عربي دولي

استهداف قاعدة تضم أمريكيين في العراق… والمئات يمنعون عبور شاحنات نفط للأردن

استهداف قاعدة تضم أمريكيين في العراق… والمئات يمنعون عبور شاحنات نفط للأردن

بغداد ـ مشرق ريسان

 كشفت الفصائل المسلحة الشيعية في العراق، أمس الخميس، عن استهداف جديد طال قاعدة تستضيف عسكريين أمريكان في محافظة الأنبار الغربية، بطائرة مسيّرة، في وقتٍ أكد مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، لوفد دبلوماسي أوروبي، إن حماية البعثات الدبلوماسية في العراق هو “واجب عراقي”، لافتاً إلى أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني “يُشرف” على هذا الملف، في حين، منع مئات العراقيين شاحنات نفط من العبور إلى الأردن، وقالوا إنهم لن يسمحوا بتصدير النفط العراقي إلى الدول التي أبرمت اتفاقيات تطبيع مع إسرائيل.
وبدأ نحو 800 من أنصار قوات الحشد الشعبي اعتصاما يوم الجمعة عند المعبر الحدودي الرئيسي للعراق مع الأردن للتعبير عن تضامنهم مع أهل غزة والدعوة إلى إنهاء القصف والحصار الإسرائيلي للقطاع.
ويُصدر العراق نحو 15 ألف برميل يوميا من النفط الخام في شاحنات إلى الأردن، وهي إحدى الدول العربية القليلة التي أبرمت معاهدة سلام مع إسرائيل ولها علاقات أمنية وثيقة معها منذ فترة طويلة.
وقال المحتج كرار الزملي إن منع الشاحنات من العبور “هدفه منع وصول النفط العراقي، الذي يصل إليهم (الأردن) بسعر مدعوم، إلى الدول التي طبعت العلاقات مع إسرائيل”.
ويعد المعبر الواقع في محافظة الأنبار أقرب نقطة وصول من العراق إلى الضفة الغربية المحتلة.
وذكر مسؤول عراقي طلب عدم نشر اسمه أن إغلاق المحتجين للمعبر بدأ صباح أول أمس الأربعاء.
وأضاف المسؤول أن ما لا يقل عن 70 شاحنة محملة بالنفط الخام كانت تمر يوميا، وأن المتظاهرين لم يمنعوا الركاب أو البضائع الأخرى من المرور.
في الموازاة، تناقلت مواقع إخبارية محلّية بيانا لـ”المقاومة الإسلامية في العراق”، وهي جبهة مسلحة تضمّ أغلب الفصائل الشيعية، بياناً مقتضباً جاء فيه: “استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية في العراق، قاعدة الاحتلال الأمريكي (عين الأسد) غرب العراق،  بطائرة مسيرة، أصابت أهدافها بشكل مباشر”، من دون الإفصاح عن أيّ معلومات أخرى بشأن حجم الخسائر التي خلّفها الهجوم.
يأتي ذلك في وقت استقبل فيه مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، وفد بعثة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، برئاسة جيل روستن، رئيس التخطيط الاستراتيجي وإدارة الأزمات في الخارجية الأوروبية، وبحضور رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي الاستشارية في العراق، اندرس فيباري”.
وتناول اللقاء، حسب البيان “استعراض عمل بعثة الاتحاد الأوروبي في العراق، وسبل تعزيز التعاون والشراكة بين العراق والبعثة، في مجالات الاستشارة وتبادل الخبرات والمعلومات”.

