بايدن رسولُ “إسرائيل” الى العالم
حين تتحطم آماله!
بقلم بكر أبوبكر[1]
تقول الصحف الأمريكية أن مخططي الحرب الإسرائيليين والأمريكان بخشون منذ فترة طويلة من حرب متعددة الجبهات تواجه “إسرائيل”، مما قد يحولها الى صراعأوسع[2] خاصة منذبدأ البنتاغون (كما تشير المونيتور) في زيادة ذخائر الدفاع الجوي وغيرها منالمعداتللجيشالإسرائيلي،إذّيظلالمشغلونالخاصونمن قيادة العمليات الخاصة المشتركة (JSOC)على استعداد لمساعدة “إسرائيل” في الاستخبارات والتخطيط لعمليات إنقاذ الرهائن المحتملة التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في غزة، حسبماذكرمسؤولونأمريكيون.
وفي إشارة لضرورة شيطنة “حماس” وإيران كمقدمة للسحق والتدمير للكل النضالي، والتبرير لقتل المدنيين الفلسطينيين يتم تصوير الهجوم المباغت الفلسطيني من غزة أنه “الشر المطلق” أوأنه يشبة الإبادة النازية، أو أنه أسوأ من “داعش” مما كرّره الثلاثي الإرهابي نتياهو والرئيس الامريكي ووزير خارجيته يتضح حجم الصدمة التي أفقدت الفريق توازنه ليلجأ للتضليلات والأكاذيب عن القتل للأطفال من قبل “حما.س” والاغتصاب.
امتد الأمر لاتهام إيران أنها تدعم حماس ب(100 مليون دولار) سنويًا إضافة للتسليح والتدريب الإيراني، كما الإشارة للتنسيق الصارم مع حز.ب الله في لبنان. ووفق (السي أن أن) يقول كوبي مايكل حد كبار الباحثينفيمعهددراساتالأمنالقومي (INSS)ومقره تل أبيب، إنه يعتقد أن إيران تهدف إلى خلق “واقع حرب من أجل إنهاك المجتمع الإسرائيلي، و قوات الدفاع الإسرائيلية”. و هنا هو القاسم المشترك بيناستراتيجيةإيرانواستراتيجية”حم..اس”،ولذلكفإنإيرانذخرلحما..سوالعكس بالعكس.
تشير نادين إبراهيم في “السي أن أن” أيضًا الى أن “المحور الفلسطيني الإيرانيازدادقوة،ًوقديكونهذاكافياً لوضع المنطقة على حافة الهاوية. خاصة مع تقدم الحرب في غزة وما حولها في الجنوب، “مشيرة الى أن نصر.الله كان قد قال “إنهلايوجدفرقبينالأهدافالاستراتيجيةلمجموعتهوأهدافشركائه المسلحينالفلسطينيين. وكانألمحمراراًوتكراراًإلىتوسيعقواعداشتباكالمجموعةمعإسرائيللتعكسالتحالف المتنامي.”
وفي نظرة الى الحرب يكتب “نِك روبرتسون” في صحيفة (ذا هيل)[3]الامريكية أيضًا أنه مقتنع بأن هدف نتنياهو ب”القضاء التام على “حما..س” قد حظي بوضوح بدعم الشركاء الغربيين وبما فيهم امريكا”. ما لايحتاج برأينا لذكاء برؤيته من ردّات الفعل المنفعلة من هذه الدول وما يظهر من السحق للقطاع وحجم الدمار البربري والمخيف، وقطع كل سبل العيش للضغط على “حما..س” للاستسلام، وتدمير فكر الثورة الفلسطينية عامة من ورائها، وتهجير الفلسطينيين.
وفي تكرار لرواية “نتنياهو”المضللة التي حملها الرئيس الإسرائيلي والأمريكي للعالم تذكر صحيفة (تايم) بقلم اسحق هرتزوغ الرئيس الإسرائيلي:”الواقع أن ما فعلته حما..سهوأنهااستوردتوتبنتوكرّرتوحشية”داعش”. لقدتمالقضاءعلىعائلاتبأكملها. أمهات وآباء، مع أطفالهم[4]، قتلوا بدم بارد. الشباب في الحفلة. كبار السن – حتى الناجينمنالمحرقةأنفسهم. مذبحة. تم حرق أجسادهم وإساءة معاملتهم. وإلى جانب عشرات الإسرائيليينالذينتمأسرهم،هناكجنسياتأخرى.”
وفي استجداء للدعم الدولي يقول: “لا يراودنيأيوهمبأنهذهستكونعمليةسريعةأوسهلة،ولكن هناك شيء واحد مؤكد، وهو أنها ستتطلب دعم المجتمع الدولي”، ما يدلّل على أهمية الدعاية المضللة (البروباغندا) لاستجلاب الدعم الدولي، رغم أنه –أي الرئيس الإسرائيلي والاستعماري الغربي-مستعد دومًا لغض البصر عن آلام الفلسطينيين من جهة والنظر بعدسة مكبرة لأي خطأ قد يأتي من قبلهم، ويدير الظهر لسنوات لكل الأعمال النازية والفاشية والوحشية التي يقوم بها الصهيوني!
وفي تهديد مبطن للدول العربية والإسلامية يقول هرتزوغ[5] “سيحاكم التاريخ حم..اسعلىجرامئهاضدالإنسانية،وكذلككلمنفشلفيالوقوفضدها.(؟!)وإننيأحثّالمجتمع ً الدولي برمته، وأولئك الذين وقفوا إلى جانبنا دائمًا، وغيرهم. الآن هو الوقت المناسب للتحدث. لقد حان الوقت للعمل على دعم “إسرائيل” بالقول والفعل، في الداخل وفي المؤسسات الدولية”
ويقول “الى جيراننا وأصدقائنا المسلمين في المنطقة (؟!) الذين يمثلون وجهًا مختلفًا للاسلام (؟!) أقول أن الوقت قد حان لإظهار أننا جميعًا نشترك في الاحترام المتبادل وغير القابل للتصرف للحياة البشرية”.!؟
وفي تحذير عديد من الكتاب المؤيدين ل”إسرائيل” أن لامكان آمن للناس في غزة فإنه يتشفّون بكلماتهم بذلك، وكأن الكراهية العميقة للفلسطينيين والحقد على العرب بل والمسلمين ومما تسمعه من كلام الرئيس الإسرائيلي تنفجر دومًا لتؤكد أن المطلوب هو الانصياع الكلي لوجهة النظر والروايةالصهيونية المزوّرة للاحداث والمبررة أبدًا للاحتلال (منذ 75 عامًا حتى الآن) والمبررة أيضًا للعنصرية والقتل المدعوم من العالم الغربي الأعمى.
في وكالة أي بي[6]الامريكية بقلم “ماثيو لي” يذكر ما يوضح التهديد الحقيقي المرسل لإيران بقوله أن “مسؤول كبيرفيوزارةالدفاع حذّرمنأنالولاياتالمتحدةتراقبعنكثبحز.باللهوالجماعاتالأخرىالمدعومة من إيران مشيرًا لقرار نقل السفن الامريكية الى المنطقة كان لردع أي من هذه الجماعاتمندخولالصراعضد “إسرائيل” أو توسيعه. ”
وقال:”إن الولايات المتحدة “تغمر المنطقة” (لاحظ مصطلح تغمر!) بالمكالمات والرسائل الأخرى حتى تعلم الجماعاتالمتطرفةوالدول الأخرى أنه لا ينبغي لها التشكيك في التزام أمريكا بدعم الدفاع عن “إسرائيل””. ونرى أنه بالحقيقة القتال ضد العرب لإبقاء الإسرائيلي ذو السطوة واليد العليا عليهم أجمعين.
نقول أن ما قاله “لي” هو ما أكده وزير خارجية أمريكا “بلينكن” بمؤتمرة الحاضّ على تدمير غزة بكل وضوح حين قال بالمؤتمر الصحفي مع “نتنياهو” في 12/10/2023م “قد تكون لديكم القوة الكافية للدفاع عن أنفسكم بمفردكم. لكن مادامت الولايات المتحدة موجودة، فلن تضطروا إلى ذلك مطلقا. سنكون دائما بجانبكم”!؟
والى ما سبق أشار “ماثيو لي” لثقة الأمريكان بدرجة “من التواطؤ” من الإيرانيين لحما.س، وفي سياق تحليله للتدخل الأمريكي أشار استنادا للمسؤول الامريكي “أنه لا توجد نية لنشر قوات أمريكية على الأرض”!
اما موقع اكسيوس الأمريكي أيضًا فلقد أشار لتحركات الرئيس بايدن المحمومة لدعم الإسرائيلي حيث ذكرZachary Basu في الموقع[7]أن الرئيس بايدن اشتغل بدالة هواتف (مصطلحنا نحن) ل”إسرائيل”! وبالنص أنه: أجرى” أكثر من عشرين مكالمة واجتماعًاوإحاطةخلالعطلةنهايةالأسبوعمعاندلاعالفوضى القاتلة في “إسرائيل” وغزة، مماأدى إلى واحدة من أزمات السياسة الخارجية الأكثر حدة وخطورة في رئاسته.” حيث أن ما حصل من هجوم “حما..س” المفاجيء على “إسرائيل” كان بمثابة صدمة لأمريكا وحلفائها كما قال، ويمثل اختبارًا لبايدن. وفي هذه المكالمات اتفق بايدن ونتنياهو على أهمية العملية البرية ضد القطاع! كما أفاد “باراك رافيد” بالموقع.
