رياضة

جوست فونتين… هداف خارق من الزمن الجميل!

جوست فونتين… هداف خارق من الزمن الجميل!

وكالات أنباء

في نهاية كل بطولة لكأس العالم، يتسابق الجميع على سرد وحفظ الأرقام المسجلة في هذه النسخة، ومن أهمها كم عدد أهداف هداف المونديال، لتتم مقارنتها بنسخة قياسية حدثت قبل 64 سنة.

رغم مشواره القصير الذي لم يتجاوز سبعة أعوام مع منتخب فرنسا، حفر المهاجم جوست فونتين الذي توفي يوم الأربعاء الماضي عن 89 عاما، اسمه بذهب في تاريخ كرة القدم وبات مقترنا بالاهداف الـ13 التي سجلها في مونديال السويد 1958، وهو رقم قياسي في نسخة واحدة من كأس العالم لا يزال صامدا.
أبصر جوست النور في 18 آب/أغسطس 1933 في مدينة مراكش المغربية حيث عُيّن والده الآتي من تولوز مفتشا في إحدى شركات التبغ. وميول الشاب فونتين الى التهديف بدأت تظهر منذ بدأ مداعبة الكرة، وزادت صقلا في فريق الاتحاد المغربي، حيث أظهر مهارات عالية واستعدادا فنيا وبدنيا قويا بانطلاقاته المركزة في المحور التي كانت تزرع الخوف والارتباك وسط المدافعين. وفي 1953 شوهد من مسؤولي نادي نيس الذين قرروا ضمه الى الفريق، فسافر فونتين الى سواحل الجنوب الفرنسي وأمضى ثلاثة مواسم محققًا لقب الدوري عام 1956، قبل ان يقرر الانضمام الى رينس في صيف العام ذاته، خلفا للهداف المعروف ريمون كوبا الذي انتقل الى ريال مدريد. وفي هذا النادي انفجرت مواهب الهداف القادم الى الاضواء العالمية، حيث تمكن من تسجيل 116 هدفا في الدوري الفرنسي بين 1956 و1960، ونال لقب هداف الدوري مرتين عام 1958 بتسجيله 34 هدفا، وعام 1960 بتسجيله 28، واحتل في المرتين الاخريين المركز الثاني في لائحة الهدافين.
وحقق مع رينس لقب الدوري 3 مرات (1958، 1960، 1962) وخاض معه نهائي كأس الاندية الاوروبية البطلة (دوري الابطال حاليا) عام 1959 الذي خسره امام الريال. وانضم الى المنتخب الفرنسي في 17 كانون الاول/ديسمبر 1953، ولعب أول مباراة ضد المجر في كولومب، إلا انه غاب عاما كاملا عن التشكيلة، قبل ان يعود اليها كلاعب احتياطي.
وفي نهائيات كأس العالم 1958 التي أقيمت في السويد، سافر فونتين مع منتخب بلاده كلاعب احتياطي، إلا أن اصابة هداف الفريق الاساسي رينيه بليار، أتاحت له الفرصة ليكون أساسيا، وعندها بدأت قصة هداف من طراز نادر لا يزال اسمه خالدا بفضل أهدافه الـ13 في نسخة واحدة وست مباريات، وهو إنجاز عجز أي لاعب عن تحقيقه.
حتى يومنا هذا، سجل ثلاثة لاعبين فقط أهدافا في نهائيات كأس العالم أكثر من فونتين، هم الهداف التاريخي الالماني ميروسلاف كلوزه (16 في أربع نسخ)، والبرازيلي رونالدو (15 في أربع نسخ علما انه لم يلعب في الأولى) والالماني غيرد مولر (14 في نسختين). وفي مونديال قطر 2022، عادل الارجنتيني ليونيل ميسي الذي قاد بلاده الى المجد رقم فونتين، لكن الأمر استغرق خمس نسخ.
كانت أول مباراة لفرنسا في مونديال 1958 امام البارغواي في 8 حزيران/يونيو حققت خلالها فوزا ساحقا 7-3، وكانت لفونتين حصة الاسد بتسجيله ثلاثة اهداف جعلت بدايته صاروخية في النهائيات رغم مشاركته الخامسة فقط في صفوف منتخب بلاده. وبعد خمسة أيام، التقت فرنسا منتخب يوغوسلافيا القوي، ورغم تفوق فونتين في تسجيل هدفين، لم يمنع ذلك اليوغوسلاف من تحقيق الفوز 3-2 الذي لم يؤثر على مصير المنتخب الفرنسي في البطولة. وفي 15 حزيران/يونيو، تجاوز الفرنسيون الهزيمة وحققوا الفوز على اسكتلندا 2-0 بهدف لكل من فونتين وكوبا. وفي ربع النهائي، سحقوا ايرلندا الشمالية برباعية نظيفة سجل منها فونتين هدفين، ليتأهلوا الى نصف النهائي للمرة الاولى في تاريخهم.
وكان الخصم هذه المرة منتخب البرازيل الذي تقدم بهدف في الدقيقة الثانية قبل أن يعادل فونتين بعد سبع دقائق فقط. واضطرت فرنسا لإكمال المباراة بعشرة لاعبين بعد خروج روبير جونكيه بداعي الاصابة بعد مرور نصف ساعة (في تلك الحقبة لم يكن تبديل اللاعبين مسموحا). واستفادت البرازيل وتقدمت 5-1 بفضل ثلاثية «هاتريك» لبيليه قبل أن يضيف روجيه بيانتوني هدفا ثانيا شرفيا للديوك لتنتهي المباراة بفوز البرازيل 5-2 قبل أن تتوج بالنتيجة ذاتها على حساب السويد في النهائي بلقبها الاول في تاريحها. وقاد فونتين المنتخب الفرنسي للفوز بالبرونزية بتسجيله أربعة أهداف ضد ألمانيا (6-3) ويتوج بلقب هداف الدورة محققًا الانجاز التاريخي.
وبعد المونديال صار فونتين نجم فرنسا، غير ان القدر خبأ له مفاجآت غير سارة، بدأت في 20 آذار/مارس 1960 في مباراة ناديه رينس امام سوشو في الدوري حيث تعرض الى كسر مزدوج في الساق عندما اصطدم بالمدافع العاجي سيكو توري. وبإرادة فولاذية حاول فونتين العودة الى الملاعب وتمكن من المشاركة في مباراة فرنسا امام بلغاريا في 11 كانون الاول/ديسمبر 1960 ضمن تصفيات مونديال 1962، كانت الاخيرة له دوليا. وبعد موسمين عانى خلالهما من الاصابات، استسلم فونتين في 1962 واعتزل اللعب عن 28 عاما فقط. وعلّق بعد اعتزاله «منذ أكثر من عام وأنا أعاني من الآلام، صارعتها كثيرا لكنني فشلت في هذه المواجهة».

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب