بمناسبة الذكرى الرابعة لانتفاضة تشرين/أكتوبر المتجددة في العراق:
شباب تشرين هم الحلم
بقلم الدكتور فالح حسن شمخي
#الهدف_آراء_حرة
ثورة تشرين، حُلمٌ جميل لشعبٍ غادر الحرية والكرامة والجمال، وغادره كُلُ شيءٍ جميل منذ أن وطأ البسطال الأمريكي الأرض وسرق المال وانتهك العرض، ومنذ السماح لأحفاد كورش في الاستيطان على أرض السواد التي باتت جرداء، قاحلة، بعد أن سُرِقَ كل شيء حتى دجلة والفرات على يد أحفاد كورش وإبن العلقمي ومخترعي القازوق.
شباب تشرين كابوس لعملاء وذيول أمريكا وإيران، كابوس سوف يلاحق أحلامهم إلى قبورهم، أو إلى حاويات النفايات، أو في حالة هروبهم من حيث جاءوا.
الدليل على أنها حلم الجماهير هو خروج التظاهرات بالذكرى الرابعة لتشرين في أكثر من محافظة، تظاهرات مدنية نقية لا تشوبها شائبة بعد أن تخلصت من الذين ركبوا الموجة أمثال علاء “امتداد”، وغيره، وتخلصت من القبعات بكل ألوانها، العدد لا يهم فالآلاف التي تخرج تمثل عشرة ملايين صامت، الغضب الشعبي والأخطاء التي تتراكم كفيلة بخروج الذين صمتوا وفضلوا الجلوس في بيوتهم ، الثورة الشبابية التشرينية ترسخت في ضمير الشعب، والثورة التشرينية ستكون مثل الشعلة الأولمبية تتكرر وتنتقل وتنقل إشعاعها لكل مكان.
الدليل على أن ثورة تشرين تحولت إلى كابوس يتربع على صدور العملاء والذيول، هو استعداد القوى الأمنية بكل صنوفها، وبهذا العدد الكبير والذي يلفت نظر حتى الأعمى . قبل أيام من هذه الذكرى، كانوا مدججين بأنواع الأسلحة، وكان الظهير لهؤلاء هو الذيول من المليشيات الذين اندسوا قبل حلول الظلام بين المتظاهرين الثوار الأنقياء يغطون وجوههم ويرمون الحجار على القوات الأمنية بهدف بدء الملاحقة واستخدام القوة والاعتقال، وحدث هذا فعلاً، لذا لابُد لنا أن نقول بأن هناك اتفاق على هذا الفعل، فهذا الفعل تكرر على مدى سنوات.
الغريب والمستغرب هو ملاحقة الثوار السلميين المدنيين المتحضرين إلى أزقة البتاوين والشيخ عمر وشارع فلسطين وجسر محمد القاسم، وكأن بينهم وبين المتظاهرين ثأر، التظاهرة سلمية ومرخصة من وزارة الداخلية والمسؤولين عنها معروفين بأسمائهم الصريحة وكان الاتفاق على أمسية شعرية في ساحة التحرير، لكن الحقد الأعمى بسبب الكوابيس التي يعاني منها السياسي العراقي، أو بأوامر من الرهبر، حال دون ذلك.
تشرين هي الحلم العراقي الجميل بوطن حر مستقل ذو سيادة، ثورة تشرين هي البذرة التي ننتظر ثمارها وهي الخطوة الأولى على طريق الألف ميل، تشرين لن تموت ما دام في الشعب العراقي طفل يشرب حليب أمه، وأم تنتظر إبنها المغيب، وأب فقد أبناءه، وشابة عراقية فرض عليها أن تتحول الى أمة ووعودها بعذاب الجحيم إن خرجت، وشاب عراقي حرم من أبسط حقوقه بالحياة، وشعب عظيم وعده ذيول الرهبر بالجنة بشرط أن يقبل القهر والذل والخنوع في هذه الدنيا.