
معركة اليرموك وطوفان الأقصى
بقلم: د. فالح حسن شمخي
نحاول أن نقارن بين المعركتين أو ندعو الى الرجوع الى معركة اليرموك والاستفادة من الدروس المستنبطة، أرى أن هناك تشابه بين المعركتين، ومن أهم نقاط التشابه هو أن معركة اليرموك كانت من المعارك المتميزة قديما، ومعركة طوفان الأقصى متميزة في تغيير موازين القوى في العصر الحديث وبعد 75 عاما من عمر الاحتلال البغيض، الفارق بين المعركتين الأسلحة والاعلام، لكن الروحية والشجاعة التي ميزت الأجداد قد تميز بها الأحفاد، لفت نظرنا خبر يقول ان مقاوم فلسطيني واحد دمر ثلاث دبابات ولاحق طواقمها، وكان لهذا الخبر وقعه الكبير علينا الأمر الذي ذكرنا، بالقوة السريعة التي شكلها القائد خالد بن الوليد والتي شق بها صفوف الروم.
معركة اليرموك، وقعت عام 15 هـ بين المسلمين والروم (الإمبراطورية البيزنطية)، ويعتبرها بعض المؤرخين من أهم المعارك في تاريخ العالم لأنها كانت بداية أول موجة انتصارات للمسلمين خارج جزيرة العرب، وآذنت لتقدم الإسلام السريع في بلاد الشام. المعركة حدثت بعد وفاة الرسول الكريم (ص) بأربع سنوات، تقدم الاسلام في بلاد الشام، يعني بداية حرب تحرير (الفتوحات)، وبالمثل فإن معركة طوفان الأقصى هي بداية حرب التحرير باذن الله.
مثلما حاول الأمريكان والكيان المغتصب شن هجوم مباغت بعد أن تم قطع الكهرباء والانترنت عن غزة والتمهيد بقصف جوي ومدفعي، فعل اسلافهم الروم الأمر نفسه فشن الروم الهجوم المباغت عند الفجر، عندما يكون جيش المسلمين غير مستعد ولكن خالد بن الوليد كان قد وضع نقاطا دفاعية قوية متقدمة خلال الليل سراً مما أفقد عنصر المفاجأة التي كان يخطط لها البيزنطيون، ودارت المعركة وتراجع الروم، يمتاز رجل المقاومة الفلسطينية عن أجدادهم في إنهم أوقعوا المهاجمين في كمائن قاتلة، ولاحقوا العدو بعد هزيمته.
يستخدم الأمريكان والصهاينة الطائرات والمدفعية في حرب الابادة التي تشن على الشعب الفلسطيني لعدم قدرتهم على المواجهة وجها لوجه ومن ما يسمى بالمنطقة صفر، وهو سلاح الجبناء، كما كان أسلافهم يعتمدون على الرمي العنيف للنبال التي أدت إلى فقدان الكثير لبصرهم نتيجة إصاباتهم في عيونهم، منهم: أبو سفيان والمغيرة بن شعبة وهاشم بن عتبة بن أبي وقاص والأشعث بن قيس وعمرو بن معد يكرب وقيس بن مكشوح والأشتر النخعي، وسمي ذلك اليوم بيوم خسارة العيون، وتراجع الجيشان المسلمان، جيش عبيدة وجيش يزيد إلى الخلف.
ولاحت علائم الهزيمة ولكن عكرمة بن أبي جهل نادى المجاهدين للقسم على النصر أو الشهادة، فلبى نداءه 400 من المقاتلين المجاهدين وقاتلوا محاولين وقف الروم، وأوقفوا زحف الروم بعد مقتلهم جميعاً، ولكنهم قتلوا عدداً أكبر بكثير من 400 مقاتل بيزنطي، وأصيب عكرمة وإبنه عمرو إصابة مميتة في هذه الوقعة، وعرف عكرمة بنجاح المسلمين بصد الهجوم وحمد الله قبل أن يموت متأثراً بجراحه، ليحل الظلام وينتهي ذلك اليوم. لا بد من ذكر الاسماء ليعرف الجيل الحاضر من هم الأبطال الذين قاتلوا في معركة اليرموك، لكن الهدف هو المقارنة بين سلاح الجو والمدفعية والنبال، مع ملاحظة ان الذي تعرض للاغتيال الوحشي هو الشعب الأعزل أما رجال المقاومة فلم يصبهم الأذى لأنهم يتحصنون بالأنفاق، الأنفاق التي أثبتت استعداد المقاومة لحرب شعبية طويلة، حرب تحرير.
في هذا اليوم الخامس رفض خالد عرضا لـ «ماهان» بوقف القتال بضعة أيام، وعرف خالد بن الوليد أن عزيمة الروم على القتال لم تعد كالسابق وكان المسلمون حتى الآن قد إتخذوا إستراتيجية دفاعية في الأعمال القتالية، فقرر الآن القائد خالد بن الوليد التحول إلى الهجوم، وأجرى تغييرات على تشافة فرق الخيالة إلى سرية قتالية موحدة، وجعل وحدته السريعة في قلبها، وخطط خالد باستخدام هذه السرية الجديدة لمهاجمة الفرسان الروم بغرض عزلهم عن المشاة الروم، بحيث يصبح المشاة الذين يشكلون نواة الجيوش البيزنطية دون أي حماية من الفرسان تقيهم من الهجمات الجانبية والخلفية، وفي نفس الوقت خطط لشن هجومٍ على الميسرة البيزنطية لردها بإتجاه الجرف إلى الغرب.
الهدنة مطلوبة الآن لأن شعبنا العربي الفلسطيني في غزة يتعرض لابادة جماعية، لمحرقة كمحرقة هتلر، أما الانتقال من الدفاع الى الهجوم، فكل شيء ممكن.
اليوم السادس انحصر الجيش البيزنطي بشكل لم يعد يستطيع فيه الجنود استخدام سلاحهم بشكل طبيعي، ولذلك فقد هزموا بسرعة محاولين إيجاد طريق للهرب عبر الجرف وبدون نجاح، فبعضهم هوى في الجرف، بينما سقط الآخرون قتلى أو أسروا لتنتهي بذلك معركة اليرموك.
لم يتواجد خالد بن الوليد مساء اليوم السادس بعد إحراز النصر وانتهاء المعركة في معسكر المسلمين، بل شوهد مساء اليوم التالي في المعسكر، فقد تابع خالد بن الوليد وفريقه فلول ماهان المتجهة إلى دمشق واشتبك معهم ليقتل ماهان على يد أحد المقاتلين المسلمين، فقد قطع رأسه وصرخ والله قد قتلت ماهان. وكانت العادة السائدة آنذاك أن المعركة تنتهي بهرب الجيش المنكسر، ولذلك فكان آخر ما توقعه ماهان وجنوده المنهزمون هو متابعة خالد لهم، هي أمنيات وقد يحولها رجال المقاومة العربية الفلسطينية الى واقع، أن يهزم جيش الاحتلال الصهيوني كما هزم الروم في معركة اليرموك، ويق،،طع رأس الاره،،،ابي نتن،،،،،ياهو.
___