واجب عراقي

وأعرب الأعرجي، عن “حرص العراق على استمرار العلاقة مع الاتحاد الأوروبي، للاستفادة من الخبرات لتنمية قدرات قواتنا الأمنية”، مشددا على أن “حماية البعثات الدبلوماسية العاملة في العراق هي واجب عراقي، وأن رئيس مجلس الوزراء يشرف بشكل خاص على هذا الموضوع، حيث أصدر أوامره لوزارة الداخلية بتشديد الإجراءات لحماية البعثات الدبلوماسية”، مؤكدا “عدم وجود خطر يهدد أمن البعثات والسفارات داخل العراق”.
وأشار الأعرجي، إلى أن “المنطقة تمر بوقت صعب، وعلينا العمل على إيقاف الحرب الدائرة في قطاع غزة”، مبينا أن “اتساع رقعة الحرب سيشعل المنطقة برمتها، وأن مسؤوليتنا جميعا هي إيقاف التصعيد وإيقاف كامل العمليات العسكرية في غزة”.
في حين، أكد روستن، “موقف الاتحاد الأوروبي الرامي إلى تهدئة الأوضاع وخفض التصعيد في قطاع غزة”.
كما قدم الوفد الضيف، وفق البيان، الشكر للحكومة العراقية على “رسائل الاطمئنان التي تقدمها لبعثات الدول العاملة في العراق، لاسيما بعثات الاتحاد الأوروبي”، مشيرا إلى أن “وفد البعثة قدم من بروكسل لتقييم عمل البعثة الاستشارية الأوروبية ومن أجل زيادة تدعيم الجانب الأمني واستمرار الشراكة الحقيقية مع العراق”.

الخطر المحدق

في السياق أيضاً، بحث وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، مع السفيرة الأمريكية في العراق، إلينا رومانوسكي، الخطر المُحدق بالمنطقة في حال اتساع دائرة الحرب الدائرة في فلسطين.
وطبقاً لبيان أوردته وزارة الخارجية، فإن اللقاء الثنائي شهد “بحث الأوضاع الخطرة التي تشهدها المنطقة وضرورة العمل على عدم اتساع ساحة الحرب”.
وأكد حسين أهمية “دعم الجهود الرامية إلى فسح المجال وبصورة أوسع وبنحوٍ مستدام لتدفق المساعدات الإنسانيَّة إلى قطاع غزّة ووقف الحرب ضدّها”.
سياسياً، بحث رئيس تحالف “قوى الدولة الوطنية”، عمار الحكيم، أمس، مع السفير الفرنسي لدى العراق إريك شوفالييه تطورات المشهد السياسي في العراق والمنطقة لاسيما الأوضاع في فلسطين.
وأكد الحكيم خلال اللقاء، حسب بيان لمكتبه، ضرورة العمل على “عدم اتساع رقعة الحرب”، داعيا إلى “فسح المجال لتدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة وإيقاف القصف اليومي المُستَهدف للأبرياء”.
وشدد أيضا على أن “الشعب الفلسطيني كشعوب العالم الأخرى من حقه أن يعيش بكرامة ضمن حدود دولته على أراضيه”.
وحمّل الحكيم “المجتمع الدولي مسؤولية إيقاف المجازر التي يرتكبها العدوان الإسرائيلي يوميا والانتصار إلى ما تبقى من إنسانية وإلى القوانين الدولية المُنتَهَكة على مرأى ومسمع الجميع”.
وسبق أن أكد الحكيم، وجوب وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، محمّلا في الوقت عينه المجتمع الدولي مسؤولية إراقة الدماء.
جاء ذلك خلال استقباله بمكته في بغداد وفدا نيابيا إيرانياً برئاسة نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع إبراهيم عزيزي.
وأكد حسب بيان لمكتبه، “دعم العراق للقضية الفلسطينية، وأن موقفه موحد من جميع المكونات تجاه حق الشعب الفلسطيني في الحياة وبناء دولته واستعادة شتاته”.
وشدد على ضرورة “وقف العدوان وحماية المدنيين وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل”، محملاً المجتمع الدولي “مسؤولية السماح بإراقة الدماء وقتل الأطفال والنساء والشيوخ عبر الآلة العسكرية المجرمة التي يستخدمها الكيان تجاه الأبرياء العزل”.

«القدس العربي»

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب