التنديد العربي لم يعد يعبأ به أحد…. وهوان الأنظمة دعم للعدو… وأطفال القطاع يعلموننا درسا في البطولة

التنديد العربي لم يعد يعبأ به أحد…. وهوان الأنظمة دعم للعدو… وأطفال القطاع يعلموننا درسا في البطولة
القاهرة ـحسام عبد البصير
«القدس العربي»: حتى وهي تهدر احتياطي دمائها وتغرق في الظلام وتتجرع خيانات العرب والمسلمين وسائرالعالم لها، غزة بخير.. تشرب الماء المالح ولا تجد كسرة خبز ولا حبة دواء، لكنها تجيد القتال وتحفظ وصية الشهداء… هي لا تفقد عقلها كما فقده الكيان المغتصب، ولا تنتظر دعم الشقيق ولا الصديق ولا الغريب، فقد جربت الجميع واعتادت الخذلان، ولم تعد تتوقع أن يستيقظ ضمير العالم، والأشقاء دفنوا ضمائرهم.. وكشفت الدكتورة عبير عطيفة المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أن قطاع غزة يخلو من المواد الإنسانية وأهمها المواد الغذائية، كما أن الماء أصبح نادرا. وأضافت أن المخزون الاستراتيجي داخل غزة بدأ في النفاد والمحال التجارية بدأت تنفد منها المواد الغذائية، مضيفة أن عددا قليلا من المخابز أصبح قادرا على الاستمرار بسبب نقص الوقود. وأوضحت أنه من نحو 23 مخبزا كان يعمل برنامج الأغذية العالمي فيها لم يتبقَ إلا 3 فقط، بالإضافة إلى نقص المياه اللازمة للحياة، حتى إن احتياجات الناس من الأكل لم تعد متوفرة بقوة. وأعلن مرصد الأزهر، أن المساجد كان لها نصيب كبير من الدمار الهائل الذي تشهده غزة جراء القصف الصهيوني الغاشم، الذي يتعرض له القطاع المحاصر منذ السابع من شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري، والتي من الممكن وصفها بـ«حرب إبادة»، مؤكدا أن الاحتلال دمر 31 مسجدا بشكل كامل، بالإضافة إلى تدمير عشرات المساجد الأخرى بشكل جزئي.
ومن الأخبار العامة: رصد عدد من الغطاسين، ظهور القرش الحوتي، أو ما يطلق عليه “بهلول” قبالة سواحل مدينة الغردقة.
ة ويعد ظهور “بهلول” فرصة جيدة للتسويق السياحي، حيث يلتقط السائحون الصور التذكارية له وينشرونها عبر منصاتهم وحسابتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، كما أن ظهوره يعتبر حدثا بيئيا مهما. ويحظى القرش الحوتي بهلول باهتمام وشغف السياح والغواصين، باعتباره أحد الكائنات البحرية المهددة بالانقراض، كما أنه لا يعتبر من المفترسات، رغم ضخامة حجمه، إذ يصل وزنه إلى حوالي 21 طنا بينما متوسط طوله يصل إلى 13 مترا.
لن تناديكم
هي الحرب، كما تصفها خولة مطر في “الشروق”: نعم كرروها وما زالوا حتى آخر مقالة لهم وهناك سيل منها. وهي أيضا نتيجة «للحيوانات البشرية» القاطنة غزة، كما سماها وزير الحرب الصهيوني، هي أصلا كيان لا يعرف سوى الحرب والموت والدمار والدماء.. كثير منها والأشلاء الندية لأطفال غزة وفلسطين. عرفنا أنها الحرب وعشنا حروبهم السابقة ونحن على الحال نفسه، متسمرون أمام شاشات التلفزيون ننتقل لنبحث عن أكثرها محاولة لإيصال الصورة، حتى من تدعي أنها مع الحق والناطقة بلغة الضاد، حتى تلك تضطرك لمشاهدة الحدث ذاته بسرديات مختلفة. نحن أمام شاشاتنا وحكوماتنا تنطلق في عبارات الاستنكار والمطالبة بضبط النفس على استحياء إلا عندما وصلت نار حرب غزة إلى صحرائها وبلداتها وسكنت الغيوم وسربت الأخبار والمؤامرات والروايات. كم منهك مشهد تسمرنا خلف الشاشات، وأحيانا يوحي بالبلادة، وكم هي تعبيرات عجزنا وضعفنا ونحن نذرف الدمع الكثير ونرسل الأخبار عبر مجموعاتنا على وسائل التواصل أو ما تبقى منها، فمعظمها يملكه الصهاينة أيضا رغم أن النفط وماله كله عندنا، إلا أن عليهم أن يعذرونا فقد انشغلنا بمسابقات الجمال والرشاقة والعمار المتوحش والاستهلاك القاتل في العدم، ولا ننسى شراء الأسلحة فتتكدس، حتى تنتهي صلاحياتها، أو أن الأسلحة تصدأ ونعود لندفع بلايين لأسلحة جديدة، لم ولن نستخدمها أبدا، إلا ربما عندما نضطر لقتل بعضنا بعضا، ولكن مهلا فهناك وبعد خمسة عشر يوما من الموت المعلن على كل الوسائط جاءت القمة، إنها الحرب، يقول نتنياهو وبايدن وكل الرجال البيض وحتى السمر بوجوه بيضاء. ألم ينكشف عدد المتصهينين منا وهم كثر، رغم وجع الاعتراف.. بعضهم لم يمل تكرار ما أرسلوه بلغة أجنبية إنكليزية أو فرنسية أو إسبانية أو حتى عبرية، لتصل إلى الجمهور الآخر للمواطنين الصالحين الديمقراطيين جدا الذين أبكتهم حرب أوكرانيا حتى آخر دمعة لأنها غزوة روسية، ولأنها أيضا تخالف الاتفاقيات الدولية والقانون الدولي «الإنساني».. كل القوانين والاتفاقيات وحتى المنظمات الدولية سقطت إلى آخر ذاك المشهد المثير للشفقة عند معبر رفح، وقوافل المساعدات تنتظر أوامر تل أبيب وواشنطن وربما باريس ولندن وغيرها إلى تلك المرأة الجالسة بحقد شديد على رأس المجموعة الأوروبية.
الداخل لها مولود
إنها الحرب وأهل غزة، كما تخبرنا خولة مطر أكثر معرفة بها في ما نعبث نحن بمحركات البحث يرسل أطفالهم كثيرا من البكاء والصراخ والدم والدمار، وأيضا الضحك الذي حتما يثير دهشة الصهاينة، لأنهم وكثير من الرجال البيض لم يقرأوا هذا الشعب جيدا، ولم يعرفوا كم أن للحياة عنده قيمة ومعنى فالموت الفلسطيني ليس هدرا كما يردد بعضهم بنيات سوداء، أو حتى بطيبة قلب أو ربما جهل.. هم من فهموا ودرسوا الحرب ربما في كتب دينهم، وهي ليست داعشية كما يصورها أفيخاي أدرعي القبيح، وما حضارتهم وثقافتهم إلا تراكم لتاريخ حافل بالرقص مع الحياة، وليس كما يفعل الصهاينة، بالرقص فوق جماجم وبقايا عظام الأطفال الندية، وكل ذنبهم أن آباءهم وأمهاتهم ركضوا سريعا بعيدا عن قنابلهم «الذكية» واختبأوا كما مئات، بل الآلاف من عائلات غزة في المساجد والكنائس، والمدارس هي الأخرى لم تسلم من صواريخهم، وهم يضحكون وبين حين وحين ينظرون بشماتة وهم يشربون كوبا من الماء المثلج، وهناك تغط غزة في عتمة اللاماء واللاكهرباء واللادواء واللا حياة.. ومعها وفوقها صواريخ وقنابل فوسفورية وكل ما أبدعه العقل الشرير للرجال والنساء البيض، لم يصرخ الرجل الأبيض «المتحضر» عندما دمرت الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية في حى الزيتون، وهي ثالث أقدم كنائس العالم، وعند أهل غزة مسلمين ومسيحيين هي ملاذهم في كل حروب الصهاينة المتكررة عليهم. نعم كان ذاك القائد في جيش الحرب الصهيوني يعرف تماما ما يفعل وهم ليسوا «كوراترال دامج» أو أضرارا جانبية، كما يفسرها غوغل وهو الآخر صهيوني كما أنستغرام وفيسبوك، ومعظم أن لم يكن كل المنصات. حتى هذه لم نعرف أن نستخدم نفطنا أو بعض عوائده بالبلايين من الدولارات لامتلاكه والسيطرة عليه. إنها الحرب، فعلينا ربما أن نعض على الجرح المدمى حتى تغسل دماء أطفال ونساء ورجال وأبطال غزة مسلمين ومسيحيين وغير دينيين، حمساويين وجهاد إسلاميين، فقراء وفقراء أكثر ومعدمين، متعلمين وعمال وفلاحين وصيادين وصحافيين وإعلاميين ومفكرين وأساتذة جامعات وغيرهم يغسلون أرضنا الممتدة بعد تلوثها بكثير من الذل والإهانات، وفقدان الكرامة والإنسانية. هي غزة الداخل لها مولود وكلنا في خارجها سنموت كالجرذان.
مصاعب مقبلة
توقع السفير عمرو حلمي في “المصري اليوم” أياما صعبة مقبلة: نحن في انتظار مشاهدة المزيد من المآسى الإنسانية المروعة في غزة، التي لن تتحرك الديمقراطيات الغربية سوى لتبريرها، رغم إدراكها أن الحصار الإسرائيلي المفروض على 2.3 مليون فلسطيني يمثل انتهاكا للقانون الدولي الإنساني وللقانون الدولي لحقوق الإنسان ولاتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، التي تؤكد حتمية توفير الحماية للمدنيين خلال النزاعات المسلحة، ويجب ألّا يمثل ذلك مفاجأة لأحد، فما نشهده الآن من مواقف ودعم وتعاطف ومساندة لإسرائيل، ما هو إلا إقرار للسياسات الحقيقية للغالبية العظمى من الدول الغربية الداعمة لإسرائيل، التي سبق أن أكدتها أنماط تصويتها على العديد من مشروعات القرارات، التي يتم طرحها في الأمم المتحدة وأجهزتها ومنظماتها المتخصصة.. فالولايات المتحدة استخدمت منذ عام 1972 حق النقض «الفيتو» في مجلس الأمن 53 مرة لعرقلة إصدار قرارات ضد إسرائيل، وقد جاء استخدامها حق الفيتو مجددا يوم 18 أكتوبر/تشرين الأول الجاري حول مشروع القرار، الذي يدعو إلى توفير «هدنة إنسانية» في غزة بما يساعد على سرعة إنفاذ المساعدات الإنسانية العاجلة للفلسطينيين المحاصرين ليرفع هذا الرقم إلى 54 مرة the United States has vetoed 54 UN Security Council resolutions critical of Israel، وهو مشروع القرار الذي حظي بموافقة 12 دولة، من بينها فرنسا والصين، وامتنعت عن التصويت عليه بريطانيا وروسيا، على الرغم مما تضمنه مشروع القرار من إدانة لجميع أعمال العنف والأعمال العدائية ضد المدنيين وجميع أعمال الإرهاب، ورفضه وإدانته بشكل لا لبس فيه للهجمات الإرهابية التي شنتها حماس في إسرائيل ابتداء من 7 أكتوبر الجاري ودعوته إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، وحماية جميع العاملين في المجال الطبي والعاملين في المجال الإنساني، فضلا عن المستشفيات والمرافق الطبية، بما يتفق مع القانون الدولي الإنساني.
صمتنا عار
أما بالنسبة للاتحاد الأوروبي، والكلام ما زال للسفير عمرو حلمي فإن غياب «سياسة خارجية موحدة» يجعل أنماط تصويت الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي متباينة بين أغلبية تعارض إصدار قرارات معارضة لإسرائيل، ومنها ألمانيا وهولندا والتشيك، ومؤيدة مثل أيرلندا، ودول متأرجحة في نمط تصويتها، ومنها فرنسا وبلجيكا وإسبانيا، وهو ما يجعل الغالبية العظمى من الديمقراطيات الغربية تنحاز إلى إسرائيل، التي ترى فيها أنها «الدولة الديمقراطية» الوحيدة في منطقتنا، رغم تطبيقها سياسة الفصل العنصري، التي يتم تصنيفها على أنها تأتي ضمن «الجرائم ضد الإنسانية»، فضلا عن كونها تحتل أراضي الغير عن طريق الحرب، ولا تلتزم بتطبيق اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949 سواء على الأراضي الفلسطينية أو العربية المحتلة. ويشجع الدعم الأمريكي غير المشروط إسرائيل على الاستخدام غير المتناسب للقوة ضد الفلسطينيين، ففي الوقت الذي تركز فيه الغالبية العظمى من الديمقراطيات الغربية على إدانة حركة حماس، إلا أنها لم تتخذ خطوات جادة، بحكم مسؤولياتها السياسية والأخلاقية، لإجبار إسرائيل على رفع الحظر المفروض على أكثر من 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة، الأمر الذي امتد إلى تجاهل دفع إسرائيل إلى رفع القيود التي تفرضها على إمكانية نفاد المساعدات الإنسانية العاجلة إلى الفلسطينيين المحاصرين، الذين وصلت أوضاعهم- وفقا للعديد من التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة ومنظماتها وأجهزتها – إلى حافة الكارثة الإنسانية الكبرى، على الرغم من إدراكها أن المسؤولية التي يحددها القانون الدولي على إسرائيل، كقوة احتلال، لا تُجيز فرض عقاب جماعي على الشعب الفلسطيني بأسره، الذي يعاني كل ويلات القهر والاحتلال، إذ بلغت أعداد مَن سقطوا من الفلسطينيين جراء القصف الإسرائيلي المتواصل، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة حتى 18 أكتوبر/تشرين الأول الجاري إلى 4137 قتيلا و13162 مصابا في غزة ومئات الجثث تحت أنقاض المباني المدمرة، يُضاف إلى ذلك 64 قتيلا و1284 مصابا في الضفة الغربية، فضلا عن الدمار الهائل الذي لحق بقطاع غزة بمنشآته المختلفة، المحظور وفقا لقوانين الحرب التعرض لها بالقصف والتدمير.
صمود أبدي
تصريحات عديدة ترددت على لسان مسؤولين دوليين وإقليميين تحذر وفق ما قاله الدكتور محمود خليل في “الوطن” من انجراف منطقة الشرق الأوسط إلى حرب دينية، ستكون لها تأثيرات وخيمة على العالم. والسؤال متى كان الدين غائبا عن مجمل الصراعات التي شهدتها المنطقة؟ المسألة ـ في تقديري- ليست وليدة اللحظة، فقد كان الدين حاضرا على أجندة تفكير القوى الكبرى منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، وطيلة النصف الثاني من القرن العشرين، في ما يتعلق بالعديد من الصراعات. فدولة إسرائيل قامت عام 1948 على أساس ديني، انطلاقا من أفكار توراتية وتلمودية حول أرض الميعاد وشعب الله المختار، بل إن اسم الدولة نفسه – كما تعلم- تم اتخاذه من اسم نبي الله يعقوب “إسرائيل”، وكذلك رمزها “نجمة داود”. وما زالت السياسة في إسرائيل تؤدى وكأنها طقس ديني، والدين يمارس وكأنه جزءا لا يتجزأ من السياسة، أو ترجمة لأفكارها الأساسية. وسعى الإسرائيليون منذ 1948 وحتى الآن للنيل من المسجد الأقصى والمقدسات الأخرى الإسلامية والمسيحية بالقدس الشريف، يعكس رؤية دينية للآخر، وقد استفز هذا الأداء المتدثر بالدين من جانب المحتل الطرف العربي، فرفع قطاع منه شعارات دينية، منذ السنوات الأولى للمواجهة، وظهرت رايات ترفع شعارات دينية في حرب النكبة عام 1948، وبعد الهزائم المتكررة للعرب أمام إسرائيل، بدأ البعض يتحدث بصوت عال عن أننا نسينا الله في هذا الصراع، عبر إلباسه ثوبا قوميا، وعدم رده إلى أصله “الديني”، فرفعت العديد من الشعارات الدينية على الألسنة العربية، وانتهى الأمر إلى انتصار أكتوبر/تشرين الأول عام 1973.
غاب الدين
حقائق التاريخ التي اطلع عليها الدكتور محمود خليل تقول، إن إسرائيل التي تتباهى على العرب بديمقراطيتها -غربية المنشأ- وبأنها دولة علمية عصرية، هي أول من ألبس هذا الصراع ثوب الدين، ويكاد يشكل الفهم الديني له أساس تفكير الكثير من الإسرائيليين، وهو أيضا يشكل أساس فهم الكثير من العرب لهذا الصراع، كرد فعل طبيعي للرؤية الإسرائيلية التي زرعوا على أساسها دولتهم الاحتلالية داخل المنطقة. المسألة لم تتوقف على الصراع العربي الاسرائيلي فقط، فقد تم استدعاء الدين من جديد كراية يتم رفعها في الحروب، حين غزا الاتحاد السوفييتي أفغانستان عام 1979، فقد اتجهت الولايات المتحدة الأمريكية إلى العزف على وتر الدين وهي تهيئ الأنظمة والشعوب العربية لخوض حرب مقدسة ضد الروس الذين احتلوا دولة مسلمة، وتبنت الأنظمة العربية التي اقتنعت بالطرح الأمريكاني الفكرة، ورفعت شعار “الجهاد ضد الإلحاد” وهي تحرض شبابها على السفر إلى أفغانستان للجهاد في سبيل الله. وقد تعاون الغرب مع القوى التي تشكلت داخل هذه الدولة للجهاد ضد الروس، وانتهى المشهد بخروج السوفييت من أفغانستان عام 1989، بعد 10 سنوات من القتال المتصل. السؤال إذن متى غاب الدين عن الصراعات في تاريحنا المعاصر حتى يحضر من جديد بعد “طوفان الأقصى”؟ الرداء القومي الذي لبسه العرب في هذا الصراع تم خلعه تماما بعد نكسة 5 يونيو/حزيران عام 1967، بسبب فشل الأنظمة التي تبنته في أن تفعل شيئا، وبعد أن تضاعفت الخسائر في ظل طرحها، في المقابل أثبتت القطاعات الأخرى التي رفعت شعارات دينية كفاءة أكبر في التعامل، وسواء اتفقت أو اختلفت معها، لا تستطيع أن تغفل أنها خرجت من رحم الشعوب والرأي العام الذي هاله حجم انكسار الأنظمة أمام العدو المحتل.
حق ضائع
كُنت طيبا بريئا ساذجا غضا، استغرب كلمة القسوة، وأستبعد أوصاف التوحش من قاموس مفرداتى. لم أكن أتصور أن هناك بشرا على الأرض يمتلكون كل قساوة القلب، وكل غلظة المشاعر، وكل خشونة الطبع كما رأيت لاحقا. تابع مصطفى عبيد في “الوفد”: صغيرا كنت عندما قرأت تعبير الشاعر الجميل صلاح عبدالصبور الذي يقول فيه «هذا زمن الحق الضائع.. زمنٌ لا يُعرف مقتول مَن قتله ولِمَ قتله. فرؤوس الناس على جثث الحيوانات.. ورؤوس الحيوانات على جثث الناس. فتحسس رأسك. تحسس رأسك». وتصورت وقتها أن المبدع الفلتة، يبالغ كطبيعة الشعراء لأنه لا يمكن أن يتماهى الإنسان والحيوان في المشاعر إلى حد عدم التفرقة بينهما. وربما كبرت قليلا عندما فكرت كثيرا في سؤال صديقي المرتاب دائما، المتشكك غالبا الذي باغتني به قائلا: «ما الجرم الذي يمكن لإنسان أن يرتكبه يساوي أن يقبع في عذاب النار إلى الأبد؟». ولم تكن دماغي تظن أن هناك بالفعل بشرا أقسى وأحدّ وأعنف وأبشع وأخشن وأحقر من أي خيال جامح حتى عرفت وقرأت وتابعت وشاهدت واستمعت وفهمت واستنرت وعرفت بأن الإنسان في دمويته أبعد مما يتصور عاقل. فكرت كثيرا في ضمير الطيار الإسرائيلي الذي قصف مستشفى المعمداني في غزة سائلا كيف لم يوخزه للحظة وهو يطلق وابل قنابله على مرضى وجرحى وأطفال باحثين عن ملجأ؟ كيف بضغطة زرـ أزهق أرواح خمسمئة إنسان وكأنه يمسح عرقه؟ كيف لم تسائله أخلاق، ولم تعاتبه بقايا حس إنساني وهو يرش الموت عبثا على عُزل أبرياء؟
رجال النازي
قبل ذلك مرارا والكلام ما زال لمصطفى عبيد شهدنا قسوة جنود إسرائيل وهم يقتلون أطفالا ورضعا ونساء بدم بارد، ربما تضاحكوا بعدها، وربما دخنوا في زهو، وربما عانقوا أطفالهم بعد عودتهم منتفخين كأبطال، من دون أن ترتعش لهم شعرة إنسانية. استعدت بشاعات الإنسان الوحش الذي تفوق على الشيطان جحودا وقسوة ودموية، وإن ادعى تمدنه وتحضره. في الساعة الثامنة والربع من صباح السادس من أغسطس/آب 1945 ألقى الطيار الأمريكي بول تيبيتس القنبلة الذرية الأولى على هيروشيما، ومات على الفور 66 ألف إنسان، ثم مات لاحقا آلاف آخرون نتيجة التأثيرات الذرية، وعاش «تيبيتس» حتى بلغ الثانية والتسعين عاما، وكان مما يقوله دائما بأنه على استعداد لإلقاء قنبلة نووية أخرى على كابول، أو مكة، أو القاهرة، أو أي مصدر خطر، إن طلب منه ذلك، وإن على الصحف أن تتوقف على وصف الحرب بالبشاعة. وفي اعترافات رجال النازي وهم يشهدون بالمحاكمات بعد سقوط هتلر، أفاد بعضهم أنهم كانوا يطلبون من الأم أن تحتضن وليدها في «الهولوكست» حتى تخترقهما رصاصة واحدة فتثقب رأس الرضيع، ثم تنفذ لأمه توفيرا للذخيرة. وتذكرت كيف ابتكرت استخبارات الخميني أسلوبا جديدا لإعدام خصومها، حيث يوضع الضحية في زنزانة ثم يدخل أحد الحراس ويطلق رصاصة واحدة على قدمه ويتركه ينزف حتى الموت. استزدت مما كتبه المؤرخون حول أولئك الذين ابتكروا أساليب تعذيب قاسية لردع أعدائهم، ومنها تفنن جلادي الدولة العثمانية في تنفيذ القتل بالخازوق، ليمر بجسم الإنسان بمهارة دون أن يقطع أحشاءه أو يجرح أعضاءه ليموت في أطول مدة زمنية. ومثلهم كثيرون، يدعون أنهم بشر، بأقنعة ودونها، أمامنا وخلفنا وحولنا، لا رحمة في قلوبهم. لا ذرة حب، لا رأفة، لا أخلاق، وعدلهم المستحق يقينا هو الجحيم. آمنت بالله وبيومه الآخر وبعدله البات وبعذابه ونعيمه.
أصوات منفردة
لا تزال هناك بعض الأصوات العاقلة في الغرب، رغم انحياز معظم الدول الغربية «الفج، والوقح» لإسرائيل في حربها على قطاع غزة، وهو ما لفت الانظار إليه عبدالمحسن سلامة في “الأهرام”: مثلما فعل جوزيف بوريل، مفوض السياسات الخارجية للاتحاد الأوروبي، حينما حذر من وقوع دول الاتحاد في مأزق أخلاقي إذا لم تبدِ رفضا لما يحدث في غزة بالطريقة نفسها التي رفضت بها أوروبا ما تواجهه أوكرانيا، قائلا: «إن قطع إمدادات المياه عن مجتمع يتعرض للحصار، يتعارض مع القانون الدولى، ولا نستطيع أن نقبل ذلك.. لا يمكننا أن نقبل أن يكون الأمر كذلك، وهذه الأشياء يجب أن تُؤخذ في الاعتبار أيضا عند تقييم الصراع.. أنصحكم بقراءة القاموس العلمي للقانون الإنساني الذي ينص على أن حرمان مجتمع بشري تحت الحصار من إمدادات المياه الأساسية يتعارض مع القانون الإنسانى، وهذا هو الحال في أوكرانيا، وغزة، وإذا لم نتمكن من قول ذلك في كلا المكانين، فإننا نفتقر إلى السلطة الأخلاقية اللازمة لإسماع صوتنا». جوزيف بوريل هو مفوض السياسات الخارجية للاتحاد الأوروبي، أي أنه بمثابة وزير خارجية الاتحاد، وتصريحاته تعني الكثير، بعد أن شعر بوخز الضمير والخزي والعار، لما يحدث في غزة لكنها للأسف لا تعني تغيير توجه دول الاتحاد الأوروبي التي تسير خلف الولايات المتحدة الأمريكية معصوبة العينين، وترتبط بها دائما، باستثناء بعض التصرفات لبعض الدول بشكل أحادي، وهو ما يحدث في أضيق نطاق لارتباط، وتشابك المصالح خلال أكثر من 10 عقود. أتمنى أن تكون صرخة «بوريل» الدبلوماسية بداية تغيير في سلوكيات شعوب دول الاتحاد الأوروبي تجاه الأزمة الحالية في غزة، لأن إسرائيل دولة احتلال، وفلسطين دولة محتلة، ومن الطبيعي أن يقاوم أي شعب محتل بكل ما يملك دولة الاحتلال، كما حدث في جنوب افريقيا، والجزائر، ودول أوروبا نفسها، وأمريكا.. وغيرها من دول العالم. لا توجد دولة محتلة الآن في العالم سوى فلسطين، ولم يحدث أن ساند العالم أبدا دولة احتلال، وآن الأوان أن يفتح العالم عينيه، ويعاقب دولة الاحتلال، وينتصر للضحية، والمحاصر، والمقهور، والمغلوب على أمره في غزة.. وكل الأراضي الفلسطينية.
نموت ولا نكبر
صحيح وفق ما انتهت إليه عبلة الرويني في “الأخبار” أن الغرب (الأوروبي- الأمريكي) ينحاز بوضوح لإسرائيل، أو هو شريك فعلي في صناعة الجريمة، لا مجرد متعاطف مع ما يحدث من إبادة جماعية لغزة وجرائم حرب مكتملة الأركان.. لكن منظمة العفو الدولية تخرج عن المنظومة الغربية المعتدية، وتمارس دورها بحياد يتقصى الحقائق في أحداث غزة.. قالت أنييس كالامار» الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أن (16عاما من حصار غزة غير القانونى أحالها إلى أكبر سجن مفتوح في العالم.. وعلى المجتمع الدولي أن يتحرك الآن ليمنع تحويل غزة إلى مقبرة جماعية).. مطالبة المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية، بإعمال القانون في جرائم الحرب الواقعة… وبالفعل ما يحدث في غزة، جرائم حرب مكتملة الأركان (مقتل 3793 بينهم 1500 طفل في أسبوع واحد).. سئل أطفال غزة: ماذا تريدون عندما تكبرون؟ قال أحدهم: (نحن لا نكبر نحن نموت) جرائم حرب متواصلة.. قتل المدنيين وهدم منازلهم ومنشآتهم، تدمير الطرق والتعدي على سيارات الإسعاف والمستشفيات، قطع الكهرباء والماء والدواء ومستلزمات المعيشة وحصار المدينة.. يحدث أكثر من هذا في غزة، وهو ما يجب رصده وتوثيقه وإرساله للمحكمة الدولية الجنائية، عبر منصتها الإلكترونية (تتمتع بقيمة قانونية وبمثابة توثيق أمام القضاء الدولي).. رصد وتوثيق الانتهاكات وجرائم الحرب حق أصيل للضحايا والشهداء، وهو واجب أخلاقى وإنسانى وقانونى لابد من العمل على تحقيقه لمقاضاة إسرائيل ومحاكمتها.. أكثر من لجنة مصرية (بالتأكيد هناك لجان فلسطينية وعربية تقوم بمهمة التوثيق للجرائم الإسرائيلية منذ أحداث طوفان الأقصى).. شكلت نقابة الصحافيين المصريين لجنة لتوثيق استهداف الصحافيين والإعلاميين وانهيار الحياد في الإعلام الغربي.. وشكلت نقابة المحامين لجنة لتوثيق جرائم الحرب وأعمال الإبادة الجماعية في غزة.. بينما أصدرت لجنة الأحزاب المصرية (10 أحزاب) توصية بتشكيل لجنة تقصي الحقائق في مجلس النواب، لتوثيق الانتهاكات الإسرائيلية، والمواقف المتخاذلة للدول الغربية.
غرباء عن بعضنا
هذا الوهم فكرة قديمة تخرج من الأدراج الخبيثة، وفقا لرأي أشرف عزب في “الوفد” من حين لآخر، لتحقيق حلم الصهيونية بأرض الميعاد، مخطط يتلون بأسماء القتلة وأرباب العصابات، فكرة تتحور كلما وجدت فرصة سانحة لتنفيذها وسط دعم أعور لا يرى دماء الأبرياء، دعم غاشم لا يشعر برجفة أطفال أصابهم الهلع من قذف الصواريخ والقنابل، دعم إجرامي يدافع عن مجرمين في عمليات إبادة جماعية لنزع جذور صاحب الأرض من أرضه. هذا الكيان المحتل وتلك العصابات التي تم زرعها في فلسطين، تلك البقعة التي لا تربطهم بها صلة دم أو عرق، وقد أثبت ذلك العالم العبقري الدكتور جمال حمدان في دراسة بعنوان «اليهود أنثربولوجيّا»، تتبع فيها حركة اليهود تاريخيّا وإنسانيّا، وكيف أصبحوا مجموعة لا تربطهم بالسامية رابطة، ولا تجمعهم بالعرب صلة، فهم ليسوا بأبناء عم، تلك السامية التي صدعوا بها أدمغة العالم، واتخذوها وسيلة لتجريم معاداة الصهيونية وأفعالها. يقول الدكتور جمال حمدان في خلاصة بحثه، إننا أصبحنا إزاء قوم غرباء بعد أن ذاب نسلهم في دماء غريبة، ووصل الذوبان إلى حد الإحلال، فيهود اليوم إنما هم أقارب الأوروبيين والأمريكيين، بل هم في الأعم بعض وجزء منهم وإن اختلف الدين، ومن هنا فإن اليهود في أوروبا وأمريكا ليسوا كما يدعون غرباء أو أجانب.. أما أين يمكن أن يكون اليهود غرباء ودخلاء بلا جذور فذاك في بيت العرب وحده، في فلسطين، حيث لا يمكن لوجودهم إلا أن يكون استعمارا واغتصابا بالقهر والابتزاز، وانطلاقا من هذا يسقط أي ادعاء سياسي للصهيونية في أرض الميعاد. تلك الصهيونية التي تجد دعما أمريكيّا لا حدود له، يوجزها الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون في كتابه «1999 نصر بلا حرب» تقديم المشير محمد عبد الحليم أبوغزالة، الصادر عام 1988، حيث قال: «إن التزامنا ببقاء إسرائيل التزام عميق، إنه التزام لم يخل به أي رئيس في الماضي أبدا، وسيفي به كل رئيس في المستقبل بإخلاص، أن أمريكا لن تسمح أبدا لأعداء إسرائيل الذين أقسموا على النيل منها بتحقيق هدفهم في تدميرها».
«بامبرز إسرائيل»
بعد تلك السنين التي مرت على كلام نيكسون، جاء اليوم الذي نرى فيه أمريكا وكل من يدعم هذه الصهيونية المتوحشة يلعبون كما يصفهم أشرف عزب دور «بامبرز» لإسرائيل، طفلها المدلل الذي تمنحه السلاح ليقتلع الرضع من جذورهم، ثم يحجبون هذه الأفعال الإجرامية العفنة عن شعوبهم بقلب الحقائق وتبني الأكاذيب، وهذه الشعوب إذا أرادت أن ترى وأن تشم رائحة الحقيقة عليها أن تنزع هذا «البامبرز» عن هذا الكيان المجرم. نعود إلى «وهم القرن» ومخطط التهجير البائس لهذا الكيان الذي يرتعد من صراخ الأطفال، في تقرير لجريدة «الغارديان البريطانية» نشرته جريدة “الدستور” الأردنية في مارس/آذار 1988 تحت عنوان «هل من حل نهائي للقضية الفلسطينية»، استعرض التقرير تلك الأوهام القديمة، وذكر أنه بعد حرب 1967 بأسبوعين عقدت الحكومة الإسرائيلية اجتماعا سريّا لمناقشة كيف يتم حل المسألة السكانية الناجمة عن احتلال إسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة، وأشارت إلى أن مناحم بيغن قد أوصى وقتها بهدم كل المخيمات ونقل اللاجئين إلى صحراء سيناء، ويقول التقرير إن الحكومة الإسرائيلية لم تتوصل إلى قرار حول إعادة توطين اللاجئين الفلسطينيين، غير أن المشاعر العامة أيدت خطة الوزير إيغال آلون بنقل اللاجئين الفلسطينيين إلى صحراء سيناء وإقناع بقية الفلسطينيين بالهجرة إلى الخارج، ويؤكد التقرير أن تلك الفكرة ظلت حية، واتخذت أشكالا مختلفة وبقيت مناقشتها سرّا مكتوما. والسؤال الأهم لماذا سيناء تحديدا؟ يجيب عن ذلك الدكتور عبد الوهاب المسيري في مقدمة كتاب «اليهود أنثروبوجيّا» للدكتور جمال حمدان، فيقول: «يعبِّر جمال حمدان عن الموقف الجيوستراتيجي المصري كله في إيجاز، من خلال سلسلة من المعادلات الاستراتيجية على النحو التالي: من يسيطر على فلسطين.. يهدد خط دفاع سيناء الأول، من يسيطر على خط دفاع سيناء الأوسط.. يتحكم في سيناء، من يسيطر على سيناء.. يتحكم في خط دفاع مصر الأخير، من يسيطر على خط دفاع مصر الأخير.. يهدد الوادي، وهذه بالضبط «نواة نظرية الأمن المصري»..
مقاتلة «الجزيرة»
من دون تفخيم أو تعظيم، تبقى قناة “الجزيرة” وفق ما يصفها عصام كامل في “فيتو” سيدة قنوات الأخبار عالميا، خصوصا في أوقات الحرب والأزمات، تنوع مصادر الجزيرة وديناميكيتها يمنحها القدرة على النفاذ إلى عمق الحدث والقدرة على التغطية الشاملة، التي لا يضاهيها أي قناة في كوكب الأرض. أقول ذلك بمتابعة دقيقة عبّر فيها القائم بالاتصال بـ”الجزيرة” عن هول وروع الحرب الدائرة الآن على أرض العزة في غزة فما دون الجزيرة قنوات يختلط فيها السم الصهيوني داخل سطور القصص الخبرية بشكل فج، حيث نرى من وجوه الصهاينة أكثر مما نرى من وجوه المطحونين في غزة الأبية. تابعت كيف أدارت الإعلامية المدهشة حياة اليماني عندما استضافت مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق لاري كورب، الذي بدأ حواره بالحديث عن أطفال الكيان المحتل مقطوعي الرؤوس فلم تمض المذيعة في طريق الإنصات دون مقاطعته بقولها: أرجو أن تشركنا هذه الصور.. سقط الرجل في مستنقع الكذب وهو يحاول الخروج من المأزق، فلم يكن من حياة اليماني إلا أن رفعت تليفونها المحمول وعلى شاشته أطفال فلسطينيون وقد قتلوا بدم بارد وهي تقول له: إذن أشاركك أنا هذه الصور. حاول الرجل أن يفلت زمام المبادرة من حياة اليماني بالحديث عن الفظائع التي ارتكبها مقاتلو حماس، وهي تقف له بالحجة الدامغة والبرهان القاطع عن مجازر الاحتلال الصهيوني على أرض فلسطين وهي تحادثه عن الدعم الأمريكي في قتل الأبرياء وهو يتوه منها ويضيع ثم يعود محاولا النفاذ إلى مساحة إدعاء كاذبة دون جدوى. كان الحوار الواعي مدهشا للغاية وهي تطرحه أرضا، وهو يكاد يستسلم، ثم يعود مرة أخرى إلى الكذب فتحاصره حياة اليماني بذكاء في إدارة الحوار حتى خرّ معترفا لها بأن الرئيس بايدن ظل لسنوات يرفض لقاء نتنياهو في البيت الأبيض وأنه لم يلتقه إلا في نيويورك في الأمم المتحدة. استطاعت حياة اليماني أن تهزم الكذب الأمريكي بالضربة القاضية ولم يأخذ مساعد وزير الدفاع في يدها كما نقول بالمصرى “غلوة”، واعترف بأن نتنياهو ليس رجل سلام، واعترف بحق المدنيين في الحماية ولم يكن أمام الرجل إلا لحظات ليعترف بجريمة بلاده ضد أطفال غزة، فأنهت اللقاء وحققت نصرا عظيما.