الهجوم البري (الاسرائيلي).. لماذا التأجيل ؟؟ بقلم عبدالخالق الشاهر
بقلم عبدالخالق الشاهر-العراق

الهجوم البري (الاسرائيلي).. لماذا التأجيل ؟؟
بقلم عبدالخالق الشاهر
يقول الرئيس بايدن بعد ان تمخض الجبل وولد الآتي ” لا اعتقد ان وقت الهجوم البري مناسبا بالوقت الراهن ” وهذا يعني ( ينبغي الاستمرار بجرائم الابادة الجماعية قتلا وتجويعا للاطفال والنساء لاشهر أخرى ، فضلا عن اكمال قتل موظفي وكالات الامم المتحدة في فلسطين الذين سوف لن يتم تعويضهم كون ممثل (اسرائيل ) في الامم المتحدة قال اليوم انهم سوف لن يمنحوا تأشيرة الدخول لهم بل ان المبكي فلم يعد هناك مصطلح المضحك المبكي انه طلب استقالة غوتيرش لانه قال ” ان الفلسطينيين يعانون من احتلال خانق منذ (56) عاما وهذا يعني ان ما يجري اذلال كل عربي اولا ومسلم ثانيا فضلا عن اذلال الامم المتحدة ومجلس الامن والتي اذلتهما (اسرائيل) من العام 1948 لحد الآن ، وأخيرا ان في ذلك استمرار لأهانة كل انسان حر يؤمن بحق الدفاع عن النفس وحقوق الانسان الاخرى وليس بحق سلطة الاحتلال الاسرائيلي في الدفاع عن النفس من خلال ذبح الاطفال والنساء وضرب المشافي والكنائس والمساجد .والمبكي الآخير ان البابا الذي يمثل سيدنا المسيح عليه السلام طالب اليوم بالسماح بمرور المساعدات ولم يطالب بوقف ذبح الاطفال ونسى الوصايا العشرة ومنها واحدة تقول ” عيسى مرتد وأمه زانية ومكانه في جهنم ” حاشهما
لماذا لا يعتقد بايدن بإن الوقت مناسب ؟؟
اقولها لكم بلغة الاستراتيجية الشاملة والخبرة العسكرية ان السبب يكمن في ان كل الاطراف وعت قبل ان يعي العرب ان عالم ما قبل طوفان الاقصى لن يشبه عالم ما بعد الطوفان وأنه اليوم الاشد سوادا في تأريخ (اسرائيل) القصير .. وسأختصرجدا .
# اكبر مخادعة استراتيجية طالت لسنتين تمكن فيها فصيل مسلح واحد من خداع السافاك والشاباك والجيش (الاسرائيلي) والكنيست وأمريكا واوروبا
# عملية مباغتة غير مسبوقة لفصيل مقاوم شلت قدرات كل من جاء ذكره اعلاه واصابتهم بقوة صدمة هائلة واوقفت كل ردود الافعال المنطقية
# قضت على الجدار والسياج والانذار المبكر وفرقة غزة والقبة الحديدية والردع الذي تبجحت به (ابنة امريكا المدللة (اسرائيل) وزوجة امريكا (بريطانيا) لعقود وعقود .
# قضت على العصب الرئيسي للوجود الاسرائيلي ولست القائل بل السيد اسحق رابين حين دافع عن استراتيجية الاستيطان على ارض الغير بقوله ” الاستيطان يعني (اسرائيل) ” كيف قضت؟؟ لأن اي مواطن في الكون او مستوطن يبحث عن الامن اولا ولعل الفأرة وغيرها سبقت الانسان في ذلك ، نعم سيداتي سادتي .. ارض الميعاد انتهت وسيعود المستوطنون ” مزدوجي الجنسية” الى الشتات حيث الامن والامان ومن بينهم سيغادر الجيش الاحتياطي والمستقيلين من (جيش الدفاع الاسرائيلي) الذي لم يعد (لا يقهر) .. ومن يجدني مبالغا عليه ان يتخيل نفسه (مستوطنا) في مستعمرة سديروت او عسقلان ورأى بإم عينيه ما جرى برا وبحرا وجوا ولاحظ كيف انهارت فرقة غزة … هل سيبقى ؟؟ خصوصا بعد ان يكتشف ان جيشه عاجزا عن شن هجوما بريا الا بعد تصفية الاطفال وتهجير النساء وتجويعهم ومنع حتى الماء عنهم .. رغم انه يرى ان امريكا / اوروبا بحاملات طائراتها وبزيارات الرؤساء الكبار لم تمنع صواريخ القسام والجهاد الاسلامي وحزب الله من الانطلاق لحد الآن .
# تأخير الهجوم البري هو انعكاس لحالة الرعب لأن المدافع الآن في افضل حالاته قياسا بانه كان وقت الهجوم في اصعب حالاته ، فلا يوجد اسهل من الدفاع في المناطق المبنية التي تشكل اصعب القتالات للمهاجم .. حتى ولو دمرت غزة، كون المدافع نفسه قدم اروع المفاجآت في الهجوم وسيفعل ذلك في الدفاع ، وكون المدافع سبق له بحرب الانفاق ان اجبر سلطة الاحتلال ان تبني الجدار المنهار بعمق عشرين مترا تحت الارض ، عليه هم الان وفي هذا الظرف قد يكونون باربعين مترا تحت الارض .. خصوصا وان ناطقهم الرسمي قال قبل اسبوعين انهم اعدوا خطة الدفاع قبل خطة الهجوم في عملية طوفان الاقصى .
# هناك سبب مهم آخر يتعلق بالسيد نتياهو ووزير دفاعه، وهو انه كان على وشك المغادرة قبل الطوفان المبارك وان فشله القاتل هو وطاقمه العسكري والامني لم يكن سيمر دون محاكمة وعقاب ، فالنظام السياسي (لاسرائيل) الذي طالما سهرت ليال طوال لدراسته بحيادية تامة لا يسمح بمرور مثل هذه الجرائم بحق الشعب بلا حساب كما يجري في بعض الاقطار العربية او البلدان الاسلامية .. ولذلك هو مستعد لقتل كل اطفال العالم وليس غزة فقط كي يتخلص من الحساب ولا اعتقد ان له فرصة في ذلك
لا احد يمكنه التكهن بموعد الهجوم البري حتى نتنياهو نفسه فالأمر يتعلق بجاهزية الطرفين ، ويتعلق بالمعلومات التي تحصل عليها (اسرائيل) عن وضع القسام والجهاد ولعل الحل بتقديري سوف لن يكون جمع معلومات عن بعد ابدأ وبالتالي قد تلجأ سلطة الاحتلال الى هجمات جس ودوريات استطلاع من خلال قوات النخبة والمجاميع الخاصة والنتائج هي التي تقرر شن الهجوم من عدمه وتوقيته وشكله وحجمه ، وبكل الاحوال هي لن تكن تكرارا لما حصل عام 2014 ولن تكن نزهة او سفرة سعيدة .
اختصرت كثيرا فالحديث عن طوفان الاقصى الذي طرز تشرين العرب كما طرزته ثورة تشرين السلمية لشباب العراق وكما طرزته حرب تشرين وعبور خط بارليف المعجزة والذي حتى عبوره شارك فيه الجيش العراقي البطل بسرب طائرات الهنترالمتواجدة على الاراضي المصرية قبل الهجوم بفترة ولحقته الدبابات العراقية على السرف
الثقة بالنفس عادت ولم يكن شهداء القسام والجهاد الاسلامي يتوقعون بعمليتهم هذه ان يحرروا فلسطين .. انهم فقط هزوا عرش ( اسرائيل) والامبريالية العالمية وحركوا حاملات الطائات وأعادوا الينا الثقة بالنفس وفضحوا زيف معظم الانظمة العربية وعلموا الشعوب التي تنوي التحرر ان ارادتها لا يمكن ان تقهر ان .. ان هي امتلكت ارادتها وصارت مصدر كل سلطة وكل تشريع .. وليس هذا فقط بل ان هي تحركت بعلمية فائقة وآمنت بالحداثة في كل المجالات كما فعلت القسام .
25 تشرين العز2023