريد أن يبني لا يخرب ولا يدعو للتخريب. وكرر تأكيده على أنه لو كان يريد الشعبية لاكتفى بتأمين الطعام والشراب، وما اهتم ببناء ومدن وصناعة وزراعة وتعليم وعلاج، وبناء دولة حديثة متقدمة، مثلما فعلت الدول التي حققت تقدمها ونهضتها.
لو كانت رئيسا
ترى ما القرارات التي ستتخذها إلهام عبد العال الكاتبة لو تولت حكم مصر؟ أجابت في «المشهد»: بند رقم 1 – قرار رئيس الجمهورية بأن تتولى القوات المسلحة المصرية بالتعاون مع وزارة الشباب تجهيز مراكز الشباب في أنحاء الجمهورية، ليتحول جزء منها إلى ورش تدريبية لتدريب الشباب ومن يرغب من الكبار على حرف مهنية إنتاجية، مع إلزام الفرد بإكمال الدورة التدريبية، ثم العمل في هذه الورش لمدة ثلاثة أشهر كاملة عقب الدورة التدريبية، مقابل نسبة من ثمن بيع المنتجات، وبعدها يحصل المتدرب على رخصة للعمل الحر. على أن تسترد القوات المسلحة نفقات التدريب من بيع المنتجات. بند رقم 2 – قرار رئيس الجمهورية باستقدام 500 ألف شخص ياباني للعمل في مصر لمدة 6 سنوات، على أن يتم تغيير العامل كل عامين، قبل أن يتكيف مع الفساد في مصر، ثم يتم توزيعهم على مفاصل الدولة، ليتولوا الجهات الرقابية والمناصب الإدارية للقضاء على الفساد الذي تفشى في كل شبر من أرجاء مصر.. الأجور التي سوف يتقاضاها هؤلاء سوف تمثل نسبة صغيرة من الأموال المهدرة بسبب الفساد. بند رقم 3- إنشاء جهة لإصدار تراخيص الورش الإنتاجية تكون تابعة للرئيس مباشرة، ويقوم بالإشراف عليها يابانيون لضمان عدم وجود رشوة أو محسوبية. بند رقم 4 – إقالة كل مدرس قام بإعطاء دروس خصوصية، وتعيين جيل جديد من المدرسين في المدارس الابتدائية، ووضع القيم والأخلاق في المناهج، مع تسليم إدارة المدارس لخبراء يابانيين لضبط جدية العمل، وإنشاء جيل جديد منضبط تماما. بند رقم 5 – نقل سكان العشوائيات إلى قرى ريفية في المناطق الجديدة يتم إنشاؤها بحيث يحتوي البيت مساحة للسكن ومساحة مناسبة للزراعة، أو الصناعة أو تربية الطيور والحيوانات المنزلية، مع ربط هذه القرى ببعضها بقطارات بسيطة، ويمكن تجديد القطارات القديمة واستخدامها في تلك المناطق. بند رقم 6 – تشكيل لجنة من الخبراء من مصر واليابان لدراسة مشكلات المصانع المتوقفة، وحلها فورا وإن أدى الأمر لنقل إدارتها للدولة لفترة انتقالية. بند 7- تقوم الشرطة المصرية بالقبض على كل من يمارس التسول، وكذلك الباعة الجائلين وتحويلهم إلى معسكرات تدريب ليصبحوا أشخاصا منتجين.
مزيد من المعاناة
تلقى الدكتور عصام عبد الصمد في «فيتو» عشرات المكالمات والرسائل والإيميلات، من العديد من المصريين من جميع أنحاء أوروبا تحتوي على سؤال واحد: كيف نتحمل عناء السفر الطويل من محل إقاماتنا إلى السفارة المصرية أو القنصلية للإدلاء بأصواتنا في الانتخابات الرئاسية المقبلة، حيث التكلفة العالية من المال والجهد والوقت؟ وأنا هنا سأعطي مثالا واحدا عن بريطانيا، التي لا تعد من أكبر الدول الأوروبية مساحة، ونأخذ المصريين الذين يقطنون في شمال بريطانيا ولتكن أسكتلندا مثلا، المسافة بينهم وبين مقر السفارة في لندن حوالي 750 كيلومترا، السفر بالسيارة يستغرق 10 ساعات، وبالقطار بين 6 إلى 9 ساعات، وبالطائرة الغالية الثمن ساعة ونصف الساعة. السفر، والإقامة ليلة واحدة في لندن، ومواصلات داخلية، ومأكل وشراب في حدود 500 جنيه استرليني للفرد الواحد، وهو بالطبع لن يحضر بمفرده، بل سيصحب زوجته وواحد علي الأقل من أبنائه البالغين، إذن نحن نتحدث عن ثلاثة أفراد على الأقل بتكلفة كلية حوالي 1500جنيه إسترليني، أي حوالي 70 ألف جنيه مصري، وهو مبلغ كبير يستطيع المصري في الخارج ادخاره لمساعدته في قضاء إجازة الصيف هو وعائلته في مصر. سيدتي الوزيرة: رجاء، قبل أن تخاطبي المصريين في الخارج، لا بد أولا أن تخاطبي المسؤولين في القاهرة حتى يجدون طريقة أخرى إلى جانب التصويت الفعلي عن طريق الحضور، والتفكير في التصويت الإلكتروني، والتصويت البريدي ولك مني خالص الشكر والتقدير.
الحلم سيولد
رغم كل الضغوط التي تمارسها الدول الكبرى الداعمة للكيان الصهيوني، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، رغم الحصار المفروض على شعب فلسطين والاحتلال الصهيوني الذي لا يتوقف عن ممارسة جرائم الحرب ضد الفلسطينيين.. رغم كل ذلك فإن وعي العالم وفقا لما يراه جلال عارف في «الأخبار» يزداد بجرائم إسرائيل وبضرورة التصدي لها وإعادة الحقوق المشروعة لشعب فلسطين، كطريق لا بديل عنها لاستقرار المنطقة ولسلام العالم. في آخر جولات الصراع السياسي تلقت إسرائيل ضربة موجعة بعد صدور قرار المؤتمر العام لوكالة الطاقة الذرية بالموافقة على مشروع القرار الذي تقدمت به مصر، والذي يقضي باعتماد تسميته «دولة فلسطين» بصورة رسمية في كل أعمال الوكالة. القرار مهم لأنه يُمثل اختراقا حاسما للحصار الذي تفرضه أمريكا، التي ما زالت – مع حلفائها الغربيين – يعرقلون منح فلسطين العضوية الكاملة كدولة عضو في الأمم المتحدة، رغم تأييد الغالبية العظمى من دول العالم لمثل هذا القرار. عامل آخر في أهمية القرار الذي صدر عن وكالة الطاقة الذرية وهو الأغلبية الكاسحة التي صوتت لصالح «دولة فلسطين» حيث بلغ عددها 92 دولة بينما لم يعارض القرار إلا خمس دول مع امتناع 21 دولة عن التصويت. وهي أرقام تقول بوضوح إن محاولة حصار فلسطين تفشل، وإن المحاصر هنا هو إسرائيل ومن يدعمونها، وهم يدركون أنهم يفقدون الكثير بهذا الدعم لكيان لا يتوقف عن ارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية كلها. ضربة أخرى تلقاها الكيان الصهيوني ومؤيدوه، حيث أصدرت الكنائس الإنجليكانية في جنوب افريقيا قرارا تعلن فيه إسرائيل كدولة فصل عنصري وتطلب من كل الكنائس الإنجليكانية أن تسير في الطريق نفسها. والأهمية هنا أن القرار يأتي من الدولة التي عانت من التفرقة العنصرية ما عانت، وكافحت – ومعها العالم كله – حتى أسقطت النظام العنصري الذي كان الجميع يعتقد أنه الأخير على وجه الأرض، حتى ظهرت عنصرية الكيان الصهيوني وهو يمارس جرائمه في حماية دول تدعي أنها تؤمن بالمساواة والحرية وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها، والخطير في قرار جنوب افريقيا أنه يضع فريقا من الإنجيليين المتشددين في أمريكا في مأزق وهم لا يتوقفون عن إعلان تأييدهم للكيان الصهيوني ولترامب الحريص على شراء أصواتهم، بالانحياز الكامل للإرهاب الصهيوني. رغم كل التحديات.. دولة فلسطين مقبلة، وكل احتلال عنصري إلى زوال.
لمن يهمه الأمر
هذه كارثة حقيقية التي يحدثنا عنها محمد أمين في «المصري اليوم» لو تصدى لها الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي وحدها، فسوف يدخل التاريخ، أقصد كارثة مكاتب ودكاكين إعداد رسائل الماجستير والدكتوراه والترقي.. والبلاغ أساسا من الدكتور لويس بطرس، وهو أحد جيل المخضرمين من أساتذة الجامعات (81 سنة) الذي عايش أجيالا عظيمة من الأساتذة. ولم يتخيل الدكتور لويس أن تكون هذه الدكاكين إلى جوار الجامعات لتقديم خدمة البحث العلمي للأساتذة الذين لم يبحثوا عن أي شيء، ودورهم ينحصر فقط في تقديم عنوان البحث، والدكان يقوم بالواجب نظير مبلغ محدد في توقيت معين، وتكتب بها عقود ملزمة للطرفين. الدكتور لويس يتحسر على الجيل الذي علمه الأمانة في البحث والسهر على العلم.. ويقول في رسالته «قرأت اليوم على صفحات التواصل الاجتماعي رسالة من صاحب موقع إعداد الرسائل، رسالة متبادلة بينه وبين أحد الباحثين، الذي يعد بحثه للنشر العلمي، والدكان يؤكد أنه أعد البحث صالحا للنشر بنسبة اقتباس 10%، ويقول إنه تتبع نشاط هذا الدكان فوجده يعلن ذلك على الملأ.. وأبدى استعداده لعمل الأبحاث العلمية، وكذلك كتابة الأبحاث لإعدادها للنشر العلمي للسادة الأساتذة المتقدمين للترقيات». أعرف سر حسرة الدكتور لويس، وأعرف لماذا انفعل إلى هذا الحد.. السبب أنه أول مرة يعرف ذلك، مع أن هذه الحكاية استفحلت في الجامعات ويقوم بها أساتذة جامعات محترفون، نظير مبالغ هائلة..
صاحب دكان
تابع محمد أمين تسليط الضوء على الكارثة العلمية التي يهتم بمواجهتها الدكتور لويس بطرس: وأنه حاول التدخل في الحوار بين صاحب الدكان والباحث لمعرفة الحكاية على سبيل اليقين، فاكتشف أن كل شيء يتم بوضوح، ولا لبس فيه، وأن صاحب الدكان غير خائف ولا مرتبك، وأنه يعمل في النور، وبالتالي فقد رأى أن إبلاغ وزير التعليم العالي لا فائدة منه، فقرر أن يقدم البلاغ للنائب العام مباشرة. وهنا حاول أن يجمع بعض الرسائل والصور ويرسلها لي على سبيل تأكيد كلامه، الذي لا أشك فيه وربما أعرفه من خلال متابعاتي لبعض الرسائل، وما يقال في هذا السياق لقد لاحظنا في السنوات الأخيرة أن شهادات الحصول على الماجستير والدكتوراه تفوق التصورات، ويعدها طلاب لا يعرفون الألف من كوز الذرة، للحصول على الماجستير والدكتوراه والترقي لأستاذ وأستاذ مساعد، واكتشفنا أنها بدأت مع طلاب خليجيين، وتم التوسع في ذلك لضرب البحث العلمي في مصر، دون أن تحدث هجمات على هذه الدكاكين، ودون أن تحدث مراجعات للرسائل العلمية، ودون أن تتم مراجعة أعمال لجان الحكم على الرسائل، بحجة أنه مجهود وأن كل الطلاب في هذا المستوى. وفي النهاية، هذه صرخة نضعها تحت بصر الوزير المختص بالتعليم العالي، ونحن لا نحمله أي وزر عن ذلك، لكن نطالبه باتخاذ خطوة لإصلاح منظومة البحث العلمي في مصر في عهده، فالقصة ليست بكثرة الرسائل لكن بجودتها وتميزها.. كما أن الحكاية ليست بالعدد الذي تم إنتاجه من رسائل الماجستير والدكتوراه، لكن بما يقدمه هؤلاء الباحثون للبحث العلمي وللتنمية في مصر.
محظوظ من زمان
نتحول نحو «فخر العرب» الذي يحتفي بمشواره حسن المستكاوي في «الشروق»: بدأ الأمر بلقاء صدفة في عام 2015 عندما كان صلاح في تشيلسي وكان عباس، الذي ولد في كولومبيا ونشأ في دولة الإمارات العربية المتحدة، جزءا من فريق إدارة خوان كوادرادو. وكان كوادرادو، جناح كولومبيا، زميل صلاح في ستامفورد بريدج، يقول صلاح: «كان رامي هناك مع كوادرادو، أتذكر أننا التقينا وتحدث معي باللغة العربية». «لم أفهم في البداية ـ كولومبى يتحدث العربية؟ لذلك بدأنا في الحوار. أدى ذلك إلى قيام عباس بإعطاء بعض النصائح لصلاح بشأن انتقاله على سبيل الإعارة من تشيلسي إلى فيورنتينا، ومن العدل أن نقول إن الأمور تطورت.. لقد قطع صلاح شوطا طويلا منذ أن وقع أول عقد احترافي له عندما كان يبلغ من العمر 13 عاما في المقاولون في القاهرة، وحصل على راتب شهري قدره 125 جنيها مصريا أو 3.32 جنيه إسترليني. ما سبق جزء من تقرير نشرته جريدة «الغارديان» البريطانية، عن دراسة جرت في جامعة هارفارد، ومن الجدير بالذكر أن الدراسة أشرفت عليها الأستاذة أنيتا إلبيرس ضمن برنامجها الترفيهي والإعلامي والرياضي، الذي تديره، وتضمنت بحثا دقيقا وعميقا مع أحد طلابها وهو طاهر المعتز بالله، عن المفاوضات التي خاضها صلاح بمساعدة محاميه ومستشاره رامي عباس مع ليفربول، لتجديد عقده مع النادى حتى عام 2025. والقصة مليئة بالتفاصيل في عمل صحافي مهني حقيقي يؤكد قيمة المهنة، ويؤكد مفاهيم الاحتراف والتفاوض، وقدر التفاصيل المهمة في عقود اللاعبين على هذا المستوى. في يونيو/حزيران 2022 كان هناك اتصال هاتفي بين عباس وصلاح قبل أن يقدم الأول العرض المضاد النهائي لليفربول. كان عباس في دبي. وصلاح يقضي عطلة في الجونة، وهي منتجع على البحر الأحمر في مصر. وتتضمن الدراسة موقف عباس من المفاوضات قبل وقت قصير من تقديمه لهذا العرض المضاد: «ما زلنا متباعدين للغاية. محمد لن يتخلى عن عقده بسبب وجود فارق 5% بين ما نطلبه وما هم على استعداد لتقديمه.
درس فخر العرب
أشار محامي محمد صلاح ومستشاره، إلى أن عقد محمد صلاح مع ليفربول هو الحافز له لكسب ما لا يقل عن مليون جنيه إسترلينى أسبوعيا من إجمالي الدخل. وهو يمثل كما أخبرنا حسن المستكاوي إجمالي حقوقه من شركات تجارية ورعاة على مدى السنوات القليلة المقبلة، ومن عقد لعبه مع الفريق وعقود حقوق صورته التي ستتراوح بين 54 مليون يورو (46.8 مليون جنيه إسترلينى) و62 مليون يورو (53.7 مليون جنيه إسترلينى) سنويا، هكذا قال رامي عباس عيسى، في الدراسة التي أجرتها كلية هارفارد للأعمال. وتعتقد مصادر النادي أن صلاح يحقق إيرادات أخرى من علاقاته التجارية مع أديداس، وبنك الإسكندرية في مصر، وبيبسي، وغوتشي والعلامة التجارية العقارية ماونتن فيو. ويوضح عباس وصلاح أيضا مدى اقتراب اللاعب الأعلى أجرا في تاريخ النادي من المغادرة قبل تأكيد العقد الجديد، الذي يستمر حتى عام 2025، ففي الأول من يوليو/تموز عام 2022 بدأت المفاوضات، ووصل الأمر إلى الشك في استمرار صلاح في النادي، حيث بدا أن المفاوضات انهارت تماما. لقد كانت المفاوضات شاقة وطويلة وعامرة بالتفاصيل، وتذكرت هنا عند تطبيق الاحتراف في مصر لأول مرة عام 1990 أنني قارنت بين عقود بعض اللاعبين، وعقد مارادونا عندما ذهب إلى نابولي، وكان عقد اللاعب المصري وقتها من صفحتين كأنه عقد بيع سيارة، بينما عقد مارادونا يقترب من 30 صفحة. ووفقا لما نشرته «الغارديان» عن الدراسة جاء أن صلاح قال: «التجديد في ليفربول كان أحد أكبر المعالم في مسيرتي». وكان علينا أن نفعل هذا بالطريقة الصحيحة. لقد تعلمت طوال مسيرتي المهنية أنه إذا كنت تريد أن تكون ناجحا، فمن المهم أن تستثمر في نفسك ليس فقط جسديا لكن عقليا أيضا. وهذا صحيح على أرض الملعب، لكن أيضا خارج الملعب. عليك أن تتحكم في عواطفك وأن تكون مستعدا للضغوط.
ليس كغيره
«الجيل زد» – حاليا- كما يخبرنا الدكتور محمود خليل في «الوطن» هو الأكثر قدرة على الحركة بين الأجيال المختلفة التي تتشكل منها شعوب العالم. والجيل زد ببساطة هو جيل الشباب، من مواليد أواخر التسعينيات وأوائل الألفية الجديدة، وهو جيل في العشرينيات من عمره حاليا، ولا يفصل بعض أفراده عن الثلاثين عاما سوى ثلاث أو أربع سنوات. هذا الجيل ليس كغيره من الأجيال التي عاشت شبابها في حالة سكون محكوم بمعادلة تكيف مع الواقع، انطلاقا من قناعة بأن كلفة التغيير قد تكون أكبر من كلفة ترك الواقع على ما هو عليه، حتى لو كان رديئا. مفتاح هذا الجيل هو «عدم الرضاء بسهولة» وأيضا القدرة على التمرد على الواقع وأفكاره وأصنامه، أيا كانت درجة تجذرها. بعد سنوات من حديثي – وغيري – عن هذا الجيل، إذا بنا نفاجأ بمشاهد في الواقع يطفر فيها أفراده على السطح، عكسوا فيها نظرتهم إلى الأحداث من حولهم، والأساليب التي يتبنونها في التعامل معها. برز ذلك على سبيل المثال في مشاهد الاحتجاجات التي عاشتها إيران عام 2022، والتي اقترنت بوفاة مهسا أميني، في أحد أقسام الشرطة الإيرانية. وفي الولايات المتحدة الأمريكية فاز الشاب ماكسويل فروست 25 عاما، بمقعد في مجلس النواب عن الحزب الديمقراطي، ليكون أول شاب من الجيل زد، يصبح عضوا في الكونغرس الأمريكي. وثمة تقارير عديدة تقول إن الجيل زد سوف يحسم الانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة الأمريكية (2024). مؤشرات الواقع تقول إن هذا الجيل سيكون له دور فارق خلال المستقبل القريب، وسيكون هذا الدور خطيرا، والسر في ذلك يتعلق بنظرة أفراده إلى العديد من الأمور والمسائل الجوهرية في الحياة، مثل النظرة إلى الدين، والنظرة إلى السياسة، والنظرة إلى الأسرة، والنظرة إلى المجتمع، والنظرة إلى التاريخ، والنظرة إلى التكنولوجيا وغير ذلك من أمور. التأثير القريب المتوقع لهذا الجيل على واقعنا المعاش يمكن أن تتابع مؤشراته بسهولة، من خلال تأمل بعض الفيديوهات التي تتناول قضايا العيش والحياة وتحليل تعليقاتهم عليها وموقفهم منها.
«القدس العربي» :