وفي صحيفة “فاينانشال تايمز”[8] يتم الإشارة الى تحطم آمال بايدن بتحقيق هدوء نسبي في جميع أنحاء الشرق الاوسط ما أدى لقلب أولويات السياسة الخارجية الامريكية رأسا على عقب، ما أدى للانتقال بالدعم العسكري السريع ل”إسرائيل” إضافة للجهد الأعلامي والدعائي (بالحقيقة التضليلي كما هو واضح لنا) والدبلوماسي. وحيث يقف الأمريكي حائرًا الآن بين تقصيره بدعم أوكرانيا و”إسرائيل” لذلك كانت لهجته الحاسمة وتحركاته كبدالة هاتف ل”إسرائيل”، وداعم دعائي تضليلي (بروباغندا) وعسكري مباشر.
وتشير “فايننشال تايمز” للقيادة السياسية الامريكية أنهم”كانوا يحاولون التركيز على الصين،وكانوايحاولونالتركيزعلىروسيا،ويأملونفيإبقاءالشرقالأوسط[9]في مؤخرة الاهتماماتوقالدانييلبايمان،الأستاذفيكليةالخدمةالخارجيةبجامعةجورجتاون: “إنالشرقالأوسطلديه طريقة في العمل، فقد فرض نفسه عليهم””
ومع ذلك تحذر الصحيفة قائلة أنه: “قد يصبح الصراع أكثر صعوبة بالنسبة لبايدن إذا مضت “إسرائيل” قدمًا في غزو طويل وحصار لقطاع غزة، الأمر الذي قد يؤدي إلى سقوط العديد من الضحايا المدنيينعلىالجانبالفلسطيني،مايجعلمنالصعبعلى البيت الأبيض الدفاع عن رئيس الوزراء نتنياهو”. كما تمت الإشارة الى أن التطبيع السعودي الصهيوني بالقول أنه قد وضع الآن في الثلاجة!
وذكر أحد المحللين بالصحيفة بوضوح منتقدًا إدارة بايدن أنه: “عندما يحينالوقتللتوصلإلىتسويةبين”إسرائيل”وحما..س،يجبأنيكونبايدنمستعدا للتوسط في الصفقة، الأمر الذي قد يحسن الصورة بالنسبة لواشنطن”.
وفي إطار النقد المتعاظم لسياسة بايدن تذكر صحيفة (ذا انترسبت)[10] وبقلم مرتضى حسين: أن ما حصل أعاد أمريكا الى المنطقة بعد أن أمضت سنوات في محاولات للابتعاد عنها فنقلت أصولها البحرية للبحر الأبيض المتوسط لدعم “إسرائيل”في غزوها لغزة.
ويذكر الكاتب “أناندلاع أعمالالعنفالمكثفةالجديدة تمثل فشلاًذريعالسياسةإدارةبايدنفيالشرقالأوسط. حيث ركزت الإدارة سياستها الإقليمية على توسيع “اتفاقيات إبراهام””. مضيفًا: “كانت الفرضية الفعلية وراء الاتفاقات، التي بدأت في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب وقادها صهره جاريد كوشنير هي “حل” الصراع الإسرائيلي الفلسطيني!؟ من خلال تجاهل الفلسطينيين ببساطة والتعامل مع ظروفه معلنا أنها غيرذات صلة. وتظهر أحداث نهاية هذا الأسبوع أن هذا النهج، القائم على الاختفاء الفلسطيني، قد انهار الآن. في الواقع، فإن توقع أن يستسلم الفلسطينيون ببساطة للموت البطيء، وهو الافتراض الذي من الواضح أن بايدن يحمله، لن يكن واقعيًا على الإطلاق”.
الهوامش:
[1] بكر أبوبكر كاتب وباحث عربي فلسطيني ورئيس أكاديمية فتح الفكرية، وعضو المجلس الاستشاري للحركة.3Israel targets downtown Gaza City with massive bombardments | The Hill
4 تم دحض فرية قتل الأطفال من قبل الصحافة الامريكية ذاتها-أنظر واشنطن بوست.
5Column: Israel’s Darkest Hour Casts a Shadow on the World | TIME
7Scoop: Inside Biden’s weekend responding to Hamas attack on Israel (axios.com)
8‘It thrust itself upon them’: Israel conflict jolts Joe Biden | Financial Times (ft.com)
9 اختراع مصطلح الشرق الاوسط لقتل مصطلح العالم العربي والعالم الإسلامي وتسويغ إدخال “إسرائيل” ثم هيمنها على الامة.
10 Biden Doubled Down on Abraham Accords to “Devastating Consequences” (theintercept.